قدمت واشنطن دعما ماليا قدره مليون دولار أمريكي كمساعدة إنسانية لساكنة مخيمات تندوف، في إطار برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة: "برنامج الأغذية العالمي رحب بالمساعدات المالية الأمريكية المخصصة لدعم اللاجئين الصحراويين المتواجدين فوق الأراضي الجزائرية"، بتعبيره، مشيرا إلى أن هذا الدعم سيوزع بالأساس على آلاف الأسر لتوفير المواد الغذائية الأساسية. وأشار المتحدث باسم أنطونيو غوتيريس إلى أنه "على مدى أكثر من 40 عاماً، يعيش الصحراويون في ظل ظروف قاسية للغاية في جنوب غربي الجزائر. ويعتمد النساء والرجال والأطفال الذين يقيمون في 5 مخيمات بالقرب من تندوف، اعتماداً كلياً على برنامج الأغذية العالمي كمصدر رئيسي للغذاء؛ نظراً لأن فرص العمل محدودة". وفي السياق ذاته، أفاد برنامج الأغذية العالمي لمكافحة المجاعة في العالم بأنه "بفضل المساهمة الأمريكية سوف يتمكن البرنامج من توفير سلة غذائية شهرية متنوعة للمتواجدين في المخيمات، تحتوي على الأرز والشعير ودقيق القمح، والقطاني والزيوت النباتية المعززة بالفيتامينات، والسكر وخليط من الصوجا والذرة". وقال رومان سيروا، ممثل برنامج الأغذية العالمي في الجزائر: "لا غنى عن مساعدات برنامج الأغذية العالمي، إذ يعتمد المتواجدون في مخيمات تندوف، بصفة أساسية، على حصص شهرية لتأمين الاحتياجات الغذائية لأسرهم"، وأضاف: "يعرب برنامج الأغذية العالمي عن امتنانه لهذه المساهمة المقدمة في الوقت المناسب، بالإضافة إلى الدعم المستمر من حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية وشعبها الذي نتلقاه عاماً تلو الآخر". جدير بالذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعد من الشركاء الرئيسين لبرنامج الأغذية العالمي وإحدى الجهات المانحة الكبرى للبرنامج في الجزائر، حيث قدمت منذ عام 2013 حتى الآن ما يزيد على 19 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدات الغذائية، حسب المصدر ذاته. من جهة أخرى، سبق للملك محمد السادس أن اتهم قيادة جبهة البوليساريو ب"نهب ملايير المساعدات الإنسانية على حساب معاناة ساكنة تندوف التي لازالت تقاسي من الفقر واليأس والحرمان، وتعاني من الخرق المنهجي لحقوقها الأساسية، وهو ما يجعل التساؤل مشروعا: أين ذهبت الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية، والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين؟". وتساءل العاهل المغربي، في خطاب سابق بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، عن مصير الأموال التي تتصرف فيها قيادات جبهة البوليساريو، قائلاً: "كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على الحسابات وأرصدة بنكية في أوروبا وأمريكا اللاتينية؟ ولماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألف على أقصى تقدير؟ أي حي متوسط بالجزائر العاصمة؛ وهو ما يعني أنها لم تستطع، أو لا تُريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة، حوالي 6000 سكن يصون كرامتهم، بمعدل 150 وحدة سنوياً. ولماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايير في حربها العسكرية والدعائية بترك ساكنة تندوف في هاته الوضعية المأساوية واللاإنسانية؟".