أَرِقِ المُدَامَةَ فالبَلاءُ تَكثَّرا مهما شرِبتَ فذِكرُه لن يَسكَرا الريف أجهشَ والبكاءُ تَعذَّرا من بُؤسِه، لولا الحياءُ استعبَرا والغَيمُ في أفُقِ السماءِ مُصَيِّفاً يحكي التذمُّرَ والإياسَ مُزمجِرا والخوف في عين الصغار مُلازِمٌ والحزنُ خَيَّمَ والصفاءُ تَكدَّرا ومداخل الإقليم تُرهِبُ قاصداً في كلها تجدُ النِّقاط وعسكرا وبِحارُنا قد أَثقلَت بشبابنا والطفلُ غايةُ حُلْمِه أن يُبحِرا والعلمُ يَذرِفُ دمعَه في عُزلةٍ يشكو عُلوَّ الجهلِ في ريف الشَّرَى والدينُ -مَقصَدُ خَلقِنا وَوُجودِنا- قد أُوصِدَت أبوابُه وتَقهقرا وعَطالةٌ عَمَّت جميعَ فِئامِنا حتى الذي نال العُلا وتَدكتَرا والعيشُ غالٍ بالألوف نَمُونُه وكأننا في دولة الإنجِلْتِرا وإذا المريضُ سعى ليَشفيَ سُقْمَه ناءت به الأسفارُ دان وأعسَرا أين المَشافِي تعتني بعلاجِهِ غيرُ التي فيها الهَلاكُ مُيسَّرا يا أيها الملك العزيز جَنابُه فيك الرجا بعد الإله لما تَرى فيك الضمانةُ والأمَانُ لشَملِنا مهما أراد عدوُّنا أن يَمكُرا لا شيءَ غيرَك ضامنٌ لحقوقِنا لسنا نُفوِّضُ أمرنا من سَمسَرا أحزابُنا أصل البَلاء ورأسُه وهمُ الأُلَى قَدَحوا الزِّناد ليُسعِرا وهمُ الذين تَرفّهوا من بُؤسنا وهمُ همُ هَتكُوا حِماك ليُشهَرا وهم الأُلى خانوا الأمانةَ لم يَفُوا بعهودِهِم وتنصَّلوا مِما جَرى حازُوا المنارةَ والعقارَ وأكثروا كَذَبوا الحراكَ ليُفلِتوا وليُقهَرا قالوا خوارجَ أو روافضَ بل همُ ضِدُّ العُروبة يَنصرون البربرا ولقد سعى كُبراؤهم في قتلنا قالوا انفصاليِّين زُوراً وافتِرا خابت وجوهُ الكاذبين وقُبِّحت عاش المليكُ وعاش عَيشاً أكثرا يأيها الملِكُ المُنَبَّأُ أصلُه صلى الإله عليكمُ وتَخيّرا آلُ النبيِّ شِعارُنا ودِثارُنا ما نبتغي بسواهُمُ بَشراً عرا في حبهم مَنجاةُ مَن قصَد النَّجا حاشا الذي عاداهمُ أن يُنصَرا إنا بني الأريافِ جُنَّةُ عرشكم ما ضرَّها ضربُ الحسامِ الأبترا وإذا العُداةُ تقصَّدوا لِحِماكُمُ وجدوا أُسُودَ الريف أيمنَ أيسرا ولقد حَمَى أجدادُنا عن مُلْكِكُم وعلى السبيل سُلُوكُنا لن نَفتُرا ما كان قصْدُ الصارخين بصوتهم إلا لتَعلمَ ما أضرَّ وما اعتَرى ساساتُنا حَجَبوا المآسيَ عنكمُ لولاهُمُ بعُد "الحراكُ" ليظهَرا إن الوليدَ إذا ألمَّ به الطَّوَى نادى الحبيبةَ بالبكاء تَضوُّراً لولا دُعاءُ التائهين لأُهلِكوا لولا بكاءُ المذنبين لأَسعرا يأيها الملِك الشهيرُ بِحلمِه وبعفوه عمّن عتا وتجبّرا آل الحسيمةِ يَنشُدُون سَماحَكُم في فِتيةٍ سَكنوا عُكَاشةَ أشهُراً لم يُنكروا إلا الذي أنكرتمُ ولئن بَغَوا فلِكَون عفوِك أجدرا السجنُ أصلَحُ للعبيد سِياسةً والحُر غايةُ صُلحِه أن تغفِرا هذا الذي نَهَج الرسولُ محمدٌ وبعفوه مَلَك المدائنَ والقُرى وبلِينه مَدح القُرَانُ فِعالَهُ صلى عليه الله ما فَلكٌ جَرى والأصلُ يَخرج نبتُه من جنسه ومليكُنا نَبْتُ النبيءِ الأطهرا فاصفح وسامِح سيلِيا ورِفاقَها واشمل بعفوك بُوزِيَانَ وناصِراً لا شيءَ مثلَ العفو شِيمةُ قادرٍ يُعطِي الذي لا يُعطَى الحَزُومَ الأثأرا واجعل لريفك نَوبةً تنفي بها رَيبَ الظُّنونِ وتُصلِح المتعثرا الريف ريفُك والقبائلُ جَمّةٌ عند العهود فَحَاذِرَنَّ الموغِرا ولْيهْنِك العيدُ المجيدُ بلا سَمِي وليهنك المجدُ التليدُ بلا مِرا "فلئن وجدتَ نسيمَ مدحِيَ عاطراً فلقد وجدتُ نسيمَ بِرِّك أعطرا"