كشفت جبهة البوليساريو الانفصالية بشكل واضح توجهها المستمر في تجنيد الشباب الصحراوي لصالح ميليشياتها المسلحة، التي تطلق عليها اسم "جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، إذ لم تسمح لفئات منهم بقضاء عطلتهم الصيفية الحالية كباقي شباب العالم، بل خصص التنظيم الانفصالي شعار "التجنيد" للبرنامج الصيفي الموجه للشباب والطلبة الصحراويين. زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، اجتمع مع مسؤولين في مجالات الإعلام والداخلية والتعليم والأمن، وكذا الشباب والرياضة واتحاد الطلبة، في لقاء وصف ب"التحضيري" لانطلاق "برنامج الصيف للشباب والطلبة"، وهو الموعد الداخلي الذي تم فيه التشديد على "ضرورة العمل على إنجاح البرنامج وجعله هذه السنة متميزا باعتباره يحمل شعار "الشباب والطلبة قوة مجندة لتدعيم جيش التحرير الشعبي الصحراوي"". غالي، وفقا لما نقلته وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو، حضر بجانب قيادة التنظيم الانفصالي، واعتبر في كلمة له أن البرنامج "فرصة سانحة للطليعة المثقفة للتعبئة وتحرير الإرادات إلى الجهد المنشود والصمود المطلوب للارتقاء بالمؤسسات ودعمها"، مشيرا على وجه الخصوص إلى ما وصفه ب"تدعيم صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي نحو استكمال السيادة الكاملة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية"، على حد تعبيره. المعطيات التي تضمنتها التقارير المذكورة كشفت أن برنامج "العطلة الصيفية" الموجه للشباب الصحراوي من طرف التنظيم الانفصالي يضم ثلاثة مستويات، "سياسية وعسكرية وإعلامية"، مشيرة إلى أن المشروع جاء بتنسيق بين الجبهة واتحاد الطلبة؛ على أن أبرز الجهات الشريكة في البرنامج هي أمانة التنظيم السياسي للجبهة وقطاعات الداخلية والأمن. إلى جانب ذلك، عادت الجبهة الانفصالية إلى رفع لغة التهديد العسكري من جديد في وجه المغرب، إذ أعلنت قيادة الميليشيات العسكرية الانفصالية، التي يطلق عليها "هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي"، ما وصفته ب"الإبقاء على الجاهزية القتالية والعملياتية لوحدات الجيش تحسبا لأي طارئ"، لتعود إلى أزمة الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية، التي انتهت بخسارة البوليساريو وإجبارها على سحب قواتها وعتادها في الساعات الأخيرة، بالرغم من الهالة الإعلامية التي سعى إليها انفصاليو الجبهة إقليميا ودوليا. ورغم أن الميلشيات الانفصالية لم تتمكن من إطلاق ولو رصاصة واحدة في منطقة الكركرات، رغم أنها لم تكن تبعد عن قوات الجيش المغربي سوى بحوالي 120 مترا، عاد التنظيم الانفصالي لتسويق "وهم الانتصار" من جديد، حين نقلت مصادر إعلامية تابعة للجبهة أن إبراهيم غالي ادعى أن ميليشياته المسلحة "حققت نتائج خلال السداسي الأول، خاصة الكركرات، عبر البرامج الشاملة والمتكاملة التي خصصها جيش التحرير الشعبي الصحراوي". البروباغندا الإعلامية التي يعتمدها قادة البوليساريو شملت مرة أخرى ادعاء ما وصفوه، خلال لقاء اليوم لما ينعت ب"هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي" بمقر "وزارة الدفاع الوطني"، "الجهود التي تبذلها وحدات الجيش للحفاظ على سلامة الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية"؛ فيما قال غالي إن ميليشياته تتميز بما ادعاه أنه "المستوى العالي والأداء الرفيع"، داعيا إلى "التحلي بمزيد من اليقظة والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام"، وفق تعبيره.