في الوقت الذي أعلنت فيه الجزائر، قبل أيام، أنها ستستقبل اللاجئين السوريين العالقين على حدودها مع فكيك، لا يزال هؤلاء محتجزين في مكانهم في وضع مأساوي يفتقدون فيه إلى الأكل والماء خلال الشهر الفضيل، وتحيط بهم الأفاعي والعقارب. قضية اللاجئين السوريين أضحت قضية سياسية بالدرجة الأولى؛ فبعد أن أثارت الجزائر ضجة إعلامية بشأن استقبالها لهؤلاء كان شرطها أن يدخلوا أراضيها عبر المعبر الحدودي بني ونيف، وهو ما يعني في القانون الدولي، وكما هو متعارف عليه سياسيا، أن اللاجئين تعرضوا للطرد من المغرب، لترفض المملكة هذا الأمر على اعتبار أن "اللاجئين ليسوا على أراضيها". واستغل حوالي 26 لاجئا ضمن المجموعة الظروف التي طغت على المنطقة عقب إعلان الجزائر ليتمكنوا من التسلل إلى المغرب والهرب إلى كل من بوعرفة ووجدة، إلا أن السلطات الأمنية استطاعت أن تمسك بعشرة منهم وتعيدهم إلى المنطقة التي أتوا منها قرب فكيك، وتشدد عقبها الحراسة ليصل الأمر حد منع السكان من تزويدهم بالأكل والشرب. الدكتور زهير الهنا، الذي يتابع قضية اللاجئين أولا بأول، انتقد الأوضاع التي يعيشونها، قائلا: "إنهم في حالة مزرية، خاصة أنه منذ حوالي أربعة أيام منعت عنهم السلطات حتى الأكل الذي كان يحمله لهم سكان فكيك". وأكد الهنا أن السلطات كانت تتسامح بداية مع الساكنة وتسمح لها بالوصول إلى اللاجئين، إلا أنه عقب حادثة التسلل عملت على ضبط الحدود أكثر، مؤكدا أن اللاجئين يعيشون حاليا بدون طعام ولا ماء. وأضاف الهنا: "الجزائر بعد الضجة الإعلامية التي أثارتها، تراجعت لتتركهم في هذا الوضع المأساوي". يذكر أن قضية اللاجئين السوريين تعود إلى 18 من أبريل الماضي، بعدما وصل فوجان إلى مدينة فكيك عبر الحدود الجزائرية، قبل أن تقوم السلطات بمحاصرتهم وإعادتهم إلى الموضع الحدودي الذي نفذوا منه، لتندلع بعد ذلك حرب بيانات واتهامات بين البلدين الجارين. وسبق أن أكد مسؤول في "مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين" في المغرب أن الأمر يتعلق بمجموعتين للاجئين تضمان 55 فردا، بينهم 20 امرأة، اثنان منهن في مراحل الحمل الأخيرة، و22 طفلا. وضعت امرأة مولودا في المنطقة الحدودية مساء 23 أبريل، وليس معروفا إن كانت قد حصلت على مساعدة طبية أم لا.