تشهد مدينة المحمدية، تزامنا مع فصل الصيف، توافدا كبيرا للزوار المقبلين على شواطئها، الشيء الذي يجعلها تعرف اكتظاظا طوال أشهر العطلة، لاسيما في نهاية الأسبوع. وتصير "مدينة الزهور" خلال نهاية الأسبوع قبلة لعشاق البحر، خاصة من المناطق المجاورة لها، وعلى رأسها أحياء سيدي مومن والبرنوصي بالدارالبيضاء، وجماعة الشلالات وعين حرودة، والمنصورية، وبنسليمان، ما يفقدها هدوءها وجاذبيتها. وتعرف شوارع مدينة المحمدية، في هذه الفترة من العطلة الصيفية، ازدحاما كبيرا يجعل حركة السير والجولان بها شبيهة بنظيرتها في الدارالبيضاء، الأمر الذي يتطلب تعزيزات أمنية قصد تنظيم حركة المرور، ومن أجل وضع حد لعمليات السرقة التي تنتشر بالقرب من الشاطئ أو في بعض الشوارع وسط المدينة. أما على مستوى قطاع النظافة، فإن الوضع الكارثي الذي تعيشه المحمدية هذه الأيام، في ظل الانتقادات الموجهة إلى الشركة المكلفة بتدبير القطاع، يزداد سوء بسبب سلوك بعض المصطافين، خصوصا بشاطئ المركز، الوجهة الأقرب إلى المواصلات. وقال جواد الحاضي، أحد أبناء المدينة، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، إن "المحمدية تتحول إلى قبلة للجميع في هذه الفترة، الشيء الذي يجعل شوارعها تعرف اكتظاظا لا نظير لها، في ظل قلة العناصر الأمنية المكلفة بالسير والجولان". وأوضح الفاعل الجمعوي بالمدينة أن شواطئ "المركز" و"مانيسمان" و"السابليط" تعرف في هذه الفترة انتشارا للسرقة، بالنظر إلى قلة وغياب في بعض الأحيان، الدوريات الأمنية، مذكرا بما شهده شاطئ "مانيسمان" السنة الفارطة من سرقات يومية. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تشهد الأماكن المخصصة لوسائل النقل العمومي، لاسيما سيارات الأجرة المتجهة صوب سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء وموقف حافلات النقل الحضري، خصوصا في الفترة المسائية، فوضى عارمة حيث التدافع والتسابق على حجز مقعد. من جهته، عبد الكبير الربطي، فاعل حقوقي بالمدينة، أكد أن المحمدية تشهد في هذه الفترة من السنة ازدحاما من كل الجهات، ما يجعل ساكنتها تعيش على وقع "كارثة حقيقية"، مضيفا أن القادمين عبر الدراجات النارية من المناطق المجاورة، خاصة البرنوصي وسيدي مومن، والمنصورية، واللويزية، يجعلونها تعيش على وقع الفوضى. وأوضح المتحدث نفسه أن "ظاهرة السرقة تتزايد بكثرة في هذه الفترة؛ إذ يتعرض المواطنون من ساكنة المدينة وزوارها للسرقة من طرف هؤلاء الجانحين القادمين من النواحي". وانتقد الربطي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، مدبري الشأن المحلي بالمدينة، وقال إن "المحمدية لا تتوفر على مخطط لجعلها مدينة سياحية تتوفر على مقومات استقبال السياح، ناهيك عن كونها أضحت غارقة في الأزبال التي تتضاعف في هذه الفترة من الصيف بسبب الأعداد الكبيرة من المصطافين الوافدين عليها".