اهتمت الصحف العربية اليوم السبت بالعلاقات المصرية الأمريكية، والتسريبات الروسية بمقتل زعيم تنظيم (داعش) "أبوبكر البغدادي" في الرقة، ومصادقة مجلس النواب اللبناني على قانون الانتخابات النيابية، وتردي الوضع الصحي في اليمن، والأزمة القطرية الخليجية. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان " مصر وأمريكا" عن العلاقات الأمريكية المصرية وأكدت أن هذه "العلاقات الإستراتيجية القوية " تكتسي أهمية كبري للجانبين اللذين يحرصان على تأكيد استمرارها والارتقاء بها في مختلف المجالات والوصول بها إلي آفاق أكثر رحابة وعمقا، فكلتا الدولتين ، تضيف الصحيفة، تدرك أهمية الأخرى، سواء على الصعيد العالمي والدولي أو الاقليمي، "حيث تدرك أمريكا مكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة، وأنها حجر الزاوية والركن الركين لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط"، وأكدت أن الولاياتالمتحدة تدرك لذلك أنها يمكنها أن "تعول كثيرا على دور القاهرة الريادي وقدرتها علي الإسهام في القضاء علي الصراعات والنزاعات القائمة بين دول المنطقة والسيطرة عليها، ومن جانبها تدرك القاهرة دور أمريكا التي تمثل القوة الكبرى وتأثيرها على المستوى العالمي"، مبرزة حرص الجانبين على تمتين هذه العلاقات على جميع المستويات واستمرار التنسيق والتشاور فيما بينهما بشأن جميع القضايا الإقليمية والدولية. أما جريدة (الأخبار) فأشارت في مقال لها إلى تأكيد فولكر كاودر زعيم الأغلبية في البرلمان الألماني أن استقرار مصر يصب في مصلحة ألمانيا ، وأهمية دعم جهودها لمكافحة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن "بلاده تتفهم القرارات العربية الأخيرة ضد قطر "، ومطالبا بحوار عميق بين الدول العربية للنظر فى انتشار الأفكار الدينية المتطرفة ومحاولة كبح جماح مثل تلك الأفكار. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أنه سواء صدقت التسريبات الروسية بمقتل زعيم تنظيم (داعش) "أبوبكر البغدادي" في الرقة، أو لم تصدق، فإن هذا الأمر لن يغير من الواقع شيئا، إلا من باب الاحتفاء بالعملية فقط، مشيرة في مقال لها إلى أن الذي لا يفهمه الروس ولا الأمريكان، أن مقتل شخص في موقع قيادي، مثل ابن لادن أو حتى البغدادي، قد يهز بنية هذه التنظيمات، ويؤثر عليها، عملياتيا أو ميدانيا، لكن هذه التنظيمات بسبب بنيتها التنظيمية والفكرية، قادرة على توليد بدلاء. وأضافت أنه إذا أراد العالم معالجة ملف (داعش)، والتنظيمات الشبيهة له، فإن أمامه حلولا كثيرة، من أبرزها معالجة المسببات التي يستثمرها التنظيم لحشد الأنصار، إضافة إلى أنه ثبت حتى الآن أن أي إنهاء للتنظيم، يجب أن يرتبط بتجفيف الدعم المالي والعسكري. أما صحيفة (الرأي)، فكتبت في مقال بعنوان "صراع الحضارات"، أن الخوف والرعب وقطع الرؤوس وقتل الأطفال والبشر بلا سبب نتيجة الفكر التكفيري، هي ثقافة غير إنسانية وغير حضارية يشهدها العالم اليوم أبطالها من الجهلة في الدين والفكر والإنسانية صنعتهم مراكز دولية وإقليمية لأغراض سياسية. واعتبرت الصحيفة أن ما نشاهده اليوم من أحداث وعمليات إرهابية في لندن وغيرها من الدول الأوروبية "هو جزء من المخطط الشيطاني لكي تأخذ الشعوب الأوروبية المتحضرة موقفا عدائيا ضد العرب والمسلمين نتيجة هذه الأفعال البشعة وهذه الحضارة المصطنعة لأنها تتناقض تماما مع الثقافة والحضارة الأوروبية". وفي الشأن المحلي، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "الحكم المسبق على التعديل الوزاري"، أن الحكم المسبق على التعديل الأخير الذي لم يكتمل بعد، من جانب الناشطين والمهتمين بالشأن العام، جاء على هذا النحو لقناعتهم بأنه يجب أن يشمل وزراء آخرين، مشيرة إلى أن أغلبية المواطنين لا يعنيهم أبدا اسم وشخص الوزير، بل ما يهمهم بالدرجة الأولى هو انعكاس أي تعديل أو تغيير حكومي على مستوى حياتهم، ونوعية الخدمات المقدمة لهم. وأضافت الصحيفة أنه استنادا لتجارب الناس مع التعديلات المتكررة على تشكيلة الحكومات، تشكلت لديهم خبرة سلبية، تؤهلهم لإصدار حكم على التعديل حتى قبل إتمامه، ومعرفة أسماء الوزراء الجدد، "وأصبحنا اليوم إزاء حالة متراكمة من فقدان الثقة بالمؤسسات؛ حكومات وبرلمانات، يدفع ثمنها من يأتي من المجتهدين للمناصب الرسمية"، مشيرة إلى أن السبب الآخر الذي يعزز مشاعر اليأس والإحباط، هو عجز الجهات التنفيذية عن ترجمة أوامر التغيير والإصلاح، واختلاق الأعذار والحجج "القانونية" لعدم تنفيذ البرامج والخطط. وبلبنان، اهتمت الصحف بمصادقة مجلس النواب أمس على قانون الانتخابات النيابية، إذ علقت (الديار) بالقول إن القانون ولد بعد ثمان سنوات و96 شهرا من المناقشات والاقتراحات وآلاف الاجتماعات والمداولات والدراسات واقتراحات المشاريع، وما تخلل هذه السنوات من خلافات وفراغ امتد لسنتين في رئاسة الجمهورية وأدى الى شلل عام في عمل المجلس النيابي والحكومة انعكس على البلد كله، ودفع ثمنه اللبنانيون من اعمالهم ومشاريعهم ومصادر رزقهم واستثماراتهم بالتزامن مع ازمة اقتصادية خانقة جعلتهم يعيشون في ظروف سيئة وقاسية. وقالت إن هذا القانون ولد وهو "لم يلب طموحات أحد"، مشيرة الى أنه تعرض للانتقادات حتى من الذين أشرفوا على ولادته "في غرفة العناية الفائقة"، موضحة أن "طباخي" هذا القانون يجمعون على أنه "معقد جدا" ويحتاج الى ندوات ومحاضرات لكي يتم استيعابه من قبل المرشحين والناخبين. وأشارت الى أنه وبعد ولادة القانون بدأت التحضيرات للانتخابات (مقررة في ماي 2018) من قبل اللاعبين الكبار(...)، معلقة أن البعض قد يستعين بمراكز دراسات واحصاءات، لاجراء مسح شامل في مناطق نفوذهم يستدعيها هذا القانون. أما (اللواء) فقالت إن صفحة طويت، وفتحت صفحة جديدة، في 16 يونيو 2017 ، حيث أقر قانون النظام النسبي للانتخابات بالإجماع، وبمادة وحيدة، بعد اعتراضات، ونبرات مرتفعة، في شطب عبارات من محضر المصادقة عليه. وأبرزت أنه وبالرغم من هذا التطور، الذي وصف بالتحول السياسي في النظام الانتخابي اللبناني علي الرغم مما يشوبه من "ثغرات قاتلة وغامضة وغير مفهومة حتى من الجهات المعنية بتطبيقه أو التي تبنته"، أكدت الصحيفة أن "البلاد تجاوزت أزمة مصير جراء التسوية التي ولدت، وأدت الى اقرار هذا القانون. وقالت إن المؤيدين والمعارضين، اعتبروا أن اليوم يوم آخر، وانصرفوا إلى "الرياضة الانتخابية" سواء في الداخل والخارج، بحثا عن التحالفات المكتسبة لإعادة تكوين اللوائج الكبرى، على غرار ما هي عليه الحال، في المجلس الحالي، الذي تنتهي ولايته الجديدة بعد أقل من 11 شهرا. من جهتها علقت (الأخبار) بالقول، كأي شيء في لبنان، مر قانون الانتخابات الجديد على النحو الذي شعر معه الجميع بأنه "هرب" تهريبا، وهو نفسه الانطباع الذي خرج به الصحافيون والنواب أمس من البرلمان، قائلة إنها المرة الأولى التي يتساوى فيها أهل السلطة والصحافة. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن "المملكة في المفهوم الجيوسياسي هي العمق الاستراتيجي لكل دول الخليج، وأن واقع المساحة والديموغرافيا والامتداد الطبوغرافي يقول ذلك"، مؤكدة أن "المنعطفات التي مرت بها المنطقة خلال تاريخها أثبتت أن المملكة طالما لعبت دور الشقيق الأكبر ضمن إطار المحددات السيادية لكل بلد". وفي هذا الإطار، أشارت الافتتاحية إلى أن المملكة "طالما وضعت في كل مداولاتها مع البلدان الأخرى مصلحة دول الخليج في ذات المرتبة التي تضع فيها مصلحتها، ذلك لأن القضية بالنسبة لها قضية أمن وطني وإقليمي في نفس الوقت، سواء الأمن الاقتصادي أم العسكري، ولأن أي إضرار بأي جزء من الخليج إنما هو إضرار بالخليج كله، بما فيه المملكة". وفي الشأن اليمني، سلط مقال في صحيفة (الجزيرة) الضوء على تردي الوضع الصحي في اليمن، مشيرا إلى أنه "في أقل من عام واحد، ظهر وباء الكوليرا في اليمن، مؤشرا على انهيار المنظومة الصحية والوقائية في البلاد التي تعيش صراعات سياسية وانقسامات حادة، من أجل الاستحواذ على سلطة هذه البلاد المصابة بالأوبئة". وأضاف كاتب المقال أن "اليمن أمضى خمسين عاما ليكتب هذا الفصل من زمن الكوليرا، زمن تسطو فيه المليشيات على العلاج، وتبيعها على المعدومين في مستشفيات متهالكة لم تعد قادرة على الصمود أمام كل هذا الطغيان الحوثي" مؤكدا أن اليمن "لن يخرج من أمراضه وأسقامه حتى يدرك المتصارعون على سلطة الحكم أن هناك ملايين من البشر يدفعون الثمن رخيصا ورخيصا جدا". وفي موضوع آخر، أوردت يومية (الرياض) مقالا توقع كاتبه أن يشهد الاقتصاد العالمي في عام 2018 أزمة اقتصادية تتعدى أزمة 2008، مبرزا بعض مؤشرات تلك الأزمة المحتملة، منها ارتفاع حجم الأموال التي يقدمها الوسطاء والسماسرة في إجمالي الاستثمارات في سوق الأسهم إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى تضخم الاقتصاد الوهمي وقرب انفجار الفقاعة. وأكد المقال على أن "الثورة الصناعية الرابعة القادمة سوف تكنس الاقتصاد العالمي، وأن أداتها المجربة سوف تكون الأزمة التي سوف تعيد خلط الأوراق. فالبلدان التي تستمد قوتها من الاقتصاد القائم في الوقت الراهن ربما لن تحتفظ بنفس الموقع بعد انتهاء الأزمة. وقد تكون الصين على رأس المتضررين". وبالإمارات،كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها،عن صفقة الأسلحة التي سيتم بموجبها، بيع الدوحة، طائرات عسكرية أمريكية، منتقدة احتفاء الإعلام القطري بهذه الصفقة واعتباره إياها " مؤشرا على دعم الولاياتالمتحدة للسياسات القطرية في المنطقة" . وقالت الصحيفة إن هذه الصفقة لا تعني تراجع الولاياتالمتحدة عن موقفها من قطر، و"لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على التوافق الخليجي الأمريكي" بشأن سياسات قطر المزعزعة لاستقرار المنطقة، كما لا تؤثر على الموقف المشترك من إيران و"سياساتها التخريبية في المنطقة"، مؤكدة أنه على الدوحة أن تعيد مراجعة حساباتها. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الأزمة الخليجية الحالية تعد "الامتحان الحقيقي الأول الذي يواجه مسيرة مجلس التعاون"، معتبرة أنه رغم القناعة بقدرة دول المجلس على تجاوز هذا الامتحان "العسير"، فإنه لا يجب التهوين من صعوبته وخطورة انعكاساته على مسيرة المجلس على المدى القريب والبعيد أيضا. وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان: "مجلس التعاون أمام الامتحان الأخطر"، أن دول مجلس التعاون الخليجي جميعها معنية بهذا الخلاف ومسؤولة أيضا عن العمل والتحرك من أجل احتوائه ومنع تطوره إلى مستوى أعلى مما هو عليه الآن، مشددة على أن دول المجلس معنية قبل غيرها بتفعيل تحركاتها من أجل هذا الهدف، ذلك أنه "رغم تدخل أطراف إقليمية ودولية لاحتواء هذا الخلاف، فإن دول المجلس هي الأقدر على تحقيق ذلك". وترى الصحيفة أنه رغم جدية الخلافات وخطورة الأوضاع، فليس أمام دول مجلس التعاون الخليجي من خيار سوى العمل بكل طاقتها من أجل الحفاظ على هذه المنظومة التوحيدية وعدم التفريط بالإنجازات الكثيرة والكبيرة التي تحققت على مدى أكثر من ثلاثة عقود استطاعت دول المجلس من خلالها أن "تثبت نفسها رقما مؤثرا على المستويين الإقليمي والدولي، فالكيان الخليجي وجد ليبقى، لكن دون الالتفاف على الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه الأزمة الخليجية الأولى من نوعها في عمر المجلس ومعالجتها". وفي مقال بعنوان: "ألاعيبهم المفضوحة"، قالت صحيفة (الوطن) إن "إيران لا تزال تمارس كل الأخطاء والتجاوزات التي تجعلها منبوذة، وبالتالي لا يمكن لأحد أن ينحاز إليها أو يعمل معها أو حتى يتعاطف معها"، متسائلة: "ماذا أكثر من محاولتها المستمرة لتصدير الثورة؟ وماذا أكثر من قيامها بتدريب أبناء جيرانها ومساعدتهم على التمرد على قياداتهم؟ وماذا أكثر من العمل الإعلامي المسيء لبعض دول مجلس التعاون؟". وكتبت الصحيفة أن "إيران محاصرة ومنبوذة من كل دول المنطقة وهي تفكر ليل نهار في طريقة تخرج بها من هذا الواقع الذي يهمشها"، مشيرة إلى أن جيرانها يدركون هذه الحقيقة ويعرفون جيدا أنها "إنما تريد أن توجد لنفسها مكانا لتسيطر بعد قليل على كل شيء، لذا فإن كل هذه الدول لا تتفاعل مع دعوتها ولا تنصت إليها، وبالتأكيد فإنها لا تصدق كل ادعاءاتها والاتهامات التي توجهها إلى جيرانها، وخصوصا السعودية التي تعرف كل ألاعيب هذه الجارة الضارة وكل نواياها". وفي قطر، وتحت عنوان "سلامة الموقف القطري" من الأزمة الخليجية، كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الدبلوماسية القطرية "نجحت"، مستدلة على ذلك بما وصفته ب" حالة الزخم الدبلوماسي الواسع الذي تشهده الأزمة"، ومعتبرة أن الدوحة أصبح محور ومركز هذا الزخم المتمثل في "اتصالات على مدى الساعة (..) من الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الدولي عارضة الوساطة لتطويق الأزمة وطي صفحتها". وعلى صعيد آخر، أشارت الصحيفة الى أن "التداعيات الأخيرة برهنت، بما لا يدع مجالا للشك، على قوة ومتانة العلاقات القطريةالأمريكية"، مستشهدة على ذلك بتوقيع الطرفين على صفقة شراء مقاتلات (ال اف 15) الأمريكية وبالتدريبات العسكرية المشتركة الجارية حاليا بين القوات البحرية الأميرية القطرية والقوات الأمريكية. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية لها أن "الرؤى السياسية، التي قدمتها العديد من الدول الكبرى ذات الثقل، أجمعت على أهمية العمل على حل الأزمة الخليجية بالتفاوض والحوار الدبلوماسي للحفاظ على استقرار منطقة الخليج العربي".