على الرغم من أن قوات التحالف الدولي، المشكلة من 77 دولة، خاضت معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، إلاّ أن هذا الأخير ما يزال صامدا ويجدد دماءه باستمرار، حسب تقرير حديث للأمم المتحدة. وحسب آخر الإحصائيات، فإن 1473 مغربيا يقاتلون حاليا في صفوف التنظيم الإرهابي، حيث سجّل الرقم ارتفاعا مقارنة مع آخر رقم كشف عنه عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية. ووصفت الأممالمتحدة، المقاتلين المغاربة في صفوف "داعش" بكل من العراقوسوريا، بالنواة الصلبة للمقاتلين الأجانب، حيث يشغل الكثير منهم مناصب قيادية داخل الهرم التنظيمي لهذه الجماعة الإرهابية. وما تزال "داعش" تتوفر على 30 ألف مقاتل موزعة بالتساوي بين مناطق القتال في سورياوالعراق، إلى جانب أعداد أخرى كبيرة بمنطقة الساحل والصحراء، والبلدان المجاورة، كليبيا ومالي والنيجر. ويأتي هذا بعدما تأكد أن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، ما يزال على قيد الحياة، عكس ما تم تداوله من أنباء عن مقتله طيلة أشهر. وحسب إحصائيات "البسيج"، فإن 929 مقاتلا في صفوف "داعش" و100 ضمن مقاتلي حركة "شام الإسلام"، وما يزيد عن 50 مقاتلا ب"جبهة النصرة" التي غيرت اسمها إلى "فتح الشام"، فيما يتوزع بقية هؤلاء المقاتلين على عدد من الميليشيات الأخرى المتبقية. أما المقاتلون الذين عادوا إلى المغرب، خاصة بعد اندحار "داعش" في مدينة الموصل العراقية، التي كانت بمثابة "أرض الخلافة"، فهناك 213 مقاتلا في المجموع، مقابل 596 قتلوا في مختلف بؤر التوتر. المقاتلون العائدون هم أكثر ما يؤرق بال الأجهزة الأمنية، إذ يشكل هؤلاء خطرا كبيرا على الأمن الداخلي، سواء الذين يفكرون في تنفيذ عمليات جهادية، أو من يعتزمون تأطير الشباب وتعريفهم على العقيدة الإرهابية. وفي إطار سياسة الاستباق التي اعتمدها المغرب في هذا المجال، يقوم "البسيج" بجمع أكبر قدر من المعطيات عن الأشخاص الذين تركوا أرض الوطن للقتال في صفوف هذه التنظيمات المتطرفة، أو على استعداد لمغادرة المغرب في اتجاه هذه المناطق المتوترة، سواء عن طريق التحقيق مع المشتبه فيهم المعتقلين، أو عن طريق أسرهم التي تقدم معطيات عن أفرادها المتغيبين. وتقوم الأجهزة الأمنية، بعد ذلك، بتحليل هذه المعلومات وتتبعها، ويتم تبادل المعطيات بين مختلف الأجهزة الأمنية عن الأشخاص الذين يتواجدون بالفعل في بؤر التوتر، وتحيين بنك المعلومات الخاص بالجهاديين.