علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مطلعة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلف كلا من وزير الأول جان مارك إيرو، ووزير الداخلية مانويل فالس لتمثيله شخصيا يومه الخميس في حفل التدشين الرسمي للمسجد الكبير بستراسبورغ، حيث يتم إلقاء خطاب بهذه المناسبة. وأفادت ذات المصادر أن حفل التدشين هذا سوف يحضره وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق ممثلا لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس إلى جانب مؤرخ المملكة عبد الحق المريني ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موساوي، وشخصيات ممثلة للديانات المسيحية واليهودية وأيضا جمعيات إسلامية في المنطقة. واعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، عبد الله بوصوف، في تصريح خاص ب«الاتحاد الاشتراكي» أمس الاربعاء أن هذا الاحتفال هو ثمرة لجهود دامت أزيد من 15 سنة لكل من الجالية المسلمة المقيمة في مدينة ستراسبورغ، التي تشكل الجالية المغربية جزءا مهما منها، والسلطات العمومية في هذه المدينة التي لم تتوان عن تقديم الدعم لإنجاز هذه المعلمة الدينية والتاريخية. وقال بوصوف، وهو مسؤل سابق عن مسجد ستراسبورغ، أن الوضع الخاص الذي تعيشه مدينة ستراسبورغ حيث جعل منها القانون التوافقي الذي تتبناه منذ فترة حكم نابليون، مدينة لتعايش الحضارات وعنوانا لتسامح الديانات، جعلها تستفيد من تمويل المؤسسات العمومية بلغ حوالي 26 في المائة من قيمة المشروع، فيما ساهم المغرب في المشروع بتمويل تجاوز 50 بالمائة من التكلفة. وأشار بوصوف، المساهم في إنجاز هذا المشروع، الذي تم إطلاقه عام 1998، إلى أن التقارب بين الاسلام والديانتين المسيحية واليهودية بستراسبورغ، كان مصدرا لمساندة قساوسة وأحبار لمطلب المسلمين بناء مسجد بستراسبورغ من خلال توقيعهم على نداء. وللإشارة، فقد استوحى المهندس الإيطالي باولو بورتوغيزي تصميم المسجد، الذي بني على مساحة تقدر بأزيد من 10 آلاف متر مربع منحتها سلطات الألزاس لجمعية المسجد، من قناطر نهر «إيل» الذي يرفد من نهر «الراين»، وقال بوصوف في هذا الصدد «إن المسجد سيكون قنطرة بين الحضارات وواجهة مهمة لإسلام يتلاءم بشكل إيجابي مع محيطه الاوربي، وواجهة للتعريف بالنموذج الديني المغربي، المبني على التسامح».