عاد تُجار سوق المتلاشيات القديم المعروف ب"لافيراي" في مدينة إنزكان، اليوم الجمعة، إلى الاحتجاج، عبر تنظيم مسيرة بالأكفان جابت مختلف أزقة السوق؛ وذلك للتعبير عن غضبهم "إزاء إقدام السلطات العمومية على هدم مسجد السوق، وإغلاق بئر ومرافق صحية في وجوههم، فضلا عن غياب أية حلول في الأفق لمعضلة التجار، وتهديدهم بالإفراغ"، على حدّ تعبير المحتجّين. ورفع التجار المحتجّون شعارات مستنكرة ل"تماطل السلطات الإقليمية في إيجاد حلّ لوضعيتهم"، و"تفويت السوق، الذي يُعدّ مورد رزق لأزيد من 480 تاجرا، إلى مستثمرين خواص، وعدم لمس أية مساع جدّية من أجل إيواء هؤلاء بمختلف الفضاءات التجارية المُحدثة أو تلك التي في طور الإنجاز"؛ وهو ما يُنذر ب"احتقان اجتماعي غاية في التعقيد، وتشريد العشرات من الأسر". علي الهاشمي، عن المكتب المحلي لسوق المتلاشيات القديم بإنزكان، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، قال، في تصريح لهسبريس، إن "التجار قد قضوا بالسوق أزيد من 35 سنة، يؤدون خلالها كافة المستحقات الضريبية لفائدة الجماعة الترابية، واليوم أصبح مصيرنا مجهولا، حيث لم تُفضِ أربع سنوات من الحوار مع السلطات إلى أية نتيجة". وأضاف المتحدّث أن "هدم السوق تحت مسوغة كونه آيل للسقوط وإغلاق مرافقه الصحية والبئر جعل غضب التجار يتأجّج، في حين أن السلطات المحلية متمادية في عملية تفويتات عقار المدينة، من غير أن تضع في أجندتها تسوية ملفات التجار، الذين قبلوا حتى بتغيير مهنهم، التي يقولون عنها أنها ملوثة، ولا تستجيب لدفاتر التحملات الخاصة بهذه الأسواق الجديدة"، مضيفا أن "التجار مستعدون للموت وسط متلاشياتهم، ما لم تُفعّل إجراءات عملية تُخلِّصنا من دوامة الفقر والتهميش ولامبالاة السلطات المعنية".