صدرمؤخرا عن دار النشر (بانتيون) كتاب "الإسلام والمشترك الكوني تسامح، تعايش هوياتي ومساكنة دينية " لمؤلفه الدكتور عبد الله بوصوف. ويسلط المؤرخ المتخصص في تاريخ الحضارات ،في هذا المؤلف الضوء على بعض صور التسامح في الإسلام، المنصوص عليها في بعض الآيات القرآنية من خلال بعض الوقائع التاريخية. ويقترح عبد الله بوصوف ،الامين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج ، وجهة نظر أخرى حول الدين الإسلامي المتهم بنشر العنف والإرهاب، ليعيد رسم معالم " المشترك الإنساني " المشكل من قيم مرتبطة في جوهرها بمتطلبات الإنسان باعتباره إنسانا، بغض النظر عن انتمائه العرقي أو اللغوي أو اعتقاده الديني أو اختلافه الثقافي. وقال بوصوف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا المؤلف يرصد تاريخ التسامح بأرض الاسلام ، مؤكدا أنه يركز بشكل خاص على المغرب "بلد الاستقبال والتسامح واحترام الآخر" كما تبرهن على ذلك وجود كنائس وبيع ومقابر مخصصة لليهود واخرى للمسيحيين بالمملكة . ويسلط المؤلف الضوء على هذا الجانب بالمغرب بلد التقاليد الإسلامية، حيث يمكن ممارسة كل الشعائرالدينية، مبرزا دور أمير المومنين بوصفه الضامن لحرية المعتقد. وأوضح بوصوف أن النموذج المغربي يمكن أن يقدم اليوم حلولا بالنسبة لبعض البلدان التي تشهد أزمات وخاصة تلك التي ضربها الإرهاب الأعمى، مذكرا بالخطاب الملكي ل20 غشت الذي دعا فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى جبهة مشتركة ضد التعصب. واضاف المؤلف ان النموذج المغربي قابل للنقل من خلال روحه، مبرزا الأسس الرئيسية لهذا النموذج، ومنها العقيدة الاشعرية والمذهب الملكي والصوفية. يذكر أن عبد الله بوصوف قدم سنة 1991 اطروحة دكتوراة حول العلاقات بالحوض المتوسطي خلال القرن الثالث عشر . ويشغل السيد بوصوف منصب مدير المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار الذي يوجد مقره بمدينة شارل لوروا ببلجيكا. وفي عام 2002 انتخب نائبا لرئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، كما أنه أحد المساهمين في إنجاز مشروع المسجد الأعظم بستراسبورغ. وعينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2007 أمينا عاما لمجلس الجالية المغربية بالخارج.