عقد عراب موسيقى "الريغي"، ألفا بلوندي، آخر ندوة صحافية خلال الدورة 16 من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، قبل ساعات قليلة عن اختتامه، مباشرة من منصة أبي رقراق، معبرا عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذا الموعد الفني السنوي الكبير. وقال بلوندي، اليوم السبت ب"دار الفنون" في الرباط: "شرف عظيم لي أن أكون أحد ضيوف مهرجان من حجم موازين..في كل مرة تتاح لي فرصة زيارة المغرب لا يعطيني ذلك إلا إحساسا بالسعادة؛ سعادة حقيقية"، مضيفا: "نعدكم بتقديم أفضل ما لدينا في الحفل، لرد جميل الشرف الذي حظينا به من طرف إخواننا المغاربة". وعن سهرة الليلة زاد أحد أبرز موسيقيي "الريغي" الناطقين بالفرنسية، على مر التاريخ: "ستتضمن مقتطفات من رصيدي الغنائي كاملا. ارتأيت أن نختار مقاطع من كل ألبوم تقريبا، نظرا لطلبات جمهوري المغربي الكثيرة. سنرى مع زملائي الموسيقيين إذا كان ممكنا أداء أغان بعينها.. ما أعدكم به هو أن تكون الحفلة رائعة". وعن واقعة فريدة، تعود لأزيد من عقدين من الزمن حتى الحين، سمع بلوندي لأول مرة عن مقتل الفنان الجزائري الراحل "الشاب حسني"، الذي سبق له أن اقتبس من نجم "الريغي" أغنيته الشهيرة "بريغاديي ساباري"، معبرا عن أسفه لهذا الحادث الأليم، وواصفا القتلة ب"الأوباش". واختار بلوندي أن يوجه رسالة ضد العنف الذي يطال البشر من إخوانهم الحاملين للأفكار المتطرفة، وقال: "الأرواح الطيبة لا تموت أبدا، فنحن لسنا ثمرة للصدفة..هناك إله فوق الجميع..كلما اعتقد المتطرفون أنهم يعاقبون الناس بالقتل، كلما واجهتهم حقيقة ثابتة، وهي أن الحياة لله وحده". وبخصوص طريقته الخاصة في عالم الموسيقى، أبرز بلوندي أنه محب للموسيقى الجيدة كيفما كان نوعها، وزاد: "لا أحب أن أظل سجينا للون معين..هناك بعض المقاطع التي لا أفهم كلماتها حتى لكنها تصيبني بالقشعريرة، وأقع في حبها من الوهلة الأولى". وعن هوس التقليد والمقارنة، عبر بلوندي عن موقف موسيقي صارم عندما شدد على أنه لا يجب بالضرورة أن نقارن فنانا جديدا مع سابقيه في اللون الغنائي نفسه، وأضاف: "هناك فكرة منتشرة في إفريقيا مفادها طرح السؤال حول وريث إلفيس بريسلي، أو مايكل جاكسون أو بوب مارلي، أو جيمي هاندريكس". وسجل بلوندي، بهذا الخصوص، أن "هذه المقاربة إفريقية محضة، وهي خاطئة تماما، دائما ما تبحث في الفنان عن الأيقونة الذي سبقه"، قبل أن يختم: "الحياة عبارة عن نهر هادئ متدفق، ولكل منا بصمته فيه، ولكل منا أناس استلهم منهم أفكارا؛ من قريب أو من بعيد".