صادق المجلس الجماعي بمدينة مراكش منتصف الأسبوع المنصرم على تفويت قطعة أرضية بشارع محمد السادس في ملك الجماعة إلى مؤسسة الفيلم الدولي بمراكش بثمن رمزي ومتدن جدا لم يتعد 10 دراهم للمتر المربع. وصوت على قرار التفويت عمدة المدينة(الصورة) وعدد قليل من المستشارين في الأغلبية لم يتعد الخمسة عشر، وذلك في ظل انسحاب مستشارين آخرين من الأغلبية نفسها وغياب تام للمعارضة. وعرفت هذه النقطة التي أدرجت في آخر جلسات دورة أكتوبر نقاشا حادا بين أعضاء الأغلبية قبل التصويت عليها خاصة في الثمن وكيفية التفويت. واحتج المعارضون وهم قلة أيضا على الثمن الرمزي الذي اقترح لتفويت هذه البقعة الأرضية المكونة من حوالي 3000 متر والموجودة في موقع متميز بشارع محمد السادس، وهو ما يجعل ثمنها يفوق بكثير الثمن الذي فوتت به. وكان المجلس الجماعي قد حصل على هذه البقعة بعد عملية معاوضة عقارية مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لاراديما شملت بنايتها الرئيسية وما يحيط بها، تقتضي تفويت بقعة أرضية بسيدي يوسف بن علي إلى وكالة لاراديما بثمن بخس، على أن تستغل البناية الحالية الموجودة بشارع محمد السادس في مشاريع استثمارية نظرا لقيمتها العقارية المرتفعة. ويطالب عدد من المهتمين بتدخل الجهات الوصية لمراجعة هذا الثمن خاصة وأن الأمر مازال حديثا، فيما قالت مصادر مطلعة من داخل المجلس إن عمدة المدينة برر قراره إلى جانب عدد من المستشارين المحيطين به أن الأمر يتعلق بجهات عليا ولا يمكن رد طلبهم. وأضافت المصادر أنه كان هناك مقترحات عملية متميزة في هذا الشأن، إذ لم يعترض المعارضون على اقتناء البقعة من قبل مؤسسة الفيلم الدولي، ولكنهم اقترحوا أن يكون ذلك بشراكة مع المجلس ضمن استراتيجية محلية للنهوض بالشأن الثقافي والفني بالمدينة. يذكر أن هناك تحقيق جاري في قضية فندق السعدي الذي فوت بثمن رمزي لا يتجاوز 800 درهم للمتر في الوقت الذي تساوي فيه الأرض في هذه المنطقة وقت التفويت (2001) عشرات المرات المبلغ المحصل عليه. ""