الحزب الحاكم في البرازيل: المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تنسيقية الصحافة الرياضية تدين التجاوزات وتلوّح بالتصعيد        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    جوائز الكاف: المغرب حاضر بقوة في الترشيحات لفئات السيدات        عجلة البطولة الاحترافية تعود للدوران بدابة من غد الجمعة بعد توقف دام لأكثر من 10 أيام    "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية    السلطات المحلية تداهم أوكار "الشيشا" في أكادير    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    الذهب يواصل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    استئنافية ورزازات ترفع عقوبة الحبس النافذ في حق رئيس جماعة ورزازات إلى سنة ونصف    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    مقتل 22 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على غزة وارتفاع حصيلة الضربات على تدمر السورية إلى 68    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    ترامب ينوي الاعتماد على "يوتيوبرز وبودكاسترز" داخل البيت الأبيض    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض        حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية        اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    الحكومة تتدارس إجراءات تفعيل قانون العقوبات البديلة للحد من الاكتظاظ بالسجون        منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    فعاليات الملتقى الإقليمي للمدن المبدعة بالدول العربية    أمزيان تختتم ورشات إلعب المسرح بالأمازيغية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    روسيا تبدأ الاختبارات السريرية لدواء مضاد لسرطان الدم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعركة بين ترامب وخصومه على قرار تعليق الهجرة تنتقل إلى القضاء

طغى انقسام حاد في أمريكا وظهرت ملامح أزمة دستورية بين البيت الأبيض والقضاء، فبعد إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس، في أول خطوة من هذا النوع منذ العام 1973، تعهدت ولاية ماساتشوستس بالتصدي للأمر التنفيذي حول إجراءات حظر السفر التي رفضت ييتس الدفاع عنها كمدعية عامة فيديرالية . وتصاعدت المخاوف من "حملة تطهير" يشنها ترامب في أوساط القضاء وأجهزة إنفاذ القانون بعد إقالة ييتس، وهو التطور الذي عمق الشرخ بين الديموقراطيين والجمهوريين حول مرسوم ترامب للحد من الهجرة.
تزامن ذلك مع محاولة ترامب تعيين قاضٍ في المحكمة العليا، لتغيير المعادلة في المحكمة وقلب الطاولة على خصومه الديموقراطيين الذين يواصلون عرقلة المصادقة على تعييناته الوزارية، وهو ما جعل إدارته غير مكتملة حتى الآن.
وسارت تظاهرات في عدة مطارات أمريكية، وتوجهت القيادات الديموقراطية في الكونغرس ليلا إلى مبنى المحكمة العليا، السلطة القضائية الأعلى في البلاد، حيث أضيئت شموع تنديدا بخطوة ترامب.
وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن إقالة ييتس تعيد إلى الأذهان شبح رئاسة ريتشارد نيكسون وما يعرف ب "المجزرة" القانونية، حين طرد الرئيس المعزول المدعي العام في 1973 في أوج فضيحة "ووترغيت".
وكانت وزيرة العدل بالوكالة أمرت المدعين بعدم الدفاع عن مرسوم ترامب الذي منع الهجرة من سبع دول ذات غالبية مسلمة. وقال البيت الأبيض في بيان إن ييتس "خانت وزارة العدل برفضها تطبيق قرار قانوني يرمي لحماية مواطني الولايات المتحدة".
وأقال ترامب كذلك، المسؤول عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل الذي عين أيضا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ، وعين في مكانه توماس هومان. وقال وزير الأمن الداخلي جون كيلي في بيان إن هومان "سيعمل على تطبيق قوانيننا حول الهجرة على أراضي الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية".
في الوقت ذاته، تمردت المدعية العامة لولاية ماساتشوستس مورا هيلي على الأمر التنفيذي لترامب، ووصفته بأنه "غير دستوري". وقالت هيلي، وهي ديموقراطية في تغريدة على "تويتر"، إن مكتبها سينضم إلى دعوى قضائية في محكمة فيديرالية تطعن في الحظر. وأوقفت قاضية فيديرالية في بوسطن تنفيذ أمر ترامب في مطار "لوغان" الدولي لمدة سبعة أيام.
