يعيش المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط غلياناً أدّى إلى خوْض أساتذته وقفة احتجاجية أمس الاثنين، حمَلت مطلبيْن رئيسيين؛ أوّلهما مطالبة الجهات المعنية بفتْح تحقيق عاجل حول اختلالات مالية وإدارية يقولون إنّ المعهد كان مَسرحا لها منذ إنشائه قبل ثلاث سنوات، أمّا المطلب الثاني فيتعلّق بمعارضة ترشيح المدير الحالي، محمد بلغوات، لولاية ثانية. وانطلقت الوقفة الاحتجاجية التي خاضها الأساتذة بباحة المعهد العالي لمهن السمعي البصري بالرباط برفع شعارات مندّدَة ب"التهميش، والحكرة، والفساد"، كما طالبوا من خلالها بصوْن كرامتهم، وبرَحيل مُدير المعهد. وسُرعان ما انضمّ الطلبة إلى الوقفة الاحتجاجية، وردّدوا بدورهم شعارات من قبيل: "هي كلمة صريحة.. الفساد عْطا الريحة". وشهدتِ الوقفة الاحتجاجية مشادّات بين عز العرب العلوي، الأستاذ بالمعهد، والمدير محمد بلغوات، إذ زعم الأول أنّ الأخير اعتدى عليه بالضرب؛ في حين حاوَل مساعدو المدير منْع الصحافيين من تصوير الوقفة الاحتجاجية، بداعي أنّ التصوير داخلَ المعهد ممنوع، وهو ما اضطرّ الأساتذة والطلاب إلى إكمال وقفتهم في الخارج، قبل نقلها إلى مقر وزارة الاتصال. وصاغَ أساتذة المعهد العالي لمهن السمعي البصري بيانا سردوا فيه الاختلالات التي يطالبون بفتح تحقيق حوْلها؛ وتمَّ تقديمه إلى الكاتب العام لوزارة الاتصال الذي اجتمعَ بمُمثليْن عن الأساتذة عقب انتهاء وقفتهم الاحتجاجية أمام الوزارة. وحسب الإفادات التي حصلت عليها هسبريس فإنَّ الكاتب العام لوزارة الاتصال وعَدَ بإيصال مطالب المحتجين إلى الوزير الوصي على القطاع، كما طالبهم بتقديم وثائق تُثبت صحّة الاتهامات الموجّهة إلى مدير المعهد، وهو الطلب الذي تعهَّد الأساتذة بالاستجابة الفورية له. ويتّهم أساتذة ISMAC مدير المؤسسة، على المستوى الإداري، بعدم احترام القوانين المتعلقة بالتوظيف وتدبير الموارد البشرية، التي قالوا إنّ حاجياتها تتم بمنأى عن مجلس المؤسسة، والقيام بإصلاحات وأشغال الترميم قبل الحصول على الاستلام النهائي لبناية المعهد، ومنْح صفقات إنجاز أشغال للمقاولة نفسها؛ كما يتهمونه بارتكاب جُملة من الخروقات المالية، ضمّنوها البيان الذي سلّموه إلى الكاتب العامّ لوزارة الاتصال؛ والذي تضمّن أيضا "الخروقات على المستوى البيداغوجي". "كلّ ما نطالب به هو فتْح تحقيق حوْل الخروقات التي يعرفها المعهد، وإجراء افتحاص مالي من طرف الجهات المعنية. نحن لا نُلقي الاتهامات اعتباطا في وجه المدير، ولكنَّنا نريد أن تتمّ إدارة هذه المؤسسة بطريقة شفافة؛ وإذا جرى التحقيق في مزاعمنا فسوف يُتيقّن منها"، يقول أحد الأساتذة لهسبريس. في المقابل، نفى مدير المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما الاتهامات التي يوجهها إليه الأساتذة، وقال لهسبريس: "هم الذين يرتكبون خروقات..أنا لم أتوصّل بعد منهم بنقاط الطلاب رغم انتهاء الدراسة"؛ لكنَّ الأساتذة الذين تحدثنا إليهم نفوا ذلك، وقالوا إنّهم سلموا النقط في وقتها. المطب الرئيسي الثاني الذي رفعه أساتذة ISMAC يتعلق برفْض ترشّح المدير الحالي للمعهد لولاية ثانية، ويعلّلون موقفهم الرافض هذا ب"إدارته السيئة للمعهد خلال السنوات الثلاث التي تولّى فيها إدارته"، وكذا اقترابه من بلوغ سنّ التقاعد، الذي لا تفصله عنه سوى سنتان. ويتّهمُ الأساتذةُ بلغوات بالانتقام منهم، من خلال فسْخ العقود التي تربطهم بالمؤسسة. وقال المخرج عز العرب العلوي، الأستاذ بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، إنّه توصل صباح اليوم من طرف إدارة المؤسسة بقرار يقضي بإنهاء مهمته كأستاذ بالمعهد. القرار نفسه توصل به أستاذان آخران بالمعهد، حسب ما أكّداه لهسبريس. مدير ISMAC قال إنَّ قرار إنهاء مهمّة عز العرب العلوي بالمعهد لم يتخذه هو، بل جرى اتخاذه من طرف وزير الاتصال. لكنَّ العلوي لمْ يُبْد اقتناعه بهذا التبرير، وقال إنّ المديرَ سبقَ له أن وقّع قرارا بإدماجه في المعهد، بعد قضاء المدّة التي تخوّله ذلك، وراسَل وزير الاتصال بهذا الشأن، لكنّه تراجعَ في الأخير عن إدماجه، بسبب احتجاجات الأساتذة على إدارته للمؤسسة. أساتذة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما يشتكون من ظروف اشتغالهم، ويقولون إنها لا تساعد على تخريج خرّيجين أكفاء؛ وحسب إفاداتهم فإنَّ المعهد يفتقر إلى المُعدّات الضرورية، من أجهزة تصوير وغيرها، رغم أنَّ الميزانية المخصصة لاقتناء هذه المعدّات تصل إلى ثلاثة ملايير ونصف؛ وفيما ينتظرون ردَّ وزير الاتصال، أكّدوا أنّهم سيلجؤون إلى مراسلة الملك في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.