تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة ببلدان أوروبا الغربية استقالة رئيس القيادة العليا للجيوش الفرنسية وتوتر العلاقات الألمانية التركية، والوضع في فنزيلا بالإضافة إلى عدد من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة. ففي فرنسا، واصلت الصحف التعليق على استقالة رئيس القيادة العليا للجيوش الفرنسية الجنرال بيير دو فيليي عقب خلاف مع الرئيس ايمانويل ماكرون، بشأن التقليص من ميزانية الدفاع. وكتبت صحيفة (لوموند) تحت عنوان " ماكرون يبحث عن المصالحة مع الجيش" انه بدفع رئيس القيادة العليا للجيوش، الجنرال دو فيليي الذي كان قد شكك في التحكيم بخصوص ميزانية الدفاع إلى الاستقالة، اظهر الرئيس الفرنسي الجديد انه لن يترك احدا يجادل قراراته، مضيفة ان ماكرون لم يكن امامه في الواقع أي خيار ذلك ان ابقاءه الجنرال دوفيليي في منصبه قد يجعله في نظر الكثيرين رئيسا لا يفي بوعوده. وقالت الصحيفة انه باختيار الجنرال فرانسوا لوكوانتر المعروف والذي يحظى بالتقدير والاحترام، كرئيس جديد للقيادة العليا، تتطلع الحكومة الى طي صفحة دوفيليي، مبرزة ان الرئيس ايمانويل ماكرون لطالما تحدث عن كفاءته "كرجل استثنائي وبطل معترف به من قبل الجميع". من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) انه غداة استقالة رئيس القيادة العليا للجيوش الفرنسية ، الجنرال دوفيليي قام الرئيس ايمانويل ماكرون الخميس بزيارة القاعدة الجوية 125 بايستر، احدى حلقات الردع النووي من اجل التخفيف من حدة الانزعاج الذي نجم عن دفع دوفيليي الى الاستقالة. واضافت الصحيفة انه اذا كان سيتعين الغاء 850 مليون اورو من الاعتمادات سنة 2017 فانه سيتاح الحيز الزمني الكافي للتفكير في استراتيجية لنشر القوات، مبرزة ان ماكرون التزم برفع ميزانية الجيش الى 34،2 مليار اورو ابتداء من سنة 2018. وفي ألمانيا واصلت الصحف تركيزها على توتر العلاقات الألمانية التركية، بعد موافقة حكومة برلين على تشديد اللهجة تجاه أنقرة. فكتبت صحيفة (تاغستسايتونغ) في تعليقها أن وزير الخارجية سيغمار غابرييل قد أعلن عن إعادة النظر في "السياسة الألمانية تجاه تركيا" مشيرة إلى أن تركيا قد راكمت منذ وقت طويل عددا من انتهاكات حقوق الإنسان وبشكل واضح ، فكان لا بد من إثارة تحذيرات حول سفر الرعايا الألمان إلى تركيا والذي قد يكلفهم في بعض الأحيان السجن لأي سبب . وأضافت الصحيفة أن غابرييل حذر حتى من الاستثمارات الألمانية في تركيا وهو ما ينذر بتسجيل خسائر للاقتصاد التركي بسبب حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان متسائلة "هل هذا يكفي؟ " . من جانبها كتبت صحيفة (راين تسايتونغ ) أنه من المؤكد أن التحذيرات التي أعلنت عنها ألمانيا ستكون لها تداعيات وخيمة خاصة على مجالات هامة في تركيا كالسياحة ، والتجارة، والتي تراها الحكومة الاتحادية الاكثر حسياسية لتركيا وتشكل عماد الاقتصاد في البلاد إذ يمكن أن تعيش مرحلة صعبة ، عندما ينسحب المستثمرون والسياح الألمان، وهذا سينعكس على ازدهار البلاد إلى جانب تضرر شعبية الرئيس أودوغان بشكل كبير وفق الصحيفة. أما صحيفة (هانوفريشه ألغماينه تسايتونغ) فترى أن وزير الخارجية الألماني غابرييل اعتمد لهجة مغايرة مع تركيا مشيرة إلى