أتى الحريق الذي شب بسوق "بير الشفا" في مدينة طنجة، الذي اندلع عشية اليوم الأربعاء، على كل المحلات التجارية الموجودة بالمرفق التجاري، مخلفا وراءه خسائر مادية جسيمة. وأفاد تجّار من عين المكان، في تصريحات متطابقة لهسبريس، بأن أولى شرارات الحريق بدأت من منطقة "الجوطية" قبل أن تنتقل إلى باقي المحلات المخصصة لبيع الخضر، بعد أن ساعدت رياح "الشرقي" على انتقالها بسرعة. وأضاف تجّار غاضبون أن الحريق كان بالإمكان السيطرة عليه باكرا لولا أن الشاحنة التي حضرت للإطفاء لم تكن تحوي ما يكفي من المياه؛ إذ نفذت منها بسرعة، قبل أن يتعذر على رجال الإطفاء العثور على مصدر مياه آخر بالمنطقة كلها. وبعد وصول الإمدادات، يضيف التجار المتضررون من الحادث، كان اللهب قد انتشر بشكل كبير، وأصبح من المستحيل السيطرة عليه، ليأتي بعد ذلك على السوق كلّه. أحد بائعي الخضر صرّح قائلا: "قبل لحظات فقط كنت قد أحضرت 100 صندوق من الخضر، ودفعت مقابلها 5000 درهم كضمانة، دون الحديث عن قيمة السلعة، بعد أن بدأ الحريق حاولت أن أنقذ ما يمكن إنقاذه، لكنني تيقنت من استحالة ذلك بعد أن ازدادت النيران انتشارا فاستسلمت لقدر الله وتركت الجمل بما حمل". وانتشرت عمليات سرقة ونهب بسوق "بير الشفا"؛ حيث حاول مجهولون أخذ ما تطاله يدهم في ظل الفوضى والخوف اللذين غمرا المكان. محمد سلمون، فاعل جمعوي بحي "بير الشفا"، قال إن الحريق تزامن مع اقتراب الانتهاء من إنجاز الشطر الثاني من سوق بير الشفا النموذجي، موضحا أن "الشطر الأول جاهز فعلا، والثاني في طور الإنجاز، ولو أن المسؤولين كانوا قد عجلوا بإنجازه ونقل التجار إليه لكنا تجنبنا هذه الكارثة، نأمل أن تكون هذه فرصة للتعجيل بإنجازه ونقل التجار المتضررين إليه في أقرب فرصة". ولازالت قيمة الخسائر الناتجة عن الحريق غير معروفة بعد، خصوصا أمام العشوائية التي تطبع السوق والتي يصعب معها حصر الخسائر والأضرار عموما.