في واقعة مأساوية ألقت تلميذة قاصر تُدعى إيمان بديوي، تبلغ من العمر قيد حياتها 14 سنة، بنفسها من سطح عمارة سكنية بحي بويسلان ضواحي مدينة مكناس يوم الجمعة، بعد معرفتها بفشلها في اجتياز السنة الدراسية الثالثة إعدادي. وتعود تفاصيل الواقعة المأساوية إلى يوم الجمعة 30 يونيو على الساعة ال11 صباحا، حينما قررت الراحلة إيمان بديوي رفقة مجموعة من صديقاتها الذهاب إلى الثانوية الإعدادية الياسمين الكائنة برياض ويسلان2 للاطلاع على نتائج السنة الدراسية. وحسب إحدى صديقات الراحلة، فإن التوتر والقلق كانا باديين على التلميذة بسبب تخوفها من النتائج؛ فقد كشفت المتحدثة أن المنتحرة "كانت متخوفة من الرسوب، بسبب تهديد والدها لها بالطرد في حالة لم تتخط السنة الدراسية بنجاح". وعن الحالة النفسية التي كانت عليها التلميذة قبل انتحارها، تقول صديقتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "إيمان صديقتي منذ سنوات وأعرفها جيدا، ولم تكن تعاني من أي مشاكل نفسية، بالعكس كانت تلميذة نشيطة ومفعمة بالحياة ودائمة الابتسامة؛ إلا أن يوم الجمعة كان يوم شؤم بالنسبة لها بسبب خوفها من مواجهة عائلتها بأمر رسوبها". وتضيف المتحدثة: "دخلت صديقتي في حالة بكاء هستيري خوفا من والدها الذي يتوقع أن تجتاز الامتحان بتفوق وهددها بالطرد في حالة ما إذا لم تحصل على نتائج جيدة". وتسترسل صديقة التلميذة الراحلة منتحبة في حديثها: "لم أتوقع أنها ستقوم إيمان بهذا الفعل وتترك أما مكلومة وأبا يكاد يفقد عقله وصديقات تأبى دموعهن أن تجف". وحول واقعة الانتحار، تقول عتيقة الكرطاوي، أستاذة ورئيسة جمعية المجد للثقافة والأعمال الاجتماعية وجارة المنتحرة، في تصريح لهسبريس: "أخبرني حارس الإعدادية بأن التلميذة إيمان كانت تبكي وبدت في حالة نفسية متأزمة بعد معرفتها بأمر رسوبها، وعندما كنت متوجهة إلى بيتي المجاور لأسرتها سمعت صراخا أمام عمارة المجد، اقتربت ووجدت إيمان قد انتحار وانفصلت أطرافها عن جسدها في مشهد مروع". تسترسل المتحدثة: "سألت امرأة تقطن بالعمارة وأخبرتني بأنها شاهدت المنتحرة تصعد إلى السطح، وعندما استفسرتها عن سبب صعودها إلى سطح عمارة لا تقطن بها أخبرتها بأنها ستلاقي إحدى صديقاتها بالسطح فسمحت لها بالصعود، لتتفاجأ بعد دقائق قليلة بانتحارها". وتساءلت المتحدثة: "هل يعقل أن تطالبنا المؤسسات التعليمية في كل بداية موسم دراسي بإحضار ملف يتضمن عددا من الأظرفة وتحتفظ بها في الرفوف؟"، مضيفة: "من يتحمل مسؤولية انتحار التلميذة؟ هل المؤسسة التعليمية التي لم ترسل النتائج إلى البيوت؟ أم والدها الذي هددها بالطرد؟". وحاولت جريدة هسبريس أخذ تصريح من والد التلميذة المنتحرة؛ غير أنه رفض التعليق على الموضوع نتيجة وضعه النفسي المتأزم، مشيرا إلى أن حزنه وألمه بفقدان ابنته الوحيدة فوق كل الاعتبارات والأقاويل.