طالبت عائلة الجندي المغربي "مبارك عزيزي" ابن قرية "زاوية أيت مولاي بوعزة" بجماعة تازارين، إقليم زاكورة، الذي قتلته ميليشات مسلحة تدعى "أنتي بالاكا" بحر الأسبوع الماضي، بجمهورية إفريقيا الوسطى، خلال مشاركته مع البعثة المغربية ضمن قوات حفظ السلام، (طالبت) الملك محمد السادس بفتح تحقيق نزيه في حادث مقتله ومحاسبة كل مسؤول عن التقصير في تقديم التغطية والحماية للجنود أثناء المواجهات المسلحة مع المليشيات المذكورة. وتلقت عائلة مبارك عزيزي المزداد سنة 1968 بزاوية أيت مولاي بوعزة، نواحي زاكورة، خبر اختفاء عدد من الجنود المغاربة المشاركين ضمن قوات ما يعرف ب"القبعات الزرق" لحفظ السلام بجمهورية إفريقيا الوسطى، يوم الثلاثاء 9 ماي الجاري، لتساورها الشكوك حول ابنها "مبارك" الذي يشارك هو الآخر ضمن القوات المذكورة، وهو ما حدا بالعائلة إلى البحث والتحري لمعرفة هوية الجنود المختفين وما إن كان مبارك ضمنهم. "في صباح يوم الأربعاء الماضي (10 ماي) زارت المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية زوجة أخي مبارك بورزازات وأخبروها بأن زوجها ضمن الجنود المفقودين بجمهورية أفريقيا الوسطى وبأنه لا معلومات لديهم لحد الآن عن مصيره"، يحكي إبراهيم عزيزي لجريدة "العمق"، والذي أضاف أن "العائلة ساورتها الشكوك أن مبارك أصابه مكروه فالمصالح الاجتماعية لا تزور زوجة أي جندي إلا في حالة مقتله أو إصابته في مواجهات مسلحة". وتابع إبراهيم أخ الشهيد "مبارك عزيزي" في حديثه للجريدة، أنهم بعد تلقيهم خبر اختفاءه على وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وبعد أن لم يظهر له أثر على أشرطة الفيديو والصور، تبين لهم أن "مبارك" هو الجندي المفقود، وبدأت العائلة تضع عدة احتمالات لإمكانية نجاته من أيدي الملشيات التي أسرته، خصوصا وأن له تجربة كبيرة في الجيش وهو الذي قضى أزيد من 30 سنة في صفوف القوات المسلحة الملكية، يضيف إبراهيم عزيزي. "كنا نستعين بالخرائط الرقمية على موقع البحث غوغل، ونضع عدة فرضيات واحتمالات حول إمكانية هروبه من أيدي المليشيات، وما إن كان سيهرب في اتجاه البحر أم الغابة أم إلى الحدود مع دولة الكونغو الديقمراطية، وضعنا جميع الفرضيات وكلنا أمل أنه سيعود إلينا، إلى أن تلقينا خبر وفاته يوم الخميس على الساعة الخامسة والنصف مساء"، يضيف شقيقه إبراهيم بنبرة حزن طغت على كل معالم كلماته. الدكتور مبارك كما يحلو لعائلته وأبناء قريته تسميته، بحكم تخصصه في الطب العسكري، لم تحزن عائلته لوحدها على فراقه، فكل أبناء قريته بزاوية أيت مولاي بوعزة، صعقوا لسماعهم خبر مقتله، كيف لا وهو الذي يحول منزل عائلته إلى عيادة في كل زيارة للقرية، يداوي فيها جراحهم وأمراضهم ويقدم لهم وصفات الأدوية ويفحصهم ويقدم لهم النصائح. وأضاف إبراهيم عزيزي، للجريدة أن شقيقه "مبارك" كان يحب عمله ومعروف عنه التفاني والمثابرة في العمل، وكان مقررا أن تتم ترقيته مع مطلع العام القادم إلى رتبة ضابط، مضيفا أنه لم يتوان في التوجه إلى إفرقيا الوسطى التي تشهد موجة صراعات دامية، في سبيل الدفاع عن المدنيين العزل وتقديم المساعدة لهم ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وأشار شقيق الجندي عزيزي أن مراسيم دفن الشهيد مبارك ستتم على أبعد تقدير الإثنين بمسقط رأسه بزاوية أيت مولاي بوعزة، بجماعة تازارين، حيث إن كل الترتيبات لوصول جثمانه اقتربت من نهايتها. وترك الجندي الراحل مبارك عزيزي وراءه أربعة أبناء؛ 3 إناث وذكر واحد، أكبرهم يبلغ 18 سنة وأصغرهم 6 سنوات. وكان الجندي المغربي مبارك عزيزي قد قتل يوم الخميس الماضي، بعد أن أسرته المليشيات الإرهابية "أنتي بالاكا"، إذ كان ضمن كتيبة مغربية كانت تدافع عن جنود كمبوديين ضمن قوات حفظ السلام، خلال تعرّضهم لإطلاق النار، وظل مبارك مختفيا إلى أن تم العثور على جثته وإعلان وفاته لتصبح حصيلة قوات "القبعات الزرق" خمسة قتلى، واحد من المغرب وأربعة من كمبوديا، وجرح تسعة جنود مغاربة وجندي كمبودي.