انتقد عبد الله بوصوف، الأمين العام للجالية المغربية المقيمة بالخارج، توصيف بعض الجهات لنشطاء حراك الريف بالانفصاليين، قائلا في المناظرة الوطنية حول الوضع بالحسيمة التي احتضنتها طنجة: "الريف لم يكن أبدا انفصاليا عبر تاريخه الطويل، ولن يكون أبدا انفصاليا". ودعا بوصوف إلى "عدم تخوين بَعضنا البعض"، مُبرزا أن الريف من المناطق المغربية التي أسست لدعائم الاستقرار التي تعرفها المملكة اليوم، وأن الريف الكبير، الممتد من طنجة إلى حدود ملوية، حارب التشيّع وتبنى المذهب المالكي، وأعطى البعد المتوسطي والإفريقي للمغرب عبر القوافل التجارية. واعتبر المتحدث أنّ المدخل إلى الوصول إلى حل لما يعيشه الريف يمر بالضرورة عبر الحوار المفضي إلى توافقات، وقال في هذا الإطار: "لا يمكن لأي أزمة أن تحل إلا بالحوار والتوافقات. لا يمكن للحراك أن يستمر وأن تظل الدولة تنتظر إلى ما لا نهاية، كل طرف لا بد أن يتنازل عن قسط من حقوقه، ربما قد تكون شرعية، للالتقاء بالآخر في منتصف الطريق". وأضاف: "المغرب منزعج من جنوبه إلى شماله، من شعبه وحكومته وملكه من الأوضاع التي نمر بها في هذه الظروف الصعبة ولكن لنا أمل في المستقبل"، وزاد: "نحن مدعوون كلنا، دولة وحكومة ومواطنين وفاعلين ومختلف الفرقاء، إلى أن نبحث عن هذه التوافقات وعدم تخوين بَعضنا البعض". وفي هذا السياق، دعا الأمين العام لمجلس الجالية إلى المتح من تجارب دول أخرى في مجال حل الأزمات، ومنها بلجيكا، التي تحل مشاكلها الداخلية بتوافقات إثنية وسياسية ودينية، وذكّر ضمن هذا الإطار بما يسمى "الاتفاق المدرسي"، الذي امتد النقاش حوله في المملكة البلجيكية مئة عام، من نهاية القرن الثامن عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر، وانتهى بتوافق حول القضية المدرسية. بوصوف استحضر أيضا التجربة الرواندية في إيجاد حلول للأزمات بالحوار والتوافق؛ إذ تمكنت الأطراف التي كانت متصارعة إبان الحرب الأهلية في هذه الدولة الإفريقية من إقامة مصالحة، بعد ثلاثة أشهر من الاقتتال أدت إلى مقتل مليون شخص في ظرف ثلاثة شهور، وتشريد مليونين آخرين، وقال: "لا بد أن نستمد التجارب العالمية في إدارة الخلافات من أجل أن نجد توافقات للمشاكل التي نعيش فيها والأزمات التي نعاني منها".