اهتمت الصحف العربية، اليوم الاثنين، بتطورات القضية الفلسطينية في ضوء التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة والمسجد الاقصى، والاتفاق الذي وقع بالقاهرة بين النظام السوري وأطراف من المعارضة ومسؤولين من مصر وروسيا لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية،وتفاعلات الازمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر من جهة أخرى ، فضلا عن قضايا أخرى محلية، ومنها المؤتمر الرابع للشباب المصري وإعلان هيئة السياحة السعودية عن برنامج التأشيرة السياحية إلى البلاد. في مصر، ركزت الصحف في صفحاتها الأولى على انطلاق فعاليات المؤتمر الدوري الرابع للشباب المصري اليوم بمدينة الإسكندرية تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقالت (الأهرام) في افتتاحية بهذا الخصوص إن من "العلامات المهمة " في هذا المؤتمر السنوي أن يكون 60في المائة على الاقل من الحاضرين يشاركون لأول مرة، بالإضافة إلى أن قائمة المشاركين تتضمن شباب الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وممثلي شباب جمعيات رجال الأعمال، وامناء الشباب فى الاحزاب السياسية. وقالت صحيفة ( الجمهورية ) من جهتها، في تقرير لها حول المؤتمر، إن 1300 شاب وشابة سيناقشون أحداث الساعة من القضايا الحيوية الوطنية والجماهيرية على مدى يومين، بمشاركة مجموعات متنوعة من الشباب والوزراء وكبار المسؤولين، وأعضاء من مجلس الوزراء والخبراء في مجالات الاقتصاد، ورؤساء الجامعات والمثقفين والصحفيين والإعلاميين، وممثلي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان . ومن جهة أخرى، أجمعت الصحف على إبراز خبر مقتل ثمانية من عناصر حركة " حسم" التي تعتبرها السلطات الأمنية الذراع العسكرية لحركة ( الإخوان المسلمين) المحظورة أمس بمحافظة (الفيوم ) في جنوب مصر، والقبض على خمسة آخرين بمحافظتي (الشرقية) و(الجيزة).ووصفت صحيفة (الأخبار) هذه العملية بأنها "ضربة امنية ناجحة" . وذكرت صحفة (الجمهورية) أن مجلس الدولة المصري انتهى من مراجعة المسودة النهائية لعقدين من عقود إنشاء أول محطة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر بالضبعة ضمن الاتفاق بين مصر وروسيا، وأنه تتم حاليا مراجعة العقد الثالث لتكون كامل العقود وجاهزة للتوقيع النهائي خلال الشهر القادم . وقالت إن مصر حصلت علي مزايا عديدة منحتها روسيا لأول مرة لدولة أجنبية سواء في ما يتعلق بالاستخدامات السلمية ونقل التكنولوجيا وتدريب العمالة الفنية وتيسيرات في سداد القروض البالغ قيمتها حوالي 25 مليار دولار . وعلى الصعيد الدولي ، وفي ما يخص القضية الفلسطينية والقدسالمحتلة، أبرزت ( الأهرام ) أنعقاد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي ومنظمة التعاون الإسلامى والجامعة العربية لبحث التصعيد الإسرائيلى وسط دعوات فلسطينية لتدخل دولي عاجل. وبخصوص الأزمة السورية تناولت ( الجمهورية ) مفاوضات القاهرة التي استمرت ثلاثة أيام بين النظام السوري وأطراف من المعارضة بمشاركة مسؤولين من مصر وروسيا، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق بوقف اطلاق النار بصورة كاملة في منطقة الغوطة الشرقية. ونقلت الصحيفة عن أحمد الجربا، رئيس (تيار الغد) السوري، قوله إن الاتفاقية نصت على توقف كامل للقتال واطلاق النار من قبل جميع الأطراف، وعدم دخول أي قوات عسكرية تابعة للنظام السوري أو قوات حليفة له إلي الغوطة الشرقية، وفتح معبر مخيم الوافدين من أجل عبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المواطنين بشكل عادي، وكذا قيام الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز في نقاط مراقبة علي مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية من أجل مراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار . وبالأردن، وفي مقال بعنوان "هل يحرك الدم الفلسطيني المياه الراكدة!"