تستمر معاناة النازحين السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية لتفوق الشهرين. وأكد ناشط حقوقي بفكيك أن أوضاعهم بدأت تشتد، خصوصا بعد مرض الأطفال واستمرار هجوم الأفاعي والعقارب عليهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ونقل ناشط "فيسبوكي" صورا لأطفال علّق عليها بالقول: "بدأت الأمراض تفتك بالأطفال الصغار ولا من يرحمهم"، فيما أكد آخر مرض "أبو إياد"، أحد السوريين المحتجزين الذي كان بمثابة الناطق باسم هؤلاء عن طريق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ إذ كان ينشر فيديوهات بشكل مستمر تنقل الأوضاع بالمنطقة الحدودية. وأشار المصدر نفسه إلى أن "أبو إياد" في حالة صحية صعبة ولا يستطيع زيارة الطبيب أو حتى الحصول على الدواء، زيادة على انقطاع المياه والأكل عنهم. وبحسب المصدر نفسه، فإن عدد النازحين السوريين العالقين بالحدود المغربية الجزائرية قد قلّ عقب تمكن حوالي 26 فردا منهم من الهرب والتسلل إلى مدن وجدة وبوعرفة للالتحاق بأقاربهم هناك، فيما تمكنت السلطات الأمنية من إلقاء القبض على عشرة منهم وأعادتهم إلى المنطقة الحدودية حيث لا يزالون عالقين مع باقي أفراد المجموعة. يذكر أن قضية النازحين السوريين أضحت قضية سياسية بالدرجة الأولى. فبعد أن أثارت الجزائر ضجة إعلامية بشأن استقبالها لهؤلاء، كان شرطها أن يدخلوا أراضيها عبر المعبر الحدودي بني ونيف، وهو ما يعني في القانون الدولي، وكما هو متعارف عليه سياسيا، أن النازحين تعرضوا للطرد من المغرب، فرفضت المملكة ذلك على اعتبار أن "النازحين ليسوا على أراضيها"، لتتراجع الجزائر في الأخير عن فكرة استقبالهم وتتركهم عالقين بالمنطقة الحدودية. وتعود قضية النازحين السوريين إلى ال 18 من أبريل الماضي، بعدما وصل فوجان إلى مدينة فكيك عبر الحدود الجزائرية، قبل أن تقوم السلطات المغربية بمحاصرتهم وإعادتهم إلى الموضع الحدودي الذي ولجوا منه، لتندلع بعد ذلك حرب بيانات واتهامات بين البلدين الجارين. وسبق أن أكد مسؤول في "مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين" في المغرب أن الأمر يتعلق بمجموعتين للنازحين تضمان 55 فردا، بينهم 20 امرأة؛ اثنان منهن في مراحل الحمل الأخيرة، و22 طفلا. وقد ضعت امرأة مولودا في المنطقة الحدودية مساء 23 أبريل الماضي، وغير معروف إن كانت قد حصلت على مساعدة طبية أم لا.