في الوقت الذي لم تتوصل فيه بأي معلومات رسمية حول اليوم الذي سيصل فيه جثمان ابنها إلى مسقط رأسه ليوارى الثرى، لازالت عائلة الرقيب الأول، محمد آيت سعيد، الذي قتل في هجوم مسلح بمدينة بنغاسو جنوب شرق جمهورية إفريقيا الوسطى، تعيش ضغطا نفسيا وصدمة كبيرة لم تستفق منها بعد، كما لازالت ساكنة دوار تكمي الجديد بالجماعة الترابية ترميكت، بإقليم ورززات، ومعها ساكنة دوار آيت ساون، تنتظر الجهات الرسمية للكشف عن حقيقة مقتله، وتاريخ وصول جثمانه إلى المغرب. وأكد قريب من عائلة الرقيب الأول محمد آيت سعيد، غير راغب في الكشف عن هويته، أن "العائلة تعيش حالة نفسية محطمة، خصوصا بعد غياب أي معلومات رسمية حول تاريخ وصول جثمانه إلى المغرب"، مناشد من الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية المغربية، التدخل من أجل نقل جثمان الضحية في أقرب الآجال، والاعتناء بأبنائه ووالدتهم ومساعدتهم لتجاوز هذه المرحلة العصيبة من حياتهم. وأضاف المتحدث في تصريح أدلى بها لجريدة هسبريس الالكترونية: "أملنا كبير في أن يقوم الملك محمد السادس بالتدخل شخصيا لنقل رفات محمد آيت سعيد إلى مسقط رأسه لتخفيف ألم الفراق الذي ألمّ بزوجته وأبنائه وجميع أفراد العائلة صغيرا وكبيرا"، موضحا أن الضحية "مشهود له بين جميع أصدقائه بحسن أخلاقه وتعامله الحسن مع الجميع، وكان دائم الابتسامة ويده كانت دوما ممدودة لمساعدة الجميع". مولاي إبراهيم عزيز، شقيق الطبيب العسكري الذي قتل بداية شهر ماي الماضي في هجوم مسلح بجمهورية إفريقيا الوسطى نفذته عناصر مسلحة مسيحية معروفة باسم "أنتي بلاكا"، قال في حديث لجريدة هسبريس: "الشهيد محمد آيت سعيد كان صديقا مقربا من أخي مولاي مبارك عزيز، وتألم كثيرا بعد موت أخي"، مضيفا: "شاءت الأقدار بعد ثلاثة أشهر على وفاة أخي مبارك أن يستشهد صديقه المقرب محمد آيت سعيد على يد المليشيات نفسها التي قتلت شقيقي". وازداد محمد آيت سعيد سنة 1969 بدوار ساون التابع للنفوذ الترابي لإقليم زاكورة، متزوج وأب لثلاثة أبناء، وتقطن أسرته حاليا بالجماعة الترابية ترميكت في إقليم ورززات. وكانت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، أن الهجوم الذي طال التجريدة المغربية من أصحاب القبعات الزرق وأودى بحياة جنديين مغربيين، وقع عندما كانت التجريدة ترافق شاحنات تنقل مياه الشرب للمواطنين بمدينة بنغاسو الواقعة بجنوب شرق البلاد.