انصب اهتمام الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية على الخلافات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا حول العديد من القضايا، وعلى الصعوبات التي يواجهها الجمهوريون لإلغاء واستبدال (أوباماكير)، علاوة على انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين بكندا. وهكذا، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلصت بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات عبر الأطلسية أن أمريكا الرئيس ترامب لم تعد شريكا يمكن لبلادها أن تعتمد عليه. وأوضحت الصحيفة أن هذا الموقف جاء غذاة اللقاءات الصعبة التي جرت خلال الأيام الأخيرة مع دونالد ترامب في مجموعة السبع وبحلف شمال الأطلسي، حيث انتقد رئيس الولاياتالمتحدة حلفاءه في المنظمة بالنظر إلى مساهماتهم المالية غير الكافية بالنسبة له لميزانية التحالف العسكري، رافضا تأكيد عدم انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق بارس حول المناخ. وأبرزت الصحيفة أن تصريحات ميركل تمثل تغيرا "مزلزلا" في العلاقات عبر الأطلسية، حيث أصبحت ألمانيا قوة مهيمنة بشكل متزايد، بينما أضحت الولاياتالمتحدة أقل استعدادا للتدخل في الخارج. وفي سياق متصل، اعتبرت يومية (واشنطن بوست) أن المستشارة الألمانية دشنت فصلا جديدا في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وأوروبا بعد اجتماعات خلافية مع الرئيس ترامب الأسبوع الماضي، داعية أوروبا إلى أن تأخذ من الآن فصاعدا مصيرها بيدها. وتابعت أن هذا الأمر شكل الاختبار الصعب لرحلة ترامب إلى أوروبا، والذي خلق توترات بعد أن دخل في خلافات مع قادة أقرب حلفاء واشنطن وأقدمهم حول العديد من القضايا، مثل التجارة والدفاع وتغير المناخ. وعلى الصعيد الداخلي، كتبت (وول ستريت جورنال) أن مجموعات الرعاية الصحية، التي تعارض بشدة الخطة الصحية المقترحة من قبل الجمهوريين في مجلس النواب، منقسمة بشأن أفضل طريقة للتعامل مع هذا المشروع على مستوى مجلس الشيوخ، إما باعتماد خيار العمل مع المشرعين لصياغة خطة جديدة، أو بكل بساطة العمل على إجهاض الخطة المقترحة من قبل الجمهوريين. وسجلت أنه في الوقت الذي صادق فيه الجمهوريون بمجلس النواب على قانون يلغي أجزاء كبيرة من أوباماكير، فإن المجموعات، التي تمثل المستشفيات والأطباء والمستفيدين وبعض شركات التأمين، لم تخف سخطها إزاء هذا الأمر، مشيرة إلى أن الجمهوريين أعربوا، في مواجهة هذا الموقف، عن عزمهم صياغة مشروع قانون جديد بطريقة أكثر تعمقا مع إشراك مجموعات خارجية. وبكندا، ذكرت يومية (لو سولاي) أن المرشح مكسيم بيرنيي تلقى هزيمة نكراء في السباق نحو زعامة حزب المحافظين خلال اللحظات الأخيرة، بعد أن تقدم عليه عند خط النهاية أندرو شير، بفارق ضئيل يقل عن 1 بالمئة. وأوضحت الصحيفة أن بيرنيي الذي ظل يهتف طوال حملته بأن فوزه سيمكن المحافظين من تحقيق مكاسب كبيرة للكيبيك وهزم الليبرالي جوستان ترودو في الانتخابات الاتحادية المقبلة، تساءل عما سيقدمه أندرو شير للمحافظين، على الرغم من أن تقديم تنبؤات في هذه اللحظة أمر سابق لأوانه. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (لو جورنال دو كيبيك) أن مكسيم بيرنيي لم يستطع تحقيق حلمه في أن يصبح زعيما للمحافظين في كندا، في حين انتزع أندرو شير فوزا صعبا في بعد أمسية مليئة بالتوشيق. وأضافت الصحيفة أن شير (38 سنة)، الذي كان رئيسا لمجلس العموم الكندي (2011-2015) في ظل حكومة ستيفن هاربر، ظفر بمنصب زعيم حزب المحافظين بفارق ضئيل بلغ 50.95 في المئة من الأصوات، بعدما ظل يحتل المركز الثاني وراء منافسه الكيبيكي مكسيم بيرنير في كل الاقتراعات السابقة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن المكسيك راهنت كثيرا، خلال السنوات الأخيرة، على مراقبة حدودها الجنوبية مما جعلها بمثابة "الملجأ الأول" لآلاف المهاجرين من أمريكا الوسطى الذين يسعون كل سنة إلى الولوج إلى الولاياتالمتحدة، بعد مغادرتهم لبلدانهم بسبب الفقر وتنامي العنف وانعدام فرص التنمية. وأضافت الصحيفة أن الأومبدسمان ومسؤولي حقوق الإنسان في هندوراس وغواتيمالا والسلفادور -البلدان التي تشكل ما يسمى المثلث الشمالي من أمريكا الوسطى- أشاروا إلى أنه جراء هذا "التعزيز" لتدابير الهجرة المكسيكية تم منذ سنوات استقبال عدد أكبر من مواطنيهم المرحلين من المكسيك أكثر من الولاياتالمتحدة. أما صحيفة (ال يونيفرسال)، فأبرزت أن طريقة احتساب الأصوات السريعة للمعهد الانتخابي لولاية مكسيكو تقلق ثلاثة من المرشحين لمنصب حاكم الولاية، الذين دعوا الهيئة إلى الارتقاء إلى مستوى هذا المسلسل الانتخابي وإضفاء المصداقية على الفائز المقبل بالاستحقاقات التي ستنظم في الرابع يونيو المقبل.