إقبال متوسط يشهده معرض طنجة الدولي للكتب والفنون، الذي يحتضنه فضاء قصر مولاي حفيظ بطنجة، فيما يترقب المنظمون ارتفاع الوتيرة في اليومين الأخيرين المتزامنين مع نهاية الأسبوع. ويشهد المعرض، الذي يناقش في نسخته لهذا العام تيمة "أي حرية للشباب؟"، تنوّعا في الكتب المعروضة ودور النشر، إضافة إلى حضور أنواع من الفنون الأخرى، كالخط العربي واللوحات والصور النادرة الخاصة بمدينة طنجة. يقول محمد المريني، كاتب صحافي من طنجة: "الحقيقة أن هناك انخفاضا مقارنة مع زوّار السنة الفارطة، يمكن أن أقدّره بحوالي 15 إلى 20% من مجموع الزوار، وأظن أن فترة العرض أثرت كثيرا على إقبال الزوار، والتي تتزامن هذا العام مع اقتراب رمضان وما يرافقه من مصاريف لدى الأسر المغربية". وتأسف المريني للأثمان المرتفعة التي تعرفها معظم كتب المعرض، مما يجعل الآباء خصوصا يحجمون عن اقتناء الكتب لأطفالهم رغم رغبتهم في ذلك، مضيفا: "أرى بأم عيني آباء يحضرون أبناءهم من أجل اقتناء كتب لهم، لكنهم يعودون بكميات قليلة بعد أن تصعقهم الأسعار المرتفعة. أتمنى من العارضين والمشرفين على المعرض أن يجدوا حلا مشتركا لهذه المشكلة". من جهته، توقع صاحب دار نشر أن تشهد اليومان الأخيران، المتزامنان مع نهاية الأسبوع، إقبالا متزايدا، معتبرا أن الحكم على الإقبال قبل نهاية المعرض سيكون غير منصف. وحظيت الكتب الفرنسية بنصيب الأسد من العرض، مقابل عرض محدود لدور نشر الكتب العربية، بينما غابت المؤسسات العمومية المحلية كجماعة طنجة، على عكس السنوات السابقة التي كانت تعرف حجز مكان لها رغم ندرة معروضاتها. وحظيت معظم الندوات المنظمة، إلى حد الآن، بإقبال ملحوظ من طرف زوار المعرض، خصوصا أنها لامست موضوع الدورة، المتعلق بالشباب، بشكل أو بآخر. وتميزت هذه السنة بتخصيص أماكن عرض للتمثيليات الثقافية الأجنبية، كالمركز اللغوي الأمريكية والمتحف الأمريكي وكذا المعهد الثقافي الإسباني، إلى جانب سفارة جمهورية التشيك. وكان "جيروم ميغيرو"، مدير المعهد الثقافي الفرنسي بطنجة، قد أشار، في الندوة التقديمية للمعرض في وقت سابق، إلى أن الدورة الواحدة والعشرين من المعرض ستنفتح على مختلف الفنون، دون إغفال الاحتفاظ بالكتاب كمادة رئيسة للمعرض. وأضاف أن الفن السابع سيكون له نصيبه في فعاليات المعرض من خلال ليلة خاصة بالسينما الطنجاوية، بشراكة مع المكتبة السينمائية لطنجة، في حين ستحيي المغنية زهرة هندي ومجموعة هوبا هوبا سبيريت حفلين فنيين.