بخلاف السنوات الماضية عندما كان عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة، وكانت الأضواء تسلط كثيرا عليه عند حلوله بضريح محمد الخامس بحي حسان الرباطي، لم يحظ اليوم زعيم حزب العدالة والتنمية بتلك الهالة المألوفة. واكتفى بضعة أشخاص بطلب التقاط صور مع رئيس الحكومة السابق، ولم يتجمهر حوله الناس كما كان من قبل، وهو ما دفع البعض إلى تبرير ذلك بأن "الأيام بدّالة"، وبأن سنّة الحياة تقتضي تسليم المشعل إلى غيره. وبدت "نجومية" بنكيران كأنها انطفأت مقارنة مع السنوات التي كان يتقلد فيها مسؤولية الحكومة، وكانت ضحكاته تجلجل المكان، والكثيرون يتهافتون على الاقتراب منه والتقاط صور برفقته، وسماع آخر نكته. "تغير الوضع الآن والكرة لم تعد بأقدام بنكيران، لهذا لم يعد هو النجم الأوحد في شباك التذاكر"، يقول معلقون ظرفاء بشأن وصول بنكيران إلى ضريح محمد الخامس ومغادرته دون التقاط صور رفقة أعضاء حزبه. في المقابل، حظي عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني مدير إدارة مراقبة التراب الوطني، بكثير من الاهتمام والفضول من طرف المصورين والحاضرين في ضريح محمد الخامس. وشوهد الحموشي وقد استوقفه شرطي سابق، عندما كان رفقة مسؤولين أمنيين كبار، بدا وهو يهمس له بمشكلته، ويتأبط ملفا تحت ذراعيه، فأنصت إليه مدير الأمن بإمعان واعدا إياه بالنظر في ملفه. وليس أقطاب الأمن وحدهم من حضروا إلى ضريح محمد الخامس للترحم على روح "محرر البلاد"، ولكن أيضا رجالات الجيش بشتى ألوانهم ورتبهم، وعلى رأسهم الجنرال دو ديفيزيون عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وضباط كبار آخرون. واختار الفريق الحكومي أن يخلد حضوره إلى ضريح محمد الخامس بالتقاط صورة جماعية له، يتقدمه سعد الدين العثماني، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، فيما شوهد إلياس العماري، زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، وهو يتجاذب أطراف الحديث مع قياديين من حزب الاتحاد الاشتراكي.