مرّت أزيد من ثمانية أيام على وفاة الجنود الثلاثة المغاربة العاملين قيد حياتهم ضمن التجريدة المغربية التابعة لبعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى "مينوسكا"، بعد استهدافهم من قبل ميليشيات مسلحة مسيحية، معروفة باسم "انتي بلاكا"، إثر نقلهم المياه الشروب للمواطنين في مدينة بنغاسو، الواقعة جنوب شرق إفريقيا الوسطى. وقد وقفت جريدة هسبريس الإلكترونية، خلال الزيارة التي قامت بها إلى منزل شهيد الجيش محمد آيت سعيد بدوار تكمي الجديد بالجماعة الترابية تارميكت باقليم ورزازات، على هول الفاجعة التي أصابت أسرة وعائلة الضحية، حيث لا يزال الجميع في وضع نفسي مزري، خصوصا في ظل شح المعلومة والتكتم الكبير المعمول به من قبل مسؤولي الجيش مع العائلة حول وضع الجثة وتاريخ وصولها إلى المغرب. وحاولت هسبريس أخذ آراء أرملة الضحية ووالديه وأقاربه، إلا أن الجميع رفض الإدلاء بأي تصريح، مؤكدين أن السلطات العسكرية طلبت منهم عدم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام في الوقت الحالي، حيث اكتفى أحد إخوة الضحية بالقول إن "محمد آيت سعيد مات شهيدا، ونسأل له الرحمة والمغفرة". في المقابل، قال قريب من عائلة الضحية، والذي قبل الحديث مع الجريدة مع عدم ذكر اسمه، إن العائلة وبعد مرور أزيد من أسبوع على وفاة ابنها تستعد إرسال رسالة استعطاف إلى الملك محمد السادس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أجل التدخل لنقل جثمان ابنها إلى مسقط رأسه، مشيرا إلى أن أبناء وأرملة الراحل يعيشون في حالة نفسية محطمة، ويطلبون نقل جثمان الشهيد لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه وإكرامه بالدفن. وقال المتحدث ذاته، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن مسؤولي الجيش لم يخبروا العائلة بأية تفاصيل حول وفاة ابنها، أو تاريخ وصول جثمانه، حيث يكتفي المسؤولون العسكريون بزيارة العائلة بين الفنية والأخرى، وإرغامهم على عدم التحدث لوسائل الإعلام، حسب تصريح المتحدث. بدورها، استنكرت بعض الفعاليات المدنية بترميكت، خصوصا جيران عائلة الضحية، ما وصفوه بالتماطل في نقل جثمان الشهيد إلى أرض الوطن، مسترسلين "بالرغم من السنوات التي قضاها قيد حياته ضمن القوات المسلحة الملكية؛ إلا أن ذلك لم يشفع له بعد وفاته"، مشددين على أنه على الدولة المغربية الاهتمام بموظفيها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، العاملين بالوطن وخارجه.