وستحذو ماساتشوستس حذو ولاية واشنطن التي أعلنت إنها سترفع دعوى في محكمة فيديرالية تطعن في الأمر التنفيذي على أسس دستورية.
ويعكس لجوء ترامب إلى إقالة مناهضيه من المسؤولية، نهجا متشددا يهدف إلى تركيز النفوذ في البيت الأبيض حول مستشاري ترامب وليس في وزارات الأمن الداخلي والعدل والدفاع والخارجية. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى خلافات بين وزير الأمن الداخلي جون كيلي ومستشار ترامب المتشدد ستيف بانون، فيما كتبت "نيويورك تايمز" افتتاحية بعنوان "الرئيس بانون" انتقدت النفوذ الكبير للمستشار اليميني، واعتبرته خطرا على الديموقراطية الأمريكية. وانعكس هذا النهج في الأيام الأولى من ولاية ترامب بقرارات حادة بدأت بإلغاء قانون"اوباماكير" للرعاية الصحية ثم بناء جدار مع المكسيك، وصولا إلى إجراءات الهجرة.
وواجه مرشح ترامب لتولي وزارة العدل جيف سيشنز جلسة استماع ساخنة وصعبة في مجلس الشيوخ. كما قاطع الديموقراطيون جلسات استماع للمرشحين لوزارتي الخزانة ستيف مانوشن والصحة توم برايس، ما يعني تعطيل التصويت للمصادقة على تعيينهم، واستمرار الفراغ في الإدارة.
واستبق الديموقراطيون إعلان ترامب اسم مرشحه لقاضي المحكمة العليا خلفا للمحافظ أنتوني سكاليا بعدما رفض الجمهوريون خلال ولاية الرئيس باراك أوباما تعيين الديموقراطي مارك غارلاند في مكان سكاليا المتوفى. وتوعد الديموقراطيون بالمثل ، تعطيل وصول أي مرشح يقترحه ترامب ومنعه من حصد الأصوات الستين لتولي المنصب (خصوصا أن لدى الديموقراطيين 48مقعدا).
وفتح الترشيح أفق معركة ساخنة في الكونغرس ، مع تلويح زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونيل إلغاء المرسوم الذي يتطلب 60 صوتا لتعيينات كهذه وتمريرها بغالبية 50 صوتاً.
ويدور الخلاف حول أبرز الأسماء المرشحة وهم القضاة نيل غورساك وتوماس هارديمان وويليام برايور. واعتبر غورساك وهارديمان من الأسماء الأقل تشددا من سكاليا، وهو ما أغاظ اليمين المحافظ وأرضى المعتدلين. وتعتبر تعيينات المحكمة العليا من أهم القرارات التي يتخذها أي رئيس أميركي، لكونها الهيئة القانونية الأعلى في البلاد ، وهي منقسمة اليوم بالتساوي بين أربعة قضاة للديموقراطيين وأربعة للجمهوريين، ما سيرجح الكفة لليمين في حال المصادقة على أي قاضٍ يرشحه ترامب.
وعلى واجهة أخرى وقع حوالي 900 دبلوماسي أمريكي على مذكرة داخلية تعترض على الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، بخصوص حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية. وقدم الدبلوماسيون إلى وزارة الخارجية الأمريكية المذكرة قبل أيام، ويتم التوقيع عليها منذ ذلك الحين، من خلال نظام خاص بالوزارة يطلع عليه الدبلوماسيون فقط.
وجاء في مسودة المذكرة التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية، أن قرار ترامب "سياسة تغلق أبوابنا أمام أكثر من 200 مليون مسافر شرعي، على أمل منع عدد صغير من المسافرين ممن يودون إيذاءنا، وهي لن تجعل بلادنا أكثر أمنا» . وأضاف الدبلوماسيون في رسالتهم"مثل هذه السياسات تسير ضد جوهر المبادئ الأمريكية، التي ترفض التمييز العنصري والإنصاف والتعبير عن حرارة التعبير للزوار الأجانب والمهاجرين» . وأكدوا أن "هذا الحظر لا يحقق أهدافه وسيكون في الأعم الأغلب غير مثمر".
