لحظات من الوجع والحزن وحالة من الترقب لازالت تخيم على أقارب مولاي مبارك عزيز، الذي قتل في هجوم إرهابي نفذته عناصر مسلحة مسيحية تابعة لميليشيات "انتي بلاكا"، بجمهورية إفريقيا الوسطى، مطلع الأسبوع الماضي، وترك وراءه أسرة مكونة من أربعة أبناء ووالدتهم. وكان أقارب الراحل، وعدد من الإعلاميين الذين حضروا منذ يوم الثلاثاء إلى منطقة تزارين، انتظروا منذ الساعات الأولى من صباح الخميس وصول جثمان الفقيد إلى مسقط رأسه، حيث سيوارى الثرى، بواسطة مروحية عسكرية، إلا أنه تم تأجيل الموعد لأسباب غير مفهومة إلى يوم الجمعة، ما دفع العديد من الحاضرين إلى طرح عدة تساؤلات حول هذا التأخير والتماطل في تسليم جثمان الراحل إلى أهله. ولازال بيت عائلة الراحل، إلى حدود مساء الخميس، يستقبل حشودا كبيرة من المعزين، الذي يأتون من مدن ومناطق بعيدة، لتقديم واجب العزاء للعائلة، لتخفيف ألم الفراق الذي تركه الراحل، في انتظار القيام بواجب الدفن. واستغربت عدد من المصادر المتطابقة، والتي فضلت عدم البوح بهويتها، نظرا لحساسية الموضوع، الطريقة التي تعاملت بها القيادة المركزية للقوات المسلحة الملكية مع عائلة الضحية، والإعلاميين الحاضرين، إذ لم تخبرهم بموعد محدد لاستقبال جثمان الراحل. وشددت المصادر ذاتها على أن من حق العائلة أن تعرف الوقت الذي سيكون فيه جثمان مولاي مبارك بالمنطقة بالتحديد، لإخبار جميع الأقارب قصد استقباله. بدوره شدد أحد أشقاء الضحية، والذي فضل عدم كشف هويته، على ضرورة إصدار بلاغ من طرف القيادة المركزية للقوات المسلحة الملكية، لتوضيح أسباب هذا التأخير في استلام الجثمان، مضيفا أن العائلة تعيش ضغطا نفسيا، وتريد أن ترى النعش الذي يحمل جثمان ابنها الشهيد، داعيا بالمناسبة الأممالمتحدة إلى تمكين العائلة من الاطلاع على المحضر الرسمي عن الواقعة التي قتل فيها شقيقه الراحل لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تسبب في وفاته. وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن العائلة ستقوم بجميع الإجراءات القانونية لمعرفة جميع التفاصيل الخاصة بهذه الحادثة الأليمة، مشيرا إلى أنها واثقة من أن الملك، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، سيواكب قضية شقيقه الراحل مولاي مبارك، الذي قتل وهو مؤمن بأن التضحية الحقيقة هي أن يضحي المرء من أجل الإنسانية والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقدسات الدينية والوطنية. وطلبت العائلة، من خلال تصريح أدلى به أخ الضحية، من الملك محمد السادس إعطاء تعليماته المولوية السامية إلى المسؤولين العسكريين للإسراع في تسليم الجثمان لها، إذ إنها لازالت تعيش حالة نفسية محطمة، وتنتظر استقبال الجثمان ودفنه.