اهتز بيت حزب نبيلة منيب بمدينة تيفلت على وقع حادث انتحار قيادي سابق بشبيبتها، والذي أقدم، يوم الأربعاء الأخير، على وضع حد لحياته شنقا بمنزل عائلته، ما خلف حالة من الحزن بين رفاقه بالشبيبة وبالحزب، فيما أثار انتحاره جدلا واسعا وفتح نقاشا حول أسبابه، حيث أجمعت الأبحاث التي أجراها المحققون وكشفها أصدقاؤه على أنه أصيب بحالة اكتئاب خطيرة عجلت بانتحاره. وحسب المعلومات التي استقتها «أخبار اليوم» من رفاق الشاب المنتحر «مهدي المغاري» بمدينة تيفلت، فإن الشاب الذي لم يتجاوز بعد 23 سنة، ينحدر من أسرة فقيرة، وكان من نشطاء حركة «20 فبراير»، وسبق أن له أن قاد حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية التابعة لحزب نبيلة منيب بمدينة تيفلت، قبل أن يدخل في حالة نفسية معقدة أعقبتها عزلة تامة عن رفاقه ومحيطه وعائلته، وهو ما عكسته «تدويناته» الأخيرة على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبق له أن أخبر متتبعيه بالصفحة بفكرة انتحاره التي تراوده في عزلته، لكن أصدقاءه ورفاقه، كما علقوا على ذلك عقب انتحاره، اعتبروا كلامه «مزحة» من «شطحاته» التي عهدوها بصفحته، لأنه كان شغوفا كما يقولون بمناقشة مواضيع فلسفية عميقة، منها الصراع الطبقي على الأرض، وحقيقة الكون والوجود والذات الإلهية، ومصير العالم والحياة على الأرض، ما عرضه لمشاكل كثيرة، منها اتهامه بالكفر من لدن أبناء حيه الذي يقطن به بمدينة تيفلت، تورد مصادر الجريدة. واستنادا إلى الأبحاث التي قام بها المحققون عقب إقدام الرئيس السابق لفرع شبيبة حزب منيب بتيفلت على الانتحار، فإنهم عند اطلاعهم على صفحته الشخصية في «الفايسبوك»، وجدوا «تدوينات» غريبة تعكس الحالة النفسية المتأزمة التي عاشها الشاب قبل انتحاره، حيث سبق له، نهاية شهر يوليوز الماضي، أي قبل أيام قليلة عن انتحاره يوم الأربعاء الماضي، أن نشر «تدوينات» يخبر فيها رفاقه وأصدقاءه بقرار انتحاره، حيث جاء في واحدة منها، حسب ما عاينه المحققون في صفحته على «الفايسبوك»: «كثيرا ما فكرت في الانتحار لكن ليس كاليوم، قررت الانتحار نعم، لكن ليس كما في السابق أنتحر خوفا من الألم والآلهة والمستقبل.. اشتد علي الألم.. ألم الاشتياق إلى الأزلية والعدمية (الألوهية) التي كنت عليها في الأصل والآن أريد العودة إليها…»، وهو ما أثار فضول رفاقه ممن تفاعلوا حينها مع «تدوينته» بسخرية وعتاب على هذه الفكرة السوداء، حيث رد عليهم الشاب المنتحر في «تدوينة» أخرى: «سأنتحر لكن لا تقلقوا بشأني.. لا تقلقوا، هل تصلون علي أم لا؟ لأن الله سيصلي علي. هو يعلم أني أريد الرجوع إليه.. فقط سأثبت له ذلك بأن أضحي بجسدي في سبيل الرجوع إليه».