، كتبت صحيفة (الغد) أنه بعد نحو عشرة أيام من تصدي الشعب الفلسطيني لآلة البطش الإسرائيلية دفاعا عن "الأقصى" وعن حقوقه الوطنية، باتت تتشكل على الساحة الدولية والعربية اليوم ملامح حركة سياسية ودبلوماسية تسعى إلى احتواء الأزمة والتصعيد في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي باتت تهدد بانفجارات أوسع وقلب الطاولة على رؤوس الاحتلال وداعميه. وأضافت أن التحركات الدبلوماسية العربية والدولية تتسارع للاشتباك مع الأزمة التي خلقها الاحتلال الإسرائيلي في القدس، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا اليوم "لبحث سبل وقف التصعيد في القدس"، فيما يعقد وزراء الخارجية العرب، وبدعوة من الأردن، اجتماعا لبحث الأزمة، في وقت بادرت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط بإصدار بيان دعت فيه جميع الأطراف إلى "ضبط النفس إلى أقصى حد"، ومبرزة أهمية هذه التحركات لجهة إعادة التركيز على بؤرة الصراع الأساسية في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (الرأي) إلى جهود الملك عبد الله الثاني واتصالاته خلال الأيام الماضية مع الأطراف والعواصم المؤثرة في الساحة الدولية لوقف محاولات الحكومة الإسرائيلية تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك. وأوضحت الصحيفة أن جهود الملك واتصالاته المكثفة تقوم أولا على "إزالة البوابات الإلكترونية التي نصبتها قوات الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى"، والتشديد على أن "أي إجراءات من شأنها محاولة فرض وقائع على الأرض هي مرفوضة بالمطلق من قبل الأردن". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الدستور) عن الانتخابات البلدية واللامركزية المقرر إجراؤها بالأردن في منتصف الشهر القادم، مشيرة إلى أنه على الهيئة المستقلة للانتخابات والحكومة بكل أجهزتها العمل جاهدة على تحسين مخرجات العملية الانتخابية، وتسهيل الإجراءات على الناس، والحرص على تحقيق أعلى درجات النزاهة والعدالة والشفافية، من أجل الوصول إلى تمثيل حقيقي للشعب الأردني في إدارة شؤونه المحلية، والمشاركة الفاعلة في تحمل المسؤولية. وأضاف كاتب المقال أنه على الشعب الأردني بكل أفراده ومكوناته وفئاته، أن يدرك تماما أن الانتخابات هي أداة التعبير الأمثل والأقوى عن حقوقه، وبالتالي يجدر به أن يحسن استخدام هذه الأدوات من خلال الحرص على المشاركة الفاعلة، وامتلاك الحس الإيجابي والبعد عن السلبية التي يلجأ إليها بعض الأفراد بالعزوف عن المشاركة وعدم الاهتمام بالانتخابات تحت مبررات عديدة ، داعيا الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية وكافة المرشحين ، إلى الاعتماد على البرامج والمضامين والخطط العملية القادرة على النهوض بالمجتمعات المحلية وعلى محتوى العمل الذي يمكن القيام به وتنفيذه على وجه الحقيقة والواقع. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن المملكة دعت منذ نشوب الأزمة الخليجية الراهنة إلى حلحلتها داخل البيت الخليجي "بتغليب لغة العقل وصوت الحكمة والرضوخ إلى المطالب العقلانية المؤيدة من قبل الأسرة الدولية"، موضحة أن هذه المطالب "متوافقة تماما مع روح القوانين والأعراف والمبادئ الدولية المرعية ومتوافقة في ذات الوقت مع تطلعات كافة دول العالم دون استثناء". وأكدت الصحيفة أن المملكة "ما زالت ترى أن حل الأزمة داخل البيت الخليجي لا خارجه بما يجنب الدوحة مغبة تدويلها وادخالها في نفق مظلم لن يؤدي إلا لتعقيد الأزمة وايصالها إلى طريق مسدود"، مشيرة إلى أن استجابة الدوحة لمطالب الدول الأربع هي بمثابة "طوق النجاة للخروج من الأزمة". وتحت عنوان "لا حل إلا بالتغيير الجذري"، كتبت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها أن "موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب جاء واضحا وجذريا، بالنسبة لدولة قطر المعنية بهذا الموقف ومبادئه الستة ومطالباته ال13، وكذا بالنسبة للدول الراغبة في التدخل وطرح حلول لحلحلة الموقف والوصول إلى نقاط التقاء يتفق عليها جميع الأطراف". وأضافت الافتتاحية أن "كل من يطرح حلا جزئيا أو يتجه صوب مفاهيم السيادة والقرار الداخلي فإنه بشكل أو بآخر، يحاول أن يسوف الموضوع ويخرجه من إطاره الواضح الصريح إلى فضاء التعبيرات السياسية الملتبسة"، مذكرة في هذا الإطار بمطالب دول المقاطعة التي أكدت أنها "مطالب شرعية من أجل منطقة آمنة وإقليم مستقر وعلاقات أخوية بناءة، كما أن المبادئ الستة هي في الأساس المبادئ التي يجب أن تكون عليها العلاقات بين الدول، وليست مجالا للمزايدة أبدا". وفي الشأن المحلي، أوردت يومية (الرياض) مقالا أكد أن إعلان هيئة السياحة قبل أيام عن برنامج التأشيرة السياحية إلى السعودية، يشكل "خطوة إيجابية مهمة"، موضحة أنه على الرغم من "تقييد القرار بمنح التأشيرات من قبل شركات سياحية معتمدة وضمن جدول زماني ومكاني محدد إلا أن ذلك يعتبر خطوة كبيرة للأمام وستبعث الحركة والحياة في هذا المفصل الاقتصادي المعطل منذ زمن طويل". وأضاف كاتب المقال أن "الأمر يبدأ بتسهيل تأشيرات الدخول لكن لا ينتهي عندها، إذ علينا أن ندخل هذا السوق باحترافية بالغة عبر تشجيع القطاع الخاص في الاستثمار فيها ووضع معايير عالية الجودة لهذه الصناعة بالإضافة إلى تسهيل التنقلات والرقابة الصارمة على العاملين فيها". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالأزمة الخليجية الراهنة، حيث استحضرت صحيفة (الوطن) مواقف سياسية قالت إنها "عالمية دعمت الرؤية القطرية (..) بحل الأزمة الخليجية عبر الحوار، ودون اقتراب من سيادتها الوطنية" و"نداءات من قبل منظمات حقوقية عالمية (..) بعودة الوضع كما كان عليه قبل 5 يونيو 2017 وتعويض المتضررين ولم شمل العائلات والاسر". ومن جانبها، اهتمت صحيفة (الراية) بموقف تركيا من الأزمة الخليجية الراهنة وجولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحالية والتي بدأها أمس بزيارة السعودية والكويت ليختتمها اليوم بقطر. وتوقفت الصحيفة عند توصيات بعثة المراقبين الدوليين التابعة لمنظمة التحالف من أجل الحرية والكرامة "إفدي" بشأن الأزمة، مشيرة الى أنها "جاءت لتؤكد مواقف قطر الواضحة"، و "حقها في المطالبة بتعويض عن جميع الأضرار ". وفي نفس السياق، أدرجت صحيفة (الشرق) جولة الرئيس التركي بمنطقة الخليج، والذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، ضمن "المساعي المحمودة والمشكورة للدبلوماسية التركية؛ المعززة للجهود الكويتية التي بادر بها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، انطلاقا من مسؤوليته القومية وحرصه على حفظ وحدة الصف الخليجي ضمن منظومته الإقليمية". وأضافت أن قطر "تنظر ببالغ التقدير لتلك الزيارة والجولة، ويتطلع شعبها في نفس الوقت" إلى أن يتم التجاوب مع "أهدافها وغاياتها النبيلة والراقية (..) لطي تلك الصفحة على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها".