يخوض العشرات من سكان مجموعة من دواوير جماعة الزراردة، منها على الخصوص دواوير الشعرة وبوخالد وتاريدالت وتمايلت، لما يزيد عن الأسبوعين، اعتصاما مفتوحا بمركز هذه الجماعة القرية التابعة لدائرة تاهلة بإقليم تازة؛ وذلك للمطالبة برفع ما يصفه المحتجون ب"التهميش" الذي تعاني منه مداشرهم على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب والخدمات الصحية، والربط بالكهرباء، وفك العزلة. وكان "حراك" الزراردة قد انطلق منذ أزيد من أربعة أشهر عبر خوض مجموعة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية، قبل أن يقرر المشاركون فيه التصعيد بخوض اعتصام مفتوح بباب مقر الجماعة إلى حين الاستجابة إلى مطالبهم التي قال عنها حسان عريض، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة، إنها "واقعية ومشروعة". المتحدث ذاته ذكر لهسبريس أن التنسيقية الإقليمية لمناهضة الإقصاء والتهميش والفساد بتازة نظمت، يوم السبت الأخير، قافلة تضامنية إلى معتصم الزراردة "للتأكيد على دعم المحتجين في مطالبهم العادلة، المتمثلة في توفير طبيب قار بالمركز الصحي للجماعة، وتزويد بعض الدواوير بالكهرباء والماء الصالح للشرب، وفك العزلة عن أخرى". وقال مصطفى الخطار، رئيس فرع الجمعية ذاتها بتاهلة، في تصريح لهسبريس، إن جمعيته تتابع عن كثب الوضع بجماعة الزراردة، التي تبعد بحوالي ثمانية كيلومترات عن بلدية تاهلة؛ وذلك عبر الزيارات المستمرة لأعضائها إلى عين المكان، آخرها المشاركة في قافلة يوم السبت الأخير، موردا أن "المحتجين خاضوا أشكالا نضالية شهر ماي المنصرم توجت بفتح الحوار معهم من طرف السلطات المحلية التي وعدتهم بالاستجابة لمطالبهم في غضون شهر يوليوز الجاري". وأبرز المتحدث أن المعتصمين يقومون، بشكل يومي، بتنظيم مسيرة صوب مقر القيادة، يشارك فيها الأطفال والشيوخ والنساء والشباب؛ "وفي المساء، ينظم المحتجون مسيرة صامتة بالشموع، قبل العودة للمبيت بالمعتصم"، يوضح الخطار، الذي أشار إلى أن معاناة الدواوير المحتجة تتمثل في الكهرباء والماء والصحة والعزلة، واصفا مطالب المعتصمين بالبسيطة والمشروعة، قائلا في هذا السياق: "هذه الاحتجاجات تأتي في وقت لم يعد الناس يحتجون للمطالبة بالكهرباء، خصوصا مع مشروع الكهربة القروية الذي استثنى هذه الدواوير، التي تعتبر إقصاءها من الكهرباء جاء بخلفيات انتخابية، ونحن نطالب السلطات الوصية بوضع حد لهذه المعاناة". وأشار الفاعل الحقوقي ذاته إلى أن عددا من الشباب المشاركين في هذا الاحتجاج توصلوا برسائل إنذارية من طرف السلطات المحلية تتهمهم فيها بالتجمهر بدون ترخيص، مبرزا أن هذه الرسائل تم توصيلها إلى المعنيين بالأمر عن طريق مفوض قضائي، "وهذا يعتبر تهديدا لهم"، يقول الخطار. من جانبهم، أصدر 16 عضوا يمثلون الأغلبية المسيرة لمجلس جماعة الزراردة بيانا، مطلع هذا الأسبوع، تتوفر هسبريس على نسخة منه، اعتبروا من خلاله مطالب المحتجين بحقهم في الكهرباء والماء الشروب بالمشروعة، موردين أن هذه المطالب "تشكل بالمناسبة أولوية رئيسية في اهتمامات المجلس الجماعي وبرامجه واستراتيجياته، التي تهدف إلى تحقيق تنمية محلية كفيلة بتوفير شروط العيش الكريم للساكنة بكل فئاتها". وأورد البيان أن المجلس الجماعي "اتخذ كافة التدابير اللازمة لإخراج مشروع كهربة الدواوير سالفة الذكر، عبر توفير الاعتمادات المالية"، و"كذا توقيع اتفاقية الشراكة التي تتضمن كيفية التمويل والأجرأة"، مضيفا أنه تمت "برمجة دوار تشوت اغردان لتزويده بالماء الصالح للشرب". البيان ذاته ذكر أنه "كحل استعجالي للنقص الحاد الذي تعرفه بعض الدواوير من هاته المادة الحيوية (الماء)، قام المجلس، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية، بتثبيت صهاريج مائية للتقليص من معاناة الساكنة المتضررة"، مشيرا إلى أن أشغال التزويد بالماء الشروب جارية بثمانية دواوير بالجماعة، كما تم إنجاز الدراسات الاستكشافية لحفر ثقبين مائيين لتزويد باقي الدواوير بالجماعة بالماء الشروب. وأورد المصدر ذاته أنه تم، على مستوى البنية التحتية، فك العزلة عن دواوير الجماعة عبر الشروع في تنفيذ حزمة من الإجراءات تهم إنجاز عدد من المسالك الطرقية "في أقرب الآجال"، مضيفا أنه بالنسبة لقطاع الصحة "طالب المجلس من خلال دوراته العادية والاستثنائية المسؤولين على هذا القطاع، محليا ووطنيا، بضرورة تواجد طبيب دائم بالمركز الصحي وتوفير الخدمات الصحية بالجودة المطلوبة".