سفر سينمائي عبر الزمن إلى النصف الأول من القرن العشرين، قاده المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو، في رحلة تاريخية لحقبة المقاومة المغربية للنفوذ الفرنسي، في فيلمه السينمائي الناطقة باللغة الأمازيغية "أدور". "أدور" أو "الشرف"، الذي تم تصوير أحداثه بمدينة ورزازات، يقدم من خلال المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو حياة زايد أوحماد، الذي يعد من أشهر أبطال مقاومة المغاربة ضد الاستعمار الفرنسي، حيث كان يقود مقاومة شرسة ضد المعمرين الفرنسيين الذين حلوا بالمنطقة لغزو أراضي آيت عطا، وهي معركة رجل وبلاد من أجل الكرامة والعدل والحرية. ويبرز الفيلم، الذي سيتم عرضه ضمن فعاليات الدورة ال14 لمهرجان تيميتار، حسب مخرجه، "مقاومة رجل شجاع، يجسد صرخة العصيان وروح الحرية التي انطلقت من الأطلس الكبير، ويحكي قصة رجال ونساء غيورين على أرضهم، حرصوا على حماية شرفهم وكرامتهم وحرية بلادهم بأي ثمن". وقال المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو، في تصريحه لهسبريس، إن "الشرف" هو "تكريم لمقاومين مغاربة، ضحوا في سبيل الوطن، ومن أجل أرضهم وقيمهم المغربية". "تحديات كبيرة واجهت فريق العمل في ظل غياب أرشيف مفصل، فضلا عن وجود صعوبات مرتبطة بالوصول إلى هذه المحفوظات والكتابة واقتباس السيناريو واستخدام اللغة الأمازيغية، في ظل غياب كتب تؤرخ لهذه الشخصيات، يقول المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو، الذي يسترسل: "تجربة الكتابة والإنتاج صعبة جدا، في ظل غياب دعم جهوي أو خارجي؛ لكننا تحدينا كل العراقيل، وأخرجنا هذا العمل الذي يؤرخ لهذه الأسماء التي ضحت من أجل الوطن ودافعت عن قيم الوطن، لأن مهمتنا كسينمائيين تقديم صورة إيجابية عن هؤلاء المقاومين، والتصالح مع تاريخنا الغائب في المقررات الدراسية لجيل اليوم". وعن غياب هذا الفيلم التاريخي من المهرجانات الوطنية والقاعات السينمائية، يوضح المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو أن "الفيلم حاضر بقوة في المهرجانات الدولية في بلجيكا والهند ولوس أنجلس؛ لكنه غائب عن القاعات المغربية نظرا لغياب موزع يقوم بذلك". وأضاف المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو أن "الفيلم الأمازيغي لم ينسخ بعد من تلك الصورة الموسومة ب"الرداءة"؛ لكننا اليوم أؤكد أننا تجاوزنا تلك المرحلة، وأصبحت الأفلام الأمازيغية تنال جوائز من مهرجانات عالمية". ويؤمن المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو بأن السينما منصة لكتابة التاريخ المشترك، برؤية تصالحية، وقال: "التحدي مهم في السينما، إذا لم يكن هنالك تحد في أي قصة أو في أي موضوع، فلا داعي لأن تنجز فيلما، مفسرا في الآن نفسه أن التحدي بالنسبة إليه كسينمائي هو إعادة قراءة تاريخ المغرب. يذكر أن عدة فنانين قاموا بتشخيص أدوار الشريط؛ من بينهم، على الخصوص، عبد اللطيف عاطف في دور المقاوم، وحسن عليوي في دور الراوي، ولطيفة أحرار في دور عائشة حدو التي تحكي قصة المقاوم، بالإضافة إلى الحسين برداوز وإنريكو ماطاروتسيا وأنس الباز.