ولا يظهر عدد الموقعين على المذكرة، غير أن وسائل إعلام محلية قالت، وفق مصادرها، إن العدد بلغ يوم الثلاثاء 900 دبلوماسي، بعد أن كان نحو 100 يوم الاثنين، ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الخارجية الأمريكية حول العدد.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قد أعلن أول أمس الاثنين، أن الدبلوماسيين الذين يعارضون الرئيس الأمريكي "إما أن يقبلوا بالبرنامج (الحظر) أو يغادروا . «
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أحد الدبلوماسيين العاملين في أفريقيا، والمساهمين في المذكرة، قوله "معارضة السياسات هو جزء من ثقافتنا».
وكان ترامب قد وقع الجمعة الماضي، أمرا تنفيذيا تم بموجبه تعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، كما أنه حظر دخول البلاد لمدة 90 يوما على القادمين من سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن.
ومنذ توقيعه القرار، يواجه ترامب انتقادات محلية وغربية وعربية كبيرة ، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية تجاه العرب والمسلمين.
ويواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفاعه عن الأمر التنفيذي الذي أصدره ، معتبرا أن الأمر يجنب بلاده "فوضى مريعة" تجتاح العالم. لكن العديد من القياديين الجمهوريين نددوا بمرسومه في هذا الصدد، وسط انتقادات متصاعدة، عربية ودولية ، تلت ارتباكا في مطارات أمريكية وعالمية.
وتعهدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكي بمتابعة تطبيق المرسوم، وفي الوقت ذاته التزام قرار قضائي عطله جزئيا، والذي أمر السلطات بوقف ترحيل اللاجئين والمسافرين المحتجزين في المطارات، إذا امتلكوا تأشيرات ووثائق تجيز لهم دخول الولايات المتحدة. ويستعد ناشطون مناهضون للمرسوم ل "حرب قانونية " ، فيما يشدد الخبراء على أن القانون ينص على "إمكان أن يبعد الرئيس أي شخص أو فئة من الناس".
ويمنع المرسوم الذي وقعه ترامب دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لأربعة شهور، ويحظر ل 90 يوما دخول المسافرين من العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. ولم يستبعد البيت الأبيض إضافة دول أخرى إلى اللائحة.
وكتب ترامب على موقع "تويتر": "بلادنا تحتاج إلى حدود قوية وعمليات تدقيق مشددة الآن. أنظروا ماذا يحدث في أوروبا والعالم، فوضى مريعة!" وأضاف: "المسيحيون في الشرق الأوسط أُعدموا بأعداد كبرى. لا يمكننا أن نسمح بمواصلة هذا الرعب! "وانتقد تغطية صحيفة (نيويورك تايمز) لهذا الملف، معتبرا أنها تنشر "معلومات خاطئة "، واقترح إعادة شرائها ل "تنظيمها أو لإغلاقها بكرامة".
وذكر رودي جولياني، مساعد ترامب، بأن هذا الأخير كان وصف قراره في هذا الصدد بأنه "حظر على المسلمين"، مضيفا أن ترامب قال له: "أرني الطريقة الصحيحة لفعل ذلك بشكل قانوني". وتابع جولياني انه ركز مع فريق من الخبراء القانونيين "على الخطر، لا على الدين"، عندما صاغوا قرار وقف الهجرة، مبررا استهداف دول تقطنها غالبية من المسلمين بأنها "مناطق في العالم تسبب لنا خطرا".
