قدم الاتحاد الأوروبي مساهمة قدرها 5.5 ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، لتأمين الاحتياجات الغذائية للمتواجدين في مخيمات تندوف؛ وذلك بعد أسابيع من تقديم الولاياتالمتحدة الأميركية دعماً مالياً قدره مليون دولار. وكشف برنامج الأغذية العالمي أن هذه المساهمة سيعمل مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) على إمدادها للمخيمات عبر حصص تموينية متنوعة شهرياً، تتضمن الحبوب (الأرز، والشعير ودقيق القمح)، والبقوليات، وزيت الخضراوات، والسكر، وأطعمة مخلوطة معززة بالفيتامينات. وأضاف بلاغ البرنامج أن الكائنين في المخيمات نفسها "يعيشون ظروفاً قاسية في الصحراء الكبرى الواقعة جنوب غرب الجزائر، وهم موزعون على خمسة مخيمات بالقرب من ولاية تندوف، ويعتمدون بصفة رئيسية على مساعدات برنامج الأغذية العالمي لتأمين احتياجاتهم الغذائية، نظراً لأن فرص العمل محدودة". وقال رومان سيروا، ممثل برنامج الأغذية العالمي في الجزائر في البلاغ: "هذه المساهمة جاءت في الوقت المناسب، ونحن ممتنون لذلك، فهي ستمكن برنامج الأغذية العالمي من الاستمرار في الدعم لمن يعيشون في ظروف قاسية منذ عدة سنوات، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية"، وفق تعبيره. وقال برنامج الأغذية العالمي إن المفوضية الأوروبية واحدة من أكبر الجهات المانحة للبرنامج، والتي تساعده في دعم قاطني مخيمات جبهة البوليساريو في الجزائر، فقد غطت مساهماتها هذا العام حوالي ثلث الاحتياجات التمويلية لهذه العملية. ويتم تنفيذ جميع مساعدات البرنامج في الجزائر ورصدها بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية لضمان وصولها إلى مستحقيها، لكن توزيعها كثيراً ما يثير انتقادات من طرف المنظمات الحقوقية الدولية، بخصوص استغلالها من طرف قيادة البوليساريو. وكان الملك محمد السادس أشار، في خطاب ألقاه بمدينة العيون بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2015، إلى أن "ساكنة تندوف بالجزائر مازالت تقاسي من الفقر واليأس والحرمان، وتعاني من الخرق المنهجي لحقوقها الأساسية رغم المساعدات الإنسانية الدولية التي تتلقاها". وتساءل ملك المغرب: "أين ذهبت مئات الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية، والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنوياً، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين؟ كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية؟". وأضاف في الخطاب ذاته: "لماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفاً على أقصى تقدير، أي حي متوسط بالجزائر العاصمة؟ وهو ما يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن، يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنوياً".