كشفت منظمة "ماتقيش ولدي" أن عدد الحالات التي يتم تسجيلها بخصوص تعرض الأطفال لاعتداءات جنسية في ارتفاع مستمر عما كانت عليه. وأوضحت المنظمة الحقوقية التي تعنى بالأطفال، في ندوة عقدت بالدار البيضاء، أنها تتلقى على مستوى العاصمة الاقتصادية لوحدها حوالي خمس حالات وشكايات تتعلق بتعرض الأطفال لاعتداءات جنسية. وأشارت نجاة أنور، رئيسة المنظمة في مداخلتها، إلى أن مدينة أكادير تتلقى يوميا حالة أو حالتين تتعلقان بتعرض الأطفال للاغتصاب. واعتبرت أنور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الأمر يدل على أن "الظاهرة في تزايد مستمر، ويظهر أيضا أن الأسر صارت تعي بأهمية التبليغ عن تعرض أبنائها لاعتداءات جنسية". وشددت رئيسة المنظمة على أن ظاهرة التبليغ عن هذه الاعتداءات أضحت اليوم في تزايد؛ ذلك أن أقارب الضحايا باتوا يستشعرون أهمية الكشف عن مغتصبي أبنائهم من أجل معالجتهم وكذا معاقبة الجناة، وتفادي وقوع حالات أخرى. وسجلت الجمعية التي تعنى بالأطفال، حسب رئيستها، أن عدد الحالات التي تم تسجيلها يأتي تزامنا مع انطلاق المسلسل التركي "سامحيني" الذي يبث على القناة الثانية مساء كل يوم. وفي هذا السياق، أوردت أنور أن غالبية الأمهات اللواتي تتابعن هذا المسلسل لا تكترثن لأبنائهن، إذ تنشغلن بمتابعته وترك الأطفال يخرجن إلى الشارع وبالتالي تعرضهن للاغتصاب في أقبية العمارات من لدن "البيدوفيليين" الذين يستغلون خلو الأحياء والعمارات في هذه الفترة لممارسة نزواتهم الجنسية. إلى ذلك، أكدت المنظمة، حسب التقديم الخاص بدليل التكفل بالأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية الذي أطلقته باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية، أنه يعد "دعوة لسد الفراغ في مسار استقبال ضحايا الاستغلال الجنسي"، مؤكدة أن الهدف هو "تعميم هذه العدة وأن تستخدم كأداة بيداغوجية لفرق الاستقبال بالمستشفى العمومي وغيره". وبعد أن أكدت "ماتقيش ولدي" أنها لا تسعى إلى أن تكون بديلا للفرق الطبية العمومية، دعت الآباء والأقارب إلى "التوجه إلى فرق خلايا المرأة والطفل للتكفل بالضحايا، خاصة في حالة الاعتداء الحديث دون تنظيف الطفل أو تغيير ملابسه، قصد الإبقاء على حظ التعرف على المعتدي عليه ومواجهته بأدلة علمية يتعذر دحضها".