اعتبر أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الريف"، أن اعتقال ابنه خطط له قبل يوم الجمعة المنصرم، موردا أن الاستعدادات لتوقيفه تمت قبل ذلك التاريخ، معتبرا أن ما وقع في صلاة الجمعة كان ذريعة لإنهاء نشاط إبنه ناصر، وفق تعبيره. وأكد الزفزافي الأب في حوار بالصوت والصورة يبث لاحقا بهسبريس، أن التهم التي سيتابع ابنه دليل على أن واقعة المسجد لم تكن سوى ذريعة، وقال: "التهم التي ستلفق لابني تؤكد صحة ما قلته وما أعتقده". وعن واقعة احتجاج ابنه أثناء الصلاة ، قال الأب إن ناصر لم يكن يرغب في الصلاة هناك، وكان ينوي قصد المسجد العتيق وسط المدينة؛ "لكنه فوجئ بشباب الحي يغادرون الجامع. وعند سؤالهم، أخبروه بأن الإمام يخوض في أمور سياسية وينتقد الحراك". وأضاف المتحدث: "ولج ناصر للتأكد مما قيل له باعتباره قائد الحراك، أو بالأحرى أحد نشطائه، ليجد فعلا أن الإمام ينتقد احتجاجات الشارع"، واسترسل: "فعلا، ناصر مندفع؛ ولكنه على حق". وأورد أحمد الزفزافي أن القوات كانت موجودة ومستعدة، موردا أنه بعد واقعة المسجد شرعت في مداهمة المنزل وتكسير الباب، وزاد: "أغمي على زوجتي وتم نقلها إلى المشفى، حيث أدخلت إلى غرفة الإنعاش، ومباشرة بعد عودتي وجدت أن البيت قد خرب من لدن عناصر أمنية لا أعرف إن كانت من الفرقة الوطنية أو من شرطة الحسيمة". وشدد المتحدث على أن الأمنيين صادروا متعلقاته الشخصية وهاتفين في ملكيته، وكل حاجيات ناصر من كتب وصور وغير ذلك، وزاد: "ما وقع لم نعشه حتى في ستينيات القرن الماضي؛ ولكن أش يدير الميت قدام غسالو؟". وعن معيش الأسرة، قال الزفزافي الأب إنه اشتغل مع الدولة لمدة 41 سنة دون أن يستفيد من أي امتيازات، مشددا على أنه يعيش ب"البركة مثل الصرار"، وأضاف: "أنا أب لأربعة أبناء، والواقع المرئي يوضح الوضع.. حتى ناصر لم يكن يعمل في الآونة الأخيرة؛ ولكن سبق له أن اشتغل كنادل وحارس خاص وفي محل لبيع الهواتف المحمولة". "القانون مورس علينا فقط؛ ولكن الطرف الآخر لم يطبق عليه.. لقد اعتقلوا ابني دون أن يخبروني عن مكان وجوده، وحدسي يخبرني بأنه ستلفق له تهم خطيرة، بالرغم من أنه بريء من كل ذلك" يقول الأب، قبل أن يضيف: "حتى واقعة المسجد هو بريء منها؛ لأن الإمام كان يسب ناصر ونشطاء الحراك، ويحرض ضدهم، ويتهمهم بالفتنة والتخريب، وهذا افتراء بشهادة العالم".