اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في أوروبا الغربية بعدد من المواضيع، منها إعلان رئيس حزب الوسط الديمقراطي الإنساني الحكم في والونيا وبروكسل دون الحزب الاشتراكي، والاعتداء الذي استهدف المسلمين في لندن، ونتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية، وإعادة تنظيم الحزب الاشتراكي الإسباني، والحريق المهول بالبرتغال. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لإعادة تنظيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وتصريحات رئيس حكومة جهة كاتالونيا، الانفصالي كارليس بودجمونت الذي قارن مسلسل الانفصال بالحرب على المنظمة الباسكية الإرهابية "إيتا". وكتبت (الباييس) أن الحزب الاشتراكي بدأ عملية تغيير قادته المحليين المنتقدين للأمين العام الجديد، بيدرو سانشيز، مشيرة إلى أنهم تلقوا أول تحذير من قيادة الحزب الجديدة، التي قالت إنها تحبذ مبادرات القاعدة، وأنها لن تقدم أي دعم تلقائي لترشيح القادة المحليين الحاليين في انتخابات تجديد الهيئات المحلية والإقليمية للحزب. أما (الموندو) فأشارت إلى أن رئيس جهة كاتالونيا قارن مكافحة إرهاب "أيتا" بمسلسل استقلال جهة كاتالونيا، قائلا إن "الشعب الكاتالوني سيظهر التصميم نفسه على طريق الاستقلال في الحرب التي أدت إلى هزيمة" هذه المنظمة الإرهابية. وتابعت أن تصريحات بودجمونت، في ذكرى تكريم ضحايا اعتداء نفذته "إيتا" ببرشلونة سنة 1987، أثار موجة غضب في أوساط الطبقة السياسية الإسبانية، إذ ذكرت وزيرة الدفاع، ماريا دولوريس دى كوسبيدال، أن "القانون" هو من انتصر على "إيتا"، وهو أمر لا علاقة له بمسلسل الانفصال غير القانوني في كاتالونيا. وفي سياق متصل أوردت (لا راثون) أن بودجمونت ووجه بصيحات استهجان عقب هذه التصريحات، مشيرة إلى أن ضحايا إرهاب "إيتا" نددوا بهذه المحاولة الرامية إلى توظيف هذه المسألة لصالح الفكر الانفصالي. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بإعلان رئيس حزب الوسط الديمقراطي الإنساني الحكم في والونيا وبروكسل دون الحزب الاشتراكي، الذي هزته عدة فضائح، والجفاف الذي تعرفه البلاد، والاعتداء الذي استهدف مصلين مسلمين قرب مسجد فينسبري بارك في لندن. وكتبت (لوسوار)، تحت عنوان "وداعا الحزب الاشتراكي"، أن رئيس حزب الوسط الديمقراطي الإنساني، بينوا لوتجين، دعا أحزابا أخرى لتشكيل أغلبية جديدة في والونيا وبروكسل، فيما وصف الحزب الاشتراكي، شريكه في هذه المجالس، الأمر بأنه خيانة. وعادت اليومية، في سياق آخر، تحت عنوان "أي زراعة ليست بمنأى عن لموجة الجفاف التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أنه "بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت السنة الماضية على بلجيكا، يواجه المزارعون فترة جفاف استثنائية". . من جهتها كتبت (ديرنيير أور)، تحت عنوان "زلزال سياسي في والونيا وبروكسل"، أن حزب الوسط الديمقراطي الإنساني "يقامر ببقائه"، وأن "الحزب الاشتراكي سيكون في المعارضة وفي كل مستويات السلطة، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ فترة التوقف القصيرة في سنة 1985". وحول الاعتداء على مصلين مسلمين في لندن، اعتبرت (لا ليبر بلجيك) أن "هذا السيناريو يخشاه خبراء الإرهاب منذ عدة أشهر، وأن موجة الهجمات المستوحاة من تنظيم "داعش" ستليها أخرى ضد الجالية المسلمة بأوروبا"، مبزرة أن اعتداء شهر رمضان، أثار قلقا كبيرا في المملكة المتحدة، وأن المجتمع الإسلامي مستهدف من الإرهاب، كما في بروكسل وأفغانستان والشرق الأوسط. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف اليومية الرئيسية بحالة وفاة طالب أمريكي بعد أسبوع من الإفراج عنه من قبل كوريا الشمالية، وبالهجوم الفاشل ضد عناصر من الدرك في شارع الشانزليزيه بباريس. