أثار سيناريو الفيلم السينمائي الأمازيغي "الشّرف" أو "أدّور" الذي يقدم من خلاله المخرج أحمد بايدو حياة زايد أوحماد، أحد أبطال مقاومة المغاربة ضد الاستعمار، خلافا بين مخرجه وكاتب السيناريو زايد أوشنا، الذي اتهمه بتحريف ذاكرة المغاربة، وخرق بنود عقل العمل. السيناريست زايد أوشنا أبرز، في تصريح صحافي لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ سيناريو فيلم "أدّور" مقتبس عن كتاب حول الذاكرة الجماعية للمنطقة لأربع شخصيات مغربية، كان لهم دور مهم في المقاومة الوطنية، وقام بتجميع هذه المعطيات عن وثائق تاريخية مهمة، تطلبت أزيد من عشرين سنة من البحث الأكاديمي التاريخي، بهدف حفظ الذاكرة المغربية. واتهم أوشنا مخرج الفيلم بتحريف السيناريو الذي وافقت عليه لجنة الدعم بالمركز السينمائي المغربي، واستفاد من دعم مال يقدر ب360 مليون سنتيم لتنفيذه، وقال "لقد تمّ تقزيم السيناريو، واستخدام شخصيات وملابس وديكور لا يتلاءم مع الحقبة الزمنية وأحداث القصة". أما على مستوى الجانب المادي، يسترسل السيناريست نفسه: "الفيلم تمّ عرضه بعدد من المهرجانات الوطنية، في حين أنني لم أتوصل سوى بالشطر الأول من المقابل المالي". وتدور أحداث الشريط الطويل (85 دقيقة)، الذي تمّ تصويره بمدينة ورزازات في الجنوب الشرقي للمغرب، في فترة الاستعمار الفرنسي، حيث يقود زايد أوحماد مقاومة شرسة ضد المعمرين الفرنسيين الذين حلوا بالمنطقة لغزو أراضي آيت عطا، وهي معركة رجل وبلاد من أجل الكرامة والعدل والحرية. كما يبرز الفيلم مقاومة رجل، مثال للشجاعة، يجسد صرخة العصيان وروح الحرية التي انطلقت من الأطلس الكبير، ويحكي قصة رجال ونساء، غيورين على أرضهم، حرصوا على حماية شرفهم وكرامتهم وحرية بلادهم بأي ثمن. وقال المخرج الشاب أحمد بايدو، في تصريح سابق لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ "فيلم الشرف هو تكريم لمقاومين ضحوا في سبيل الوطن، ومن أجل أرضهم وقيمهم المغربية". "تحديات كبيرة واجهت فريق العمل في ظل غياب أرشيف مفصل، فضلا عن وجود صعوبات مرتبطة بالوصول إلى هذه المحفوظات والكتابة واقتباس السيناريو واستخدام اللغة الأمازيغية، في ظل غياب كتب تؤرخ لهذه الشخصيات، يقول المخرج الشاب أحمد بايدو، الذي يسترسل: "تجربة الكتابة والإنتاج صعبة جدا؛ لكننا تحدينا كل العراقيل، وأخرجنا هذا العمل الذي يؤرخ لهذه الأسماء التي ضحت من أجل الوطن ودافعت عن قيم الوطن، لأن مهمتنا كسينمائيين تقديم صورة إيجابية عن هؤلاء المقاومين، والتصالح مع تاريخنا الغائب في المقررات الدراسية لجيل اليوم". وأضاف أن إنتاج هذا الفيلم، وهو مقتبس من كتاب حول الذاكرة الجماعية للمنطقة، كان "تحديا" للفريق في ظل غياب أرشيف عسكري مفصل سواء بالمغرب أو بفرنسا، فضلا عن وجود صعوبات مرتبطة بالوصول إلى هذه المحفوظات والكتابة واقتباس السيناريو واستخدام اللغة الأمازيغية، معربا عن ارتياحه لكون شريطه "أثر في الكثير من الناس". وقام بتشخيص أدوار الشريط عدة فنانين؛ من بينهم، على الخصوص، عبد اللطيف عاطف في دور المقاوم، وحسن عليوي في دور الراوي، ولطيفة أحرار في دور عائشة حدو التي تحكي قصة المقاوم، بالإضافة إلى الحسين برداوز وإنريكو ماطاروتسيا وأنس الباز.