اهتمت الصحف العربية اليوم الأربعاء، بتطورات القضية الفلسطينية في ضوء التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وتفاعلات الأزمة الخليجية وكيفية تعاطي الإدارة الامريكية مع هذه الأزمة ،وتطورات الأزمة السورية ، فضلا عن الفصل الجديد من التوتر في العلاقات الأمريكيةالإيرانية . في مصر ، أبرزت صحيفة ( الأهرام ) في عمود بعنوان "عملية القدس والمربع رقم 1" أن عملية القدس التي قام بها ثلاثة شبان فلسطينيين ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي أعادت القضية الفلسطينية مجددا إلى المربع رقم واحد، الذى تحاول إسرائيل وقوى أخرى حليفة الهروب منه، حيث أعادت العملية ملف الاحتلال والمقدسات للواجهة وطرحت الأسئلة المحورية حول شرعية الاحتلال وحق مقاومته. وأكد العمود أن العملية التى تزامنت مع مرور 70 عاما على الاحتلال "تثبت مجددا أن ارادة الشعوب أقوى من كل اساليب القهر والبطش والارهاب، وتعيد إلى الرأى العام الإسرائيلي الحقيقة الكبيرة أنه أبدا لا يوجد أمان لمغتصب أو لمحتل، كما توجه العملية رسائل واضحة للداخل الفلسطينى ، أن انتبهوا إلى معاناة شعبكم وتخلوا عن خلافاتكم الشخصية والفصائلية والعقائدية، وللأطراف العربية أن اتركوا الخلافات وارتقوا بمسؤولياتكم نحو حماية المقدسات والبلاد والعباد، وتؤكد للمجتمع الدولي أن الاحتلال الاسرائيلي هو البؤرة الأولى لعدم الاستقرار فى المنطقة،وأن عدم تطبيق القرارات الدولية هو جوهر الأزمة" . كما نشرت الجريدة مقالا تحت عنوان "كلنا مسؤولون عن تجديد الخطاب الديني"، أبرز كاتبه أن المطالب بتجديد الخطاب الديني في مصر تعني المطالبة ب"أن يكون الولاء لمصر وللدولة المصرية الوطنية المستقلة وليس لدولة دينية تستند لخطاب دينى يجعل الرابطة الدينية أساسا لقيامها وقيام النظام الحاكم وللقواعد والأساليب التى يتعامل بها هذا النظام مع المحكومين". وقال كاتب المقال "نحن نطالب بتجديد الخطاب الديني، أي بفكر يتبني حضارة العصر ومبادئه ومسلماته ويحولها إلى قوانين نحترمها ونعمل بها"، مؤكدا أنه "بهذا يتجدد الخطاب الديني، باجتهادات المفكرين والمثقفين وإنجازات الدولة ومؤسساتها، وليس فقط بفتوى يرجع فيها من نطالبه بها للخطاب الذي تربى عليه وهو الذى ندعو لتجديده فلا يستجيب أحد". وحول الأزمة الخليجية الراهنة، وتحت عنوان " الإدارة الامريكيةوقطر "، كتبت الصحيفة عن تضارب تصريحات ومواقف المسؤولين الأمريكيين بخصوص حل الأزمة، وأبرزت كيف يزداد لذلك من يعتقدون في وجود توزيع أدوار فى الإدارة الأمريكية، وأنها تقصد الحديث بلسانين أو أكثر أحيانا لكي تحقق أقصى استفادة من الأزمة. ولكن الصحيفة اعتبرت أن هناك تفسيرا آخر ربما يكون أقوى، وهو أن الأزمة تضع واشنطن بدورها فى أزمة لسببين، أولهما أنها عاجلت الإدارة الأمريكية قبل أن يتعود أركانها على التفكير المشترك ، والسبب الثانى هو السعي إلى إدارة الأزمة القطرية، بدلا من اتخاذ موقف حاسم باتجاه حل جذرى لها، مؤكدة أن واشنطن "أساءت بذلك إلى دورها ومكانتها عندما تمخضت وساطتها عن ورقة ( الاتفاق القطري الامريكي حول مكافحة الإرهاب) لا قيمة لها قانونيا، ولا جدوى منها عمليا، ولا تتضمن أية آلية للتحقق من وقف تمويل الإرهاب". وتحت عنوان "إرادة الشعوب" أبرزت صحيفة ( الجمهورية ) الضرورة الملحة لتكاتف المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، مؤكدة أن الإرهاب "لم يعد عدوا لبلد محدد ولا فئة بعينها وإنما هو عدو الإنسانية عدو الجميع شرقا وغربا.. لا دين له ولا وطن".. وقالت في هذا الصدد، إن دعوة مصر منذ سنوات لعقد مؤتمر دولي شامل لمكافحة الإرهاب والتطرف والعنف "كانت ومازالت لصالح الإنسانية جميعا وليس لدولة بعينها"، مؤكدة أن استمرار التنسيق والتشاور وتبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز التعاون الجاد على كل المستويات "أصبح مطلب شعوب الإنسانية لتوحيد الرؤي