فلسطين التي أنجبت مئات الشعراء لا تنتشي من سكر الردى وهي غارقة في اختمار الزمن من خاصرة معين بسيسو معركة يافا إلى الرأس الكبيرة لمحمود درويش حيث عكا تلتاع شاكرة أمارة الهوى وألم الاغتراب .. كانت فلسطين قصيدة وأديم الأرض دم الشهداء وفلسطين جدار الحديقة القصي رفيف المدائن والمآذن وأثر الفراشات في الوطن المنسي يجدر بالحرية أن تعبر المسافات وتصرف الحزن عن شعب يتلو صلاة الشكر المقدس .. ويذهل من نهر له نبع ومجرى وحياة يدور على شاكلته ومذهبه شاعر الغياب .. يكتب قصيدته في رثاء الأبجديات قائلا: "يا صديقي.. أرضنا ليست بعاقر، كل أرض ولها ميلادها.. كل فجر وله موعد ثائر" *** الموت يطرح قتلاه على واجهة الغياب الغياب يرثي محمود درويش كأنما يتعب القيامة من الرحيل ويبكي على دارة القمر حصان الشعر وورده العابر للدفتر المنسي.. يقول الشاعر كل ثورة غضبا ويقول حصارا على شعبه ولا ينسى حسرات على العربي وقومية الأوهام ونكبات ورزايا.. يقول درويش ولا ييأس من فوضى الأحزان وفقاقيع القمم الحربائية .. ويحقن الدروع بالوصايا والأهواء ويثور على الوطن! لماذا يعتزل الشاعر القمر ويعود إلى الغربة؟ لماذا يكبر في غيم الطفولة ولا ييأس من طاولة المدرسة؟ لماذا يهرع إلى حضن الغياب لأجل عيون ريتا؟ *** القصيدة لازالت في عشبها ترتع في علياء درويش لأن الموت يستحي من الاعتراف بزوال الأصيل.. [email protected] https://www.facebook.com/ghalmane.mustapha