اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في منطقة شرق أوربا بعدد من المواضيع من بينها الحادث المأساوي الذي عرفته مدينة مانشستير البريطانية وتداعياته على الأمن الأوروبي والعلاقات التركية النمساوية علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. فقد كتبت صحيفة "فيبورشا " أن الحادث الإرهابي ،الذي خلف ضحايا أبرياء ،"لا يرتبط بواقع حال الأمن البريطاني فقط بل يتعدى ذلك الى مساءلة نجاعة الأمن في أوروبا جمعاء" ،مؤكدة أن هذا الحادث هو "بمثابة رسالة مفتوحة لكل أوروبا" تدعو المنتظم الأوروبي الى "العمل بجدية أكثر لمواجهة خطر الإرهاب الجارف ،الذي يخترق كل الحدود الجغرافية" للقارة العجوز. وأبرزت الصحيفة أن خطر الإرهاب "يحدق بكل الدول ،وبالتالي لا يمكن لأية دولة أوروبية أن تعتبر نفسها في منأى عن هذا الخطر ،الذي لا يشكك فقط في قدرات أوروبا الأمنية بقدر ما يخلق الفزع والخوف وعدم الطمأنينة لدى الاوروبيين" ،مشيرة الى أن هذا الخطر "قد تكون له تداعيات حتى على الجانب الاقتصادي والسياسي" . واعتبرت الصحيفة أن المؤسسات التدبيرية للاتحاد الأوروبي يجب أن "تنكب ،اليوم قبل الغد على القضية الأمنية ،باعتبارها أولوية قصوى لا تقبل التأجيل ولا التسويف" ،مشددة على أن بولونيا "دعت ما مرة الى تشبيك الجهود الأوروبية لمواجهة تنامي خطر الارهاب ،وقضايا أخرى مرتبطة به كالهجرة غير الشرعية". ورأت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن تقييم خطر الارهاب لا يمكن أن يختلف فيه أي شخص في أوروبا ،"إلا أن ما يزيد من خطورة هذا المعطى الأمني والشعور بهوله وتياره الجارف هو تقاعس عدد من دول أوروبا (...) في توفير الوسائل والإمكانات المالية واللوجستيكية لمواجهة الخطر المحدق بكل أوروبا ،واعتبارها أمر الإرهاب شأنا ظرفيا لا يحتاج الى كل هذا التهويل" . كما رأت الصحيفة أن مواجهة خطر الإرهاب "تستلزم من الاتحاد الأوروبي تغيير منظورها في معالجة الأمر ،الذي ليس سهلا كما يبدو للبعض ،وذلك عبر مقاربات تنطلق من المساهمة في استتباب الأمن في كثير من مناطق العالم ،التي تعرف قلاقل ومواجهات عسكرية ،وتكثيف الدعم الاجتماعي والاقتصادي للدول التي تعاني غالبية مواطنيها من التهميش والفقر والحرمان والجهل والاقصاء بكل أبعاده وأشكاله". وأكدت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي "ملزم أيضا بالانخراط بفاعلية أكثر في حل قضايا السلام العالمي ،سواء في محيطه القريب أو في محيطه البعيد ،مع العلم أن الإرهاب أضحى في السنوات الأخيرة خطرا عابرا للحدود ،لا تقف أمامه الوسائل التقليدية في المواجهة". وفي اليونان تناولت الصحف الإحباط من عدم خروج اجتماع مجموعة الاورو ليوم الاثنين بقرار بشأن تخفيض مديونية البلاد على الرغم من تدابير التقشف الجديدة التي صادق عليها البرلمان اليوناني في 18 مايو الجاري وترمي توفير أزيد من 4 مليار أورو سنويا. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن الملف أرسل لاجتماع مجموعة الاورو في 15 يونيو المقبل باللوكسمبورغ وقد يبقى الفشل يلاحق المفاوضات مادام كل من ألمانيا وصندوق النقد الدولي غير متفقين بشأن ملف الديون اليونانية. وأضافت أن اجتماع الاثنين لم يخرج بأي قرار بشأن صرف القروض الجديدة لليونان وذلك بالنظر لكون مجموعة الاورو تنتظر مشاركة صندوق النقد الدولي في برنامج القروض الجديد لأثينا، مشيرة الى أن المجموعة وافقت على ضرورة تحقيق اليونان لفائض أولي خارج خدمات الدين من 5ر3 في المائة سنويا الى غاية 2022 ثم من 2ر2 في المائة من 2022 الى 2060. صحيفة (تا نيا) تحدثت عن مفاوضات شاقة وابتزاز خلال الاجتماع بين كل من ألمانيا وصندوق النقد الدولي ما يبين غياب الارادة والرغبة في تسوية الملف وتقديم حلول واضحة بشأن ديون أثينا التي تبلغ 320 مليار أورو أو 180 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأضافت الصحيفة أن وزير المالية الألماني المحافظ يقف وراء جمود المفاوضات وصعوبة التوصل الى تسوية. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن وفدا برلمانيا ألمانيا برئاسة نائبة رئيس البرلمان كلاوديا روث ويضم اربعة وزراء سيزور انقرة ابتداء من الخميس لمباحثات سياسية وبرلمانية لكن لن يتوجه لقاعدة انجيرليك (جنوب) حيث يوجد جنود المان في اطار القوات الدولية لمحاربة داعش. وذكرت الصحيفة أن العلاقات التركية الالمانية متوترة منذ اشهر وخلال الاسبوع الماضي رفضت انقرة زيارة وفد برلماني لقاعدة انجرليك ردا على موقف برلين برفض السماح باستقبال وزراء أتراك خلال الحملة الانتخابية للاستفتاء في تركيا في أبريل الماضي فيما سمحت للمتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني بإقامة تجمعات للدعوة الى التصويت ب(لا) في الاستفتاء. صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت ان تركيا جمدت مشاركة النمسا في بعض برامج حلف شمال الاطلسي ردا على مواقفها المعادية لتركيا على الصعيد الاوربي. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن تركيا اتخذت تدابير ملائمة في ما يتعلق بمشاركة النمسا في مشاريع 2017 للحلف والتي لا تعتبر النمسا عضوا فيه من قبيل التكوين العسكري. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع النمساوي بيتر دوسكيل تنديده بالموقف التركي معتبرا انه غير مسؤول ويعزز موقف النمسا من أن تركيا بعيدة كليا عن الاتحاد الاوربي. وفي النمسا كتبت (سالزبورغ ناشريشتين) ان الاعتداء الارهابي الذي أوقع 22 قتيلا و59 جريحا في مانشيستر يوم الاثنين طغا على اشغال منظمة الامن والتعاون في اوربا خلال مؤتمرها السنوي الذي يدوم يومين في فيينا. ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة وقال فيها إن الاسلام السياسي يشجع الارهاب داعيا الى تعزيز التعاون مع الدول الاسلامية والجاليات الاسلامية لمحاربة الارهاب واعتماد تدابير وقائية لمحاربة التطرف في المدارس والسجون والشبكات الاجتماعية. ومن جهتها ذكرت صحيفة (كرونين زيتونغ) أن تركيا رفعت حق النقض داخل منظمة حلف شمال الاطلسي ضد أي برنامج للتعاون مع النمسا وذلك قبل انعقاد مؤتمر المنظمة غدا الخميس، مضيفة ان ذلك ياتي ردا على مواقف النمسا ومسؤوليها الداعية الى وقف مفاوضات انضمام تركيا الى اتحاد الاوربي. ونقلت الصحيفة عن زير الدفاع النمساوي قوله إن تركيا بهذا القرار تضع الامن الاوربي في خطر كما أن القرار سيكون له انعكاسات سلبية على مهمات السلام في البلقان حيث للنمسا فيلق من 400 جندي. وفي روسيا، كتبت صحيفة (إكسباتيكا) نقلا عن مصادر قريبة من منظمة التجارة العالمية أن روسيا اشتكت للمنظمة من القيود التي فرضتها أوكرانيا على وصول الاشخاص والبضائع من روسيا الى اراضيها، مؤكدة أن هذه الخطوة تنتهك اتفاقات التجارة الدولية. وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا فرضت مجموعة واسعة من القيود والحظر على عبور الناس والسلع والخدمات من البلاد. وذكرت اليومية أن روسيا سجلت في شكايتها الموجهة لمنظمة التجارة العالمية بتاريخ 19 ماي الجاري أن أوكرانيا فرضت "مجموعة من القيود والحظر والمتطلبات والإجراءات"، مؤكدة أن هذه الإجراءات تهدف إلى التمييز وتعتبر خرقا سافرا للعديد من اتفاقيات منظمة التجارة العالمية. من جهتها، أفادت صحيفة (إزفيستيا) بأن موسكو حذرت واشنطن من الرد بالمثل على مصادرة أملاكها الدبلوماسية على الأراضي الأمريكية، ورأت أنه من المبكر إعادة تحسين العلاقات بين البلدين في ظل النهج السياسي الذي تتبعه واشنطن. ونقلت تحذير السفارة الروسية في الولاياتالمتحدة من احتمال اضطرار روسيا لاتخاذ تدابير جوابية على مصادرة الجانب الأمريكي ممتلكات دبلوماسية روسية في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين مطلعون على طبيعة الخطوات الجوابية التي يمكننا اتخاذها.