للقضاء علي هذه الظاهرة وتجفيف المنابع الممولة للعناصر الإرهابية" . ومن جهتها نشرت صحيفة ( المصري اليوم ) تقريرا بعنوان "الحكومة تتحرك لتوطين الأهالي في حلايب وشلاتين"، قالت فيه إن رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، صدق أمس، على إنشاء ميناءين بمناطق (حلايب) و(شلاتين) و(أبورماد) على الحدود مع السودان بالبحر الأحمر، في إطار خطة الحكومة لتوطين الأهالي بهذه المناطق. ونقلت الصحيفة عن اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، قوله فى مؤتمر صحفي إن رئيس الوزراء ناقش خلال اجتماع مخصص لهذا الغرض مشاريع للتنمية خاصة بمناطق (حلايب) و(شلاتين) و(أبورماد)، بتكلفة إجمالية 1.5 مليار جنيه( الدولار الواحد يعادل حوالي 18 جنيه مصري)، ومن جهتها تحدثت أسبوعية ( الأهالي ) في عددها الجديد عن وثيقة أمريكية تكشف خرائط جديدة لتقسيم منطقة الشرق الأوسط . وقالت الأسبوعية إن الوثيقة تتضمن تغييرا للحدود وإقامة كيانات للأقليات المذهبية والعرقية والقومية . وفي السعودية، كتبت صحيفة (الاقتصادية) في افتتاحيتها تحت عنوان "حماية المسجد الأقصى.. مسؤولية أممية"، أن "الاجتياحات الإسرائيلية لمساجد وأراضي فلسطين التاريخية وعلى رأسها الأقصى والمسجد الإبراهيمي ومعها كنائس مسيحية هي سياسة تنتهجها إسرائيل لكي ترسخ مفهوم التهويد من خلالها ولتبرر بذلك احتلالها لفلسطين وترسيخ زعمها عبرانية هذه الأرض العربية وبالتالي إرغام العالم على التسليم والقبول بأن إسرائيل دولة لليهود فقط". وقالت الصحيفة إن القرارات الدولية التي تقر بحق العرب والمسلمين تحديدا في المسجد الأقصى ومسؤولية الإشراف عليه، "لا تقيم لها إسرائيل أي اعتبار بقدر ما تستثمر ذلك كغطاء تتدثر به لمزيد من المراوغة والمضي لمزيد من الانتهاكات والسيطرة.. وسيبقى المعنى المستخلص من ذلك أنه قد لا يكون هناك سبيل لحماية الأقصى سوى أن تتكفل قوات الأممالمتحدة بحمايته وهذا يخيف إسرائيل وستعمل حتما على الحيلولة دون حدوثه بكل السبل .. لكن بكل السبل أيضا على دول العالم الإسلامي أن تعمل على تحقيقه". وبدورها، كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها تحت عنوان "المسجد الأقصى .. خط أحمر"، أن المملكة حذرت "الاحتلال الإسرائيلي من مغبة التمادي في غلق المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من دخوله، لما ينطوي عليه ذلك من خطورة بالغة في عدم احترام مشاعر المسلمين في العالم، وما قد يترتب على ذلك من احتمالات نشوب حرب دينية تضاعف من حدة الصراعات التي تموج بها المنطقة المثخنة بالحروب". وأضافت الصحيفة أن المملكة "سخرت كل ثقلها الدبلوماسي على الصعيد الدولي لدفع الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، للضغط على إسرائيل لإيقاف عبثها بواحد من أهم مقدسات المسلمين، كما تحركت من خلال المنظمات الدولية لتوضيح خطورة التصرفات الإسرائيلية، ودفع الرأي العام الدولي إلى مطالبة الاحتلال بالكف عن انتهاكاته في حق الأقصى الشريف". وفي موضوع آخر، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها أن تقرير الخارجية الأميركية الأخير الذي عبر عن "قلق" الإدارة الأمريكية إزاء أنشطة إيران في المنطقة "شخص واقع الأمر، ولم يشخص العلاج" مؤكدة أن "الاتفاق النووي الإيراني كان أحد الأعمدة التي استندت عليها إيران من أجل أهدافها التوسعية، فهي قد أمنت جانب الدول الخمسة زائد واحد بذلك الاتفاق الذي حذرت الدول العربية -وعلى رأسها المملكة- من تبعاته وانعكاساته السلبية على الأمن الإقليمي". وأكد الصحيفة على ضرورة "إيقاف إيران عند حدها"، وأبرزت أن هذه الأخيرة " ذهبت بعيدا في طموحاتها غير المشروعة أبدا، وتغلغلت في الشأن العربي قتلا وخرابا وتدميرا وتدخلا في شؤون الدول، ولم تكن قادرة على تنفيذ مخططاتها لولا أنها وجدت عونا من داخل الدول التي تحاول الهيمنة عليها"، مشيرة في هذا السياق إلى