أنها استراتيجية جديدة حظيت بدعم المستشارة انغيلا ميركل في الأسابيع الأخيرة، واتخذت مسارا جديدا إلا أن الصحيفة ترى أنه رغم الاعلان عن تغيير التعامل مع تركيا لم يتم تسجيل أي إجراء بديل وملموس للسياسة الخارجية الألمانية الجديدة ولو على المدى المتوسط . واعتبرت الصحيفة أن حكومة برلين ولفترة طويلة تجنبت ، لأسباب وجيهة ، التعامل بصرامة ، لكن ما يقع الآن يدعو إلى وضع الأمور في نصابها . وفي البرتغال، واصلت الصحف التعليق على الوضع المتوتر في فنزويلا إلى جانب مواضيع أخرى كالمناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي وروسيا في بحر البلطيق والبحر الأسود. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن شوارع كاراكاس كانت أمس خالية ومحاصرة بالحواجز والمتاجر مغلقة بسبب الإضراب العام لمدة 24 ساعة دعت إليه المعارضة. وأشارت (بوبليكو) إلى تحركات عشرات الآلاف من الجنود في بحر البلطيق والبحر الأسود في وقت يقوم فيه حلف شمال الأطلسي وروسيا بمناورات مكثفة بشكل غير مسبوق منذ الحرب الباردة. وفي إسبانيا، أثارت الصحف الحفاظ على إجراءات دعم النمو في أوروبا، والتحدي الانفصالي في إقليم كاتالونيا، وقضية الفساد التي تورط فيها رئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم. وركزت (إل باييس) على قرار رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بشأن الحفاظ على إجراءات دعم الاقتصاد على الرغم من استعادة اقتصادات بلدان الاتحاد الأوروبي لحيويتها. من جانبها، أشارت (إل موندو) إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية أكد أمس الخميس أن استفتاء استقلال كاتالونيا " لن يتم "، داعيا إلى تفادي " طريق القطيعة الذي لن يؤدي إلى شيء ". أما (آ بي سي)، فقد ذكرت أن رئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم أنجيل ماريا فيلار وابنه غوركا، ألقيا عليهما القبض مؤخرا وتم وضعهم رهن الاعتقال دون إمكانية أداء الكفالة، وذلك بتهمة سوء التدبير والاختلاس والفساد والتزوير. وفي بريطانيا، اهتمت الصحافة بتنامي الاعتداءات بالسلاح الأبيض في لندن وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومراقبة تدفق الهجرة. فحسب (الديلي ميرور) فإن 27 شخصا تقل أعمارهم عن 25 سنة لقوا حتفهم إثر هجمات بالسلاح الأبيض بالعاصمة البريطانية منذ بداية السنة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تنتشر في صقوق القاصرين وتثير قلق السلطات المحلية البريطانية. من جانبها، سلطت (تايمز) الضوء على رد فعل وزير الداخلية أمبير رود الذي أعلن عن نيته منع حيازة سكين في الأماكن العامة والمدارس وباقي المؤسسات وخاصة الجامعات. ووعد عمدة لندن صادق خان المدارس، تضيف الجريدة، بدعمها ببوابات لكشف الأدوات الحديدية وحارس أمن في إطار برنامج رصد له مبلغ 9ر7 مليون أورو. وأبرز (الغارديان) دعوة البرلمان البريطاني تيريزا ماي لاعتماد مرحلة انتقالية بعد البريكزيت قبل تقليص تدفق المهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبي. وذكرت الجريدة نقلا عن رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس اللوردات مايكل فورسيت إن " المقاولات ستكون في حاجة إلى مدة زمنية لملاءمة نموذجها الاقتصادي".