قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إنه لا صحة لما يردده المتشددون من أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من أسس لفكرة العمل السري في الإسلام. وأضاف خالد، في تاسع حلقات برنامجه الرمضاني: "نبي الرحمة والتسامح"، أن "ما حصل هو أن قريش بدأت في استفزاز الصحابة وبينهم شباب، فأمرهم أن يصلوا في الشعاب، خارج مكة، وهو ما اعتبرته التيارات المتشددة دليلاً على لجوء النبي إلى العمل السري، لكن الأمر ليس كذلك، فلم يكن يرغب في الصدام معهم، فبدأت مجموعة من قريش تضرب الصحابة أثناء الصلاة، الأمر الذي دفع سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى ضرب واحد منهم بالقوس فشج رأسه، وهو ما أغضب النبي من سعد وقال له: "لم نؤمر بذلك يا سعد". وتابع: "ظل الاستفزاز يتزايد، ففكر النبي في طريقة تحمي الصحابة من الاحتكاك بقريش، وهذه مسؤولية الكبار بإبعاد الشباب المليء بالحماس ومن يستهل استفزازه عن عوامل الاحتكاك، فتصرف النبي تصرف المحب لوطنه، وقرر جمع الصحابة في بيت واحد منهم، دار الأرقم بن أبى الأرقم، وهو شاب من بني مخذوم، كان بيته يبعد بحوالي 300 متر فقط عن الحرم، فكيف إذًا تكون دارًا للاجتماعات السرية"؟ واستدرك: "هكذا استمر الحال لمدة 10 سنوات، فلم تحدث حالة صدام واحدة في مكة، وأصبحت دار الأرقم بن أبي الأرقم أول مدرسة علمية لبناء إنسان متكامل، كان النبي يؤسس فيها لفكرة السلام، ولتربية الصحابة على السلام وعدم الصراع. فيها نزلت سورة العصر للتأكيد على قيمة العمل الجماعي "إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا"، فيها نزلت سورة التين.. لماذا التين والزيتون؟ لأنهما أكبر شجرتين معمرتين.. سمعها عثمان وعبد الرحمن بن عوف فنمت التجارة، نزلت فيها سورة الروم.. "غلبت الروم وهم من بعد غلبهم"، من أجل إحداث توازن القوى العالمية.. سمعها عمر وأبو بكر.. السياسة العالمية". وأشار إلى أنه في تلك الدار كان يقول النبي لأصحابه: "لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم. أفشوا السلام بينكم".. "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، لافتًا إلى أن "دار الأرقم كانت لتقوية الصبر والإيمان والقرب من الله، وهي أول أكاديمية علمية خرجت عظماء أبطال: علي وسعد وطلحة وأبو عبيدة.. رجال أعمال: عثمان وعبد الرحمن، ساسة وإدارة: أبو بكر وعمر، مبدعين: بلال".