أن إيران تعتمد في ذلك على "أولئك باعوا أوطانهم من أجل البقاء في السلطة أو محاولة الحصول عليها كما في الحالتين السورية واليمنية". وفي قطر، سجلت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية بعنوان "بالعقل والقانون تدير قطر الأزمة"، أن الدوحة أدارت الأزمة الخليجية الراهنة "بمنتهى الثبات والعقلانية" على "كافة الأصعدة السياسية" وأيضا "على الصعيدين الاقتصادي والدفاعي، لرد المظالم". وأوضحت الصحيفة أن قطر على الصعيد الاقتصادي "تعاقدت مع مكتب قانوني في جنيف معني بقضايا منظمة التجارة العالمية"، بينما على المستوى الدفاعي "تسعى الآن إلى محكمة العدل الدولية، للتعويض عن كافة الأضرار"، وقبلها منذ بدء الأزمة " أوكلت جهاز ( الإف بى آي) بكل خبراته الضخمة، لكشف الجهة أو الجهات التي تورطت في القرصنة، على وكالة انبائها الرسمية". وكتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، ان منطقة الخليج "تحولت إلى أسوأ منطقة في العالم تأتي منها الأخبار المزيفة"، معتبرة أن "ما هو أسوأ من الأخبار الكاذبة عند الصحف الغربية الجنوح (..) إلى خنق حرية التعبير بطلب غلق قناة الجزيرة والقنوات والمواقع التابعة لقطر، وحظر التعاطف مع قطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وبالأردن، ذكرت صحيفة (الرأي) أن فصائل قتالية سورية أعلنت سيطرتها على معبر نصيب السوري مع الأردن بعد معارك شرسة خاضتها مع التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها عصابة (داعش) الإرهابية التي تم دحضها ومحاصرتها في منطقة أقصى جنوب غرب سوريا. غير أن عضو الوفد المفاوض في الهيئة العليا للمفاوضات السورية في جنيف، الشيخ راكان الخضير، تضيف الصحيفة، قال "إن تنظيم (داعش) الإرهابي يسيطر على عدد من القرى السورية الواقعة أقصى جنوب غرب سوريا ضمن منطقة حوض اليرموك وهي تشكل مثلث حدودي بين سوريا والجولان المحتل إضافة إلى الأردن". وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات الميدانية تأتي في وقت تكثف الأردن وأمريكا وروسيا جهودها لضمان وقف إطلاق النار جنوبيسوريا، وذلك بوضع اللمسات النهائية لآليات مراقبة الاتفاق بشكل أوجد "حالة" من التوافق والرضائية لجميع الأطراف المتضررة من تصعيد التوترعلى الساحة السورية. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد) أن الحكومة الأردنية أكدت أن الاتفاق المشترك الذي توصل إليه الاردن مع الولاياتالمتحدة وروسيا و"يقضي بدعم وقف إطلاق النار" في جنوب غرب سورية "من شأنه أن يعزز جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في سورية ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتسهيل عملية وصول المساعدات الانسانية للسوريين". وأوردت اليومية تصريحا صحفيا لوزير الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أكد فيه أمس أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غرب سوريا التي تم الاتفاق عليها في اجتماع عمان "تصاغ في مراحلها النهائية"، مبرزا أن "اتفاق عدم التصعيد" هذا "يشكل اختبارا وتحديا لروسيا وأمريكا بصفته نقطة تحول وسابقة يسعى البلدان للبناء عليها لحل النزاع السوري". أما صحيفة (الدستور)، فتوقفت عند الاتصال الهاتفي الذي أجراه أمس وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والذي تناول بالخصوص التصعيد والتوتر في المسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف وجهود استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة. وذكرت الصحيفة أن الصفدي أكد خلال الاتصال على ضرورة تكاتف الجهود من أجل استعادة الهدوء ووقف التصعيد في الأماكن المقدسة عبر فتح المسجد الأقصى كليا وفوريا أمام المصلين ومن دون أي إعاقة. وأضافت أن الوزير الأردني بعد أن شدد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم، حذر أيضا من مغبة استمرار التصعيد في الأماكن المقدسة.