عبّر عدد من الفاعلين الجمعويين عن تذمرهم مما أسموه "المجزرة البيئية" التي شهدتها مدينة قلعة السراغنة، جراء عملية اجتثاث أشجار الشارع الرابط بين المحكمة الابتدائية والمركب الرياضي. عبد الرحيم عياد، عضو مجلس الشباب والتشاور، قال لهسبريس إن النشطاء الحقوقيين والسياسيين والجمعويين "يعتبرون ما تعرضت له الأشجار بالشارع المذكور جريمة حقيقية في حق البيئة بعاصمة إقليم السراغنة"، مضيفا أنهم "يستنكرون بشدة هذا الفعل الشنيع"، بحسب تعبيره. وأورد الفاعل الجمعوي نفسه أن "هذا السلوك تم في ظل زحف الاسمنت بمدينة تعتبر عاصمة للأشجار والفلاحة بجهة مراكش أسفي، وعلى بعد 84 كيلومترا من عاصمة النخيل التي احتضنت مؤتمر المناخ مؤخرا"، مؤكدا أن المنطقة في حاجة إلى غرس المزيد من الأشجار بدل اقتلاعها. "من أمر بالإقدام على اقتلاع الأشجار يعاني من قصر النظر"، يقول عياد، الذي اعتبر الفعل "جريمة متكاملة الأركان"، وطالب بمتابعة من كان وراء ذلك، قبل أن يتساءل عن مصير القطع الخشبية التي تم اجتثاثها، ويدعو كلا من وزير الداخلية والوزيرة المكلفة بالبيئة إلى فتح تحقيق في ما أسماه "الجريمة البيئية". وأبرز المتحدث ذاته أن "هذه الأشجار تجاوز عمرها السبعين سنة، وتم اجتثاثها دون مراعاة لمحيط المقرات الإدارية والأحياء السكنية المجاورة، بتواطؤ وصمت كبيرين للجهات الوصية على المجال البيئي"، وهو ما يفرض، بحسبه، "محاسبة جميع المسؤولين عن تنفيذ قرار ليست له أي قاعدة قانونية تقنع بتخريب البيئة ومحيط السكان". وللوقوف على رأي المجلس الجماعي لمدينة قلعة السراغنة، ربطت هسبريس الاتصال بالعلامي أبي العلاء، النائب الثاني لرئيس البلدية، الذي أوضح أن قطع الأشجار جاء على إثر شكايات عدة لسكان دوار جمالة الكدية الذين نظموا عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بإزالتها؛ لأنها كانت تستعمل لتعريض حياتهم للخطر. وقال المصدر ذاته: "اللصوص كانوا يربطون سلكا بين شجرة وأخرى، ما يؤدي إلى سقوط راكب الدراجة النارية أو العادية من أبناء الدوار، ليتم نشله والاعتداء عليه"، موردا أن سكان الدوار سابق الذكر وضعوا شكايات عدة لدى كل من عمالة الإقليم والمجلس الجماعي والمنطقة الأمنية، بخصوص الخطر التي تشكله هذه الأشجار على حياتهم. ويرى العلامي أن عملية اقتلاع هذه الأشجار "ضرورة ملحة لحماية أرواح المواطنين"، موردا أنها تمت تحت إشراف لجنة تتكون من ممثل العمالة واللجنة التقنية للمجلس الجماعي والأملاك المخزنية والمياه والغابات، "من أجل توسيع هذه الطريق لأنها جد ضيقة، وبيع خشبها تم بشكل قانوني". وعاب الناشط الجمعوي عبد الرحيم عياد على الواقفين وراء اجتثاث الأشجار عدم إشراكهم المجتمع المدني، "ما كان سيساهم في الوصول إلى حلول كثيرة لمشكلة الأمن الذي يعاني منه سكان دوار كدية الجمالة، لا الركون إلى الحلول السهلة"، وفق تعبيره.