في مقاربة نقدية لواقع البطالة والهجرة، اختار المخرج المغربي مصطفى مضمون تسليط الضوء على الظاهرتين في فيلمه الجديد "القرية المنسية"، بصورة تعكس واقع حال شباب من مختلف الطبقات الاجتماعية، دفعتهم ظروف الحياة إلى التفكير في الهجرة نحو السينغال والبحث عن تحقيق حلمهم في بلد إفريقي لربما يجدوا ظروفا تساعدهم من أجل تحقيق أحلامهم ومشاريعهم. واختار مضمون، في تجربته التلفزيونية الجديدة، قرية وعلكة في مدينة تزنيت لتصوير مشاهد "القرية المنسية"، حيث ستقود رحلة شباب من الدارالبيضاء نحو السينغال، للتوقف في قرية مهجورة تفتقر لأبسط وسائل العيش، ليتفاجأ هؤلاء الشباب بكرم سكانها، بالرغم من الفقر والتهميش الذي يعيشونه. خلال الرحلة، سيصادف الشباب إحدى نساء القرية تدعى "طامو"، التي تجسدها الممثلة فاطمة بوجو، وهي المرأة القوية الصلبة التي لا تزعزعها مشاكل الحياة وقساوة الطبيعة اختارت تأدية واجباتها اليومية بهدوء، وتحمل قسوة الحياة بصلابة. وتوضح بوجو، في تصريحها لهسبريس، أن "طامو هي المرأة الحاضرة في كل مواقف القرية ومشاكلها، بجسدها دون سماع صوتها، تعيش حياته بشعار "لا مجال للصراع مع الفراغ"؛ لأن الحياة تستمر مهما كانت الظروف". وأضافت المتحدثة: "ساعدني الاختيار الموفق لملابس شخصيتي، من قبل مسؤولة الملابس نادية الصديقي، على تركيب نفسية شخصية طامو، وألهمني في تحديد مواقفي مع ما يقع حولي من أحداث، بالإضافة إلى انفتاح المخرج على إشراك الممثلين في بناء معالم الشخصية، وجعل من نساء القرية، بالرغم من كثرة عددهن، لكل واحدة نسخة مستقلة عن أخرى". ويشارك في هذا الشريط التلفزيوني ألمع نجوم التلفزيون؛ من بينهم الفنان محمد خويي وربيع القاطي وجميلة شارق وسعاد النجار وهناء العايدي وفرح اومحا ومحمد حراكة وعبد الفتاح جوادي وسناء بحاج وفاطمة بوجو وحاتم الصديقي ومجيد لكرون وعبد الكبير حزيران وفاطمة الزهراء بحليلي وسعيدة اشتوتل وسارة حمليلي وجمال مضمون وآدم كشاف، وتشارك كضيفة شرف الفنانة البلجيكية سيلفيا. ويرافق مصطفى مضمون مجموعة من التقنيين المتميزين وفريق مهني في هذا العمل، تحت إدارة إنتاج عبد الحق مبشور، ويشتغل برفقته في إدارة التصوير كل من طارق الشمعاوي وخالد بوحمرية وفي هندسة الصوت محمد القادري.