كشفت وزارة الدفاع السورية عن مقتل عدد كبير من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، من بينهم مغاربة، في عملية واسعة استهدفت معاقل "داعش" في عدد من المناطق والقرى بريف الرقة الجنوبي، شمال البلاد. وقال الجيش السوري إنه قام بعملية عسكرية ناجحة في الفترة من الرابع عشر من الشهر الماضي إلى الثاني من شهر غشت الحالي، وأدت العملية إلى القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي "داعش"، وإصابة المئات منهم، وتدمير 330 سيارة مختلفة، 12 مقر قيادة، 3 دبابات، وعربتين قتاليتين، و3 مستودعات ذخيرة وعتاد، و11 مدفعا مختلفا، و5 رشاشات. وذكرت وزارة الدفاع السورية أسماء عدد من القتلى، عرف منهم المغربي سفيان عبد الرؤوف، والتونسي الملقب "أبا إسحاق" أمير الحسبة في معدان، ومواطنه "أبو صياد" متزعم، والليبي الملقب "أبا سقام" والسعودي عبد الله عبد الملك صرير، والشيشاني راكان نوري. وتحدثت وسائل إعلام سورية عن وقوع مئات الضحايا في صفوف "داعش" لم يتم التعرف، بعد، على جنسياتهم المختلفة. وتأتي هذه العملية على بعد أيام قليلة من إعلان مصادر ليبية عن وجود جثث مئات الدواعش، المنتمين إلى عدة جنسيات ضمنها المغربية، محفوظة بثلاجات خاصة في انتظار ترحيلها إلى الدول المعنية؛ بالرغم من مرور سبعة أشهر ونصف الشهر على دحر مقاتلي تنظيم "داعش" من منطقة سرت الليبية. وأوردت المصادر ذاتهاأن جثث المغاربة، وعددها 130، لا تزال موجودة في ثلاجات مشرحة في إحدى المدن الليبية، في انتظار تسليمها إلى الحكومة المغربية. وكان عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قد كشف، في تصريح سابق لهسبريس، أن أحدث إحصائيات يتوفر عليها "البسيج" تفيد بأن 1664 مقاتلا مغربيا موجودون بكل من سورياوالعراق؛ من بينهم 929 مقاتلا في صفوف "داعش"، و100 ضمن مقاتلي حركة "شام الإسلام"، وما يزيد عن 50 مقاتلا ب"جبهة النصرة" التي غيّرت اسمها إلى "فتح الشام"، فيما يتوزع بقية هؤلاء المقاتلين على عدد من الميليشيات الأخرى المتبقية. وبالإضافة إلى هؤلاء، هناك 213 مقاتلا في المجموع عادوا إلى أرض الوطن، مقابل 596 قتلوا في مختلف بؤر التوتر. وبخصوص المغاربة الذين سقطوا في معارك "داعش" بمدينة الموصل، قال المسؤول الأمني البارز في المملكة إن المعلومات المتوفرة لدى المكتب تشير إلى أن مقاتلين مغاربة كثيرين سقطوا في هذه العملية، مضيفا في السياق ذاته: "ليس لدينا، إلى حد الساعة، العدد المضبوط للمغاربة الذين قتلوا أو فروا من العراق؛ إلا أننا ننسق مع المصالح الاستخباراتية الدولية لتحديد الصورة الحقيقية عن أعداد المقتولين والفارين".