وشدد رينس بريبوس، أبرز موظفي البيت الأبيض، على أن تطبيق المرسوم "لم يكن فوضويا "، مشيرا إلى أن 325 ألف مسافر دخلوا الولايات المتحدة السبت الماضي، لم يحتجز منهم سوى 109. وأضاف: "معظمهم أعيدوا. لدينا حوالي 24 شخصا ما زالوا محتجزين ، وأتوقع عبورهم (الحدود) قبل مرور نصف يوم آخر، طالما أنهم ليسوا سيئين". وأوضح أن الحظر "لا يشمل حاملي البطاقة الخضراء" التي تتيح إقامة دائمة على الأراضي الأمريكية.
لكن هذه التدابير أثارت فوضى في مطارات في أمريكا والخارج، إذ تم توقيف مسافرين لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة، وتعرضوا للتهديد بإبعادهم، وتقطعت السبل بآخرين في دول أخرى، منعوا من التوجه إلى الولايات المتحدة، على رغم امتلاكهم أوراقا قانونية وشرعية.
وعاشت الولايات المتحدة ساعات مشحونة، تخللتها تظاهرات عمت مطارات في شيكاغو ونيويورك وبوسطن ولوس أنجلس.
وارتفعت أصوات معترضة لشخصيات نافذة، إذ أيد السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، تشديد الإجراءات على المهاجرين، واستدرك بوجوب إدراك أن "المسلمين من بين أفضل مصادرنا في الحرب على الإرهاب الإسلامي المتطرف، في بلادنا والخارج، وعلينا أن نكون حذرين ونحن نطبق ذلك " . واعتبر أن الأمر يعود إلى القضاء للبت "هل ذهب الأمر بعيدا جدا ".
ونبه السيناتور الجمهوري جون ماكين إلى أن المرسوم قد يتيح لتنظيم "داعش" استغلال الأمر دعائيا، فيما حض السيناتور الجمهوري روب بورتمان الرئيس ترامب على "إبطاء" حركته والعمل مع المشرعين في شأن أفضل السبل لتشديد تدابير التدقيق في الأجانب الذين يدخلون الولايات المتحدة.
وطالب تشاك شومر، زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، ترامب بإلغاء المرسوم، معتبرا أنه يجعل الولايات المتحدة تبدو "أقل إنسانية، أقل أمانا، وأقل أمريكية"، معلنا أن الديموقراطيين "سيطرحون مشروع قانون لإلغائه".
وأثار قرار ترامب انتقادات دولية، إذ نددت به ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وإندونيسيا والدنمارك والسويد والنرويج، كما أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن جميع المهاجرين "يستحقون الاحترام، بمعزل عن الدين والجنس والجنسية".
وفي أنقرة اعتبر مسؤول تركي بارز أن القيود التي فرضها ترامب على المهاجرين والمسافرين إلى الولايات المتحدة «غير مقبولة» وتجب إعادة النظر فيها، في انتقاد مباشر من قبل تركيا لهذا المرسوم المثير للجدل.
وقال نعمان كورتلموش، نائب رئيس الوزراء التركي إن على ترامب إعادة النظر في القرار، معتبراً أن دوافعه تنطوي على معاداة للإسلام , مضيفا «من غير الممكن قبول هذا الأمر، داعيا الإدارة الأميركية الجديدة الى «تصحيح» هذه السياسة. وقال: «من المهين جدا أن يتخذ مثل هذا القرار في بلد مثل الولايات المتحدة معروف بأنه أمة مؤلفة من كل الأديان والمجموعات الاتنية المندمجة» في البلاد. وتابع: «ليس قرارا صائبا، انه فعلا يؤدي الى تمييز. لا يمكن وصف رعايا اي من الدول بشكل قاطع بأنهم سيئون».
وكانت أنقرة امتنعت حتى الآن عن توجيه انتقاد واضح لقرار ترامب، على رغم أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم حذر من «نصب جدران» لحل أزمة اللاجئين. وتستقبل تركيا حوالى 2.7 مليون لاجئ سوري فروا بسبب النزاع في بلادهم.
وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان ، إن إدارة ترامب تشكل خطرا كبيرا على التجارة العالمية وإنه سيتعين على أوروبا التصدى لها كي تمنع انهيار المؤسسات الاقتصادية العالمية. وقال سابان في كلمة أمام خبراء اقتصاد دوليين اجتمعوا في مقر وزارة المالية الفرنسية "يبدو أن شريكنا الأميركي يريد أن يتخذ قرارات حماية بشكل منفرد وهو ما قد يزعزع استقرار اقتصاد العالم بأكمله". وأضاف أن "قرارات الإدارة الأميركية الجديدة تشكل خطرا كبيرا على نظام التجارة العالمي ، لا فرنسا ولا أوروبا بإمكانهما أن تشاهدا (ذلك) من دون أن تحرك ساكنا فيما تواجه مؤسساتنا الاقتصادية خطر زعزعة استقرارها».
وأبدى رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي معارضته لإجراءات ترامب. وقال راخوي على هامش مؤتمر في مدريد "لست مع إجراءات المنع أو إغلاق الحدود، وأعتقد جازما أن العالم لن يسير في هذا الاتجاه".
ووصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك تصريحات لإدارة ترامب ب «مقلقة» وتؤثر في مستقبل الاتحاد الأوروبي والعلاقات بين ضفتي الأطلسي. وقال في رسالة وجهها إلى قادة الدول ال 27 في الاتحاد الأوروبي (من دون بريطانيا) إن "التصريحات المقلقة للإدارة الأميركية الجديدة في سياق وضع جيوسياسي جديد في العالم، تجعلنا إلى حد كبير غير قادرين على التكهن بمستقبلنا" , مضيفا أن "التغيير في واشنطن يضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب", واعتبر أن الإدارة الجديدة "تشكك على ما يبدو بالسنوات السبعين الأخيرة للسياسة الخارجية الأميركية".
منت جانبها استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأمريكي، احتجاجا على القرار، فيما أعرب ناطق باسم الحكومة العراقية عن تفهم بلاده للدوافعٍ الأمنية التي أملت القرار، مستدركا أنها تأمل بأن يكون "مؤقتا"، ومشددا على وجوب أخذ "العلاقة الخاصة " بين بغداد وواشنطن في الاعتبار. وأثار القرار ردود فعل غاضبة من قبل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والحشد الشعبي ونواب عراقيين طالبوا بطرد الأمريكيين من البلاد.
أما الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فأعرب عن "قلقه العميق"، وحض الإدارة الأمريكية على "مراجعة موقفها" في شأن الحظر.
وردا على قرار ترامب أعلن وزير الهجرة الكندي أحمد حسين أن بلاده ستمنح تراخيص إقامة مؤقتة للأجانب العالقين على أراضيها من رعايا الدول السبع المشمولة بحظر السفر الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الوزير المتحدر من أصول صومالية خلال مؤتمر صحافي "أود أن أطمئن الأشخاص الذين قد يجدون أنفسهم عالقين في كندا أنني سأستخدم سلطتي لمنحهم رخصة إقامة مؤقتة إذا اقتضى الأمر، كما فعلنا ذلك في الماضي".
ولم يوضح الوزير كم هو تحديدا عدد الذين سيستفيدون من هذا القرار، مكتفيا بالقول إن بعض الركاب منعوا من السفر من مطارات كندية إلى الولايات المتحدة، ولكن لم يكن لدى وزارته أي علم بأي شخص عالق في كندا نتيجة قرار ترامب.
وأعلن حسين من ناحية ثانية أن أوتاوا حصلت على تأكيدات من واشنطن بأن حظر السفر لا يسري على الكنديين الذين يحملون أيضا جنسية إحدى الدول السبع المستهدفة بالقرار (العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن). كذلك ، فإن الحظر الأمريكي لا يشمل رعايا الدول السبع الذين في حوزتهم بطاقة إقامة دائمة في كندا . وأوضح الوزير أن هناك أكثر من 35 ألف كندي يحملون جنسية إحدى الدول السبع المشمولة بالقرار الأمريكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.