سخرية طافحة ولاذعة تلك التي واجه بها العديد من المعلقين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التلعثم الواضح الذي ألجم لسان لمياء بوطالب، كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية، في أول جلسة برلمانية للأسئلة الشفوية تحضرها بعد دخولها رحاب حكومة سعد الدين العثماني السداسية. ولم تجد بوطالب سوى مسح خصلات شعرها المنسدل على كتفيها بأناملها، وهي تداري الحرج البالغ الذي وقعت فيه، بسبب "جهلها" الفادح بالحديث باللغة العربية تحت قبة مجلس النواب، ما أدخل عددا من البرلمانيين والبرلمانيات في موجة ضحك على ورطة كاتبة الدولة الجديدة. وبالرغم من أن لمياء بوطالب عزت ما وقع يوم الثلاثاء 9 ماي في مجلس النواب إلى "لوطغاك" أي الارتباك ورهبة موقف تعيشه لأول مرة، فإن عذرها ليس مقبولا البتة، فهي مسؤولة حكومية وليست تلميذة خائبة لم تذاكر دروسها جيدا وتقف أمام معلم متسلط يُقْبل على توبيخها. قد يكون مقبولا أن وزيرا لا يُحسن الحديث باللغة العربية، التي نص الدستور على أنها اللغة الرسمية للمملكة رفقة الأمازيغية، أيام حكومات عصمان والفيلالي والعمراني في عهد الملك الراحل، لكن اليوم لا عذر لوزير أن يتحجج بجهله الحديث والتعبير بالعربية أمام نواب الأمة والشعب المغربي بأسره.