قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إنه مع كل ما تعرض له النبي ﷺ من إيذاء من جانب قريش، سواءً كان معنويًا أو ماديًا، إلا أنه كان حريصًا على الابتعاد عن العنف. وأضاف في عاشر حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، أن "النبي ﷺ لم يستغل ما تعرض له من إيذاء في إظهار عقدة الاضطهاد، كما تفعل الآن تيارات دينية، فلم يشْكِ يومًا مما وقع عليه من ظلم، ولم يكن دافعًا له للانتقام من قريش، لم يأمر أحدًا من الصحابة على سبيل المثال بقتل أبي جهل، وهو أعدى أعداء الإسلام، رغم محاولته قتله ذات مرة بالكعبة؛ لأن منهجه كان رافضًا للعنف، لذا فهو بريء من كل من يستخدم العنف باسم الإسلام". وأشار خالد إلى أنه "كلما زاد إصرار النبي ﷺ على الاستمرار في دعوته، توسعت قريش في إلحاق الأذى به، وبينما كان ساجدًا عند الكعبة، وضع بردة عقبة بن أبي معيط على ظهره أحشاء جمل نافق، فما استطاع أن يقوم حتى جاءت ابنته فاطمة، فأزالت الوسخ عن ظهره، وأكمل صلاته وسلم، فلما فرغ وجدها تبكي فقال: لا تبك يا بنية، فإن الله ناصر أباك". ولفت خالد إلى أنه مع كل ما تعرض له الصحابة من تنكيل وإيذاء بلغ حد قتل السيدة سمية بطريقة بشعة على يد "أبو جهل"، بعد أن رفضت سب النبي ﷺ، إلا أن أحدًا من الصحابة لم يرد بقتله، ولم يقم النبي وأصحابه بالتخطيط للانتقام منه بشكل سري داخل "دار الأرقم بن أبى الأرقم"، مفسرًا ذلك بأن "النبي كان صاحب مؤئولية كبيرة يخشى من توابع رد فعل عمل كهذا على بلده، إن اندلعت حرب أهلية بين أصحابه وقريش، فضلاً عن كونه نبي السلام". وروى كيف أن إعرابيًا طلب من النبي أن يستعيد له أموالاً من "أبوجهل" كان قد استولى عليها، فقال له النبي ﷺ: قم معي، فذهب النبي وطرق باب أبوجهل، وقال له أخذت من الرجل مالاً، قال: نعم، قال: رد للرجل ماله، فدخل وأحضر النقود، فقالت قريش لأبوجهل: ما رأيناك إلا ذليلاً بين يدي محمد، فقال لهم: والله رأيت وراء محمد فحل أبل لو لم أعط الرجل ماله لأكلني". وعلق خالد على الأمر، قائلاً: "ظهر فحل الإبل هنا ولم يظهر عندما حاول أبوجهل خنق النبي ﷺ، لتعلم أن فعل الخير لا بد أن يعينك الله عليه، أما في الواقعة الأخرى فلم يظهر لتتعلم الإصرار على الرسالة".