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن الطالب الأمريكي، الذي كان قد أمضى 17 شهرا في سجن بكوريا الشمالية قبل أن يتم الإفراج عنه قبل أسبوع "لأسباب إنسانية"، توفي أمس الاثنين في مستشفى سينسيناتي بالولايات المتحدة . وقالت الصحيفة إن الطالب الأمريكي كان قد حوكم بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما في يناير 2016 بتهمة ارتكاب "أعمال ضد الدولة"، بعد أن حاول سرقة ملصق دعائي من الفندق الذي كان يقيم فيه ببيونغ يانغ. أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فذكرت أن رجلا كان على متن سيارة حاول دهس عناصر من الدرك في شارع الشانزليزيه في باريس، دون إصابة أحد، قبل أن يلقى مصرعه بعد هذا الهجوم الفاشل. وأضافت الصحيفة أن مرتكب الهجوم (31 سنة)، ينتمي لأسرة سلفية، ولم يسبق له أن أدين، غير أنه كان معروفا لدى الاجهزة الامنية. ووفقا للصحيفة، فقد تم العثور على اسطوانة غاز، وكلاشينكوف وذخيرة في سيارة المعتدي. وفي سويسرا واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي فاز بها حزب "الجمهورية إلى الأمام!" بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون. وكتبت (تريبيون دي جنيف)، تحت عوان "مبتدئون في الجمعية العامة"، أن من بين منتخبي الأغلبية، هناك كثير من الوجوه الجديدة، مشيرة إلى أنه "تجديد لم يسبق له مثيل ب434 عضوا منتخبا جديدا لحزب الوسط الحديث النشأة الذين سيكتشفون قصر بوربون ابتداء من الاثنين". وفي سياق متصل أوردت (24 أور) إن انتصار الوسط في الانتخابات البرلمانية سيغير كثيرا المشهد البرلماني، فيما انتكست الأحزاب التقليدية التي تناوبت على السلطة لعقود، مشيرة إلى أن "وصول هذه الموجة من المبتدئين السياسيين للجمعية العامة تحت ألوان حزب ماكرون أعطت أغلبية منصاعة للرئيس الفرنسي". أما (لوتون) فتطرقت ل"تحديات انتصار" ماكرون الذي سيمكنه الاعتماد على أغلبية مطلقة في البرلمان دون الحاجة لحلفاء، مشيرة إلى أن "هذا الانتصار السياسي لم يرفع كل الحواجز"، وبالتالي حاجة الرئيس ل"عدم تفويت فرصة إصلاحاته الأولى، والعمل على الاستفادة من تجديد الطبقة السياسة". وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على الانتخابات التشريعية التي جرى دورها الاول الاحد المنصرم ، اذ كتبت صحيفة ( لوموند) انه على الرغم من تسجيل نسبة امتناع قياسية حصل حزب الجمهورية الى الامام على 308 مقعدا من بين 577 في هذه الانتخابات، مشيرة الى ان الامر يتعلق بفوز واضح مع تحذير مزدوج. واضافت ان حزب رئيس الدولة لم يتمكن من تجاوز حاجز 400 مقعد التي توقعتها استطلاعات الرأي قبل اسبوع. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان حركة ماكرون تهدف الى أنسنة السوق لكنها ايضا منفتحة على العالم ولديها نيات حسنة، معتبرة ان هذا الفوز الكاسح لايمانويل ماكرون يمكن ان يفتح مرحلة جديدة للاصلاحات المجدية رغم الاعتراض عليها من قبل البعض. اما صحيفة (لوفيغارو) فقالت ان الحزب الاشتراكي بعد هزيمته في الانتخابات ، سيعقد اجتماعات من اجل اعتماد استراتيجية في الجمعية الوطنية وتعيين ادارة مؤقتة. وفي بريطانيا تركز اهتمام الصحف على الاعتداء الذي استهدف مسلمين في لندن، وإطلاق المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وعادت (الصان) لاعتداء مساء الأحد قرب مسجد فينسبري بارك شمال لندن، مخلفا مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، مشيرة إلى أن المشتبه به، الذي كان يقود شاحنة بيضاء، دهس المصلين عند خروجهم من المسجد، قبل أن يتمكنوا من توقيفه إلى حين مجيء الشرطة، التي اعتقلته بتهم "ارتكاب وإعداد أو التحريض على عمل إرهابي، والقتل والشروع في القتل". وفي سياق متصل أوردت (ديلي ميل) أن المعتدي، دارين أوزبورن (47 سنة)، أب لأربعة أطفال، نشأ وترعرع في ويستون سوبر مير المدينة الإنجليزية الساحلية، وأن الشرطة فتشت منزله بحي بينتوين شمال كارديف (ويلز). أما (الديلي ميرور) فنشرت صورة إمام مسجد فينسبري بارك، واصفة إياه بالبطل لدعوته الجماهير الغاضبة للهدوء وضبط النفس وعدم الاعتداء على المهاجم، فيما أوردت (ديلي إكسبرس) رد فعل رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التي وعدت بمحاربة "الإرهاب والتطرف والكراهية" بكل أشكاله. أما (الغارديان)، فأوردت أن بريطانيا وافقت على شروط الاتحاد الأوروبي بشأن أجندة المفاوضات حول البركسيت، مصطفة إلى جانب الأولويات التي حددتها بروكسل فيما يتعلق بحقوق المواطنين والتسوية المالية لالتزامات لندن تجاه الاتحاد الأوروبي. وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بالحريق المهول المندلع منذ السبت الماضي في بدروغاو غراندي في ليريا (وسط)، والذي خلف مقتل 64 شخصا بحسب حصيلة جديدة. وكتبت (جورنال دي نوتيسياس) أنه يجري تعبئة عمليات الإغاثة الفورية في إخماد حريق بدروغاو غراندي الذي خلف بحسب حصيلة مؤقتة 64 قتيلا و136 مصابا، مشيرة إلى أن عددا من هوائيات الاتصال والراديو المستخدم بين جميع القوات أتت عليه النيران، وأنه ليس هناك وسائل اتصالات فورية لسد الفراغ، لاسيما وأن شبكة الهاتف المحمول تضررت هي الأخرى. أما (بوبليكو) فأوردت أن لا الحكومة ولا الجمعية الوطنية (برلمان) تعاملا مع مشاكل حرائق الغابات بالسرعة اللازمة، مشيرة إلى أنه لم يتم تقييم الخطة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات، والتي كان ينبغي أن تحين كل سنتين، منذ أربع سنوات، وأن التقرير الأخير (2011-2012) لن يفرج عنه إلا اليوم الثلاثاء. وفي سياق متصل أوردت (دياريو دي نوتيسياس) أن الحكومة طلبت تفسيرات حول ما حدث بمنطقة ليريا، التي لازال مشتعلا بها الحريق الذي اندلع السبت الماضي، مضيفة نقلا عن كاتب الدولة في الداخلية، أن رئيس الوزراء طلب توضيحات من معهد الأرصاد الجوية حول الطقس في ذلك اليوم، وكذا نقاط الضعف في منظومة الاتصالات. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بجملة من المواضيع المحلية والدولية كان أهمها مفاوضات بروكسيل حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والاستفتاء على عضوية الاتحاد في جبل طارق، إذ ترى معظم التعليقات أن الاتحاد يوجد في موقف أقوى. واعتبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعليقها ، أن البريطانيين في حالة استنفار إلا أنه ليس في متناولهم الكثير من الخيارات مشيرة إلى أن المفاوضات بين الممكلة المتحدة والاتحاد ممكن ان تنفجر في أي لحظة لكن الذي سيكون المتضرر الأكبر هو بريطانيا بسبب عدم ضبطها لعملية الانسحاب الذي ستكون له عواقب وخيمة عليها . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن قوة الاتحاد الأوروبي ستبقى. من جانبها استبعدت صحيفة (دير تاغسشبيغل) اجراء استفتاء صعب ومعقد بجبل طارق التابع للمملكة المتحدة على عضوية الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أنه كان متوقعا منذ فترة طويلة أن هذا من شأنه أن يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه للاقتصاد البريطاني دون الوصول إلى السوق الموحدة ، إذ ممكن أن تفقد البلاد محركها الاقتصادي ويجعلها أقل جاذبية لاستثمارات الدول الأجنبية مثل اليابان التي تستثمر في السيارات والسلع الاستهلاكية وغيرها . اليابان سبق وأن حذرت المملكة من الخروج من الاتحاد التي تعتبر حتى الآن منصة أوروبية للانتاج . أما صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) فترى أن مسألة الاستفتاء بجبل طارق الذي تحول مستقبله إلى نقطة نزاع في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ستكون له تداعيات اقتصادية خاصة على مستوى الاستثمار والأعمال التجارية مما تسبب في بعث رسائل متضاربة من قبل الشركات والتي تظهر مدى صعوبة تعاملها مع استفتاء جبل طارق والمملكة المتحدة على عضوية الاتحاد الأوروبي .