احتفت الدورة الثانية والعشرين من معرض ربيع الثقافة والفنون بطنجة، التي انغقدت بين 19 و 22 أبريل الجاري بقصر المؤسسات الإيطالية، ب “اللقاء”. وأعلن المنظمون، خلال ندوة صحافية ، أن هذه الدورة، التي نظمت بتعاون بين المعهد الفرنسي بالمغرب وجمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي في إطار الموسم الثقافي الفرنسي المغربي 2018، شارك فيها ثلة من الكتاب والسوسيولوجيين والمؤرخين والفلاسفة والفنانين من المغرب وفرنسا، لتقاسم رؤاهم حول موضوع “اللقاء، من الآخر إلى الذات”. وتقاطعت رؤى ومقترحات المشاركين على مدى أربعة أيام من عمر هذا المهرجان الأدبي والفني، عبر سلسلة من الندوات والعروض الموسيقية والورشات، لتمكين الحضور، من مختلف الأعمار، من فهم قضية “اللقاء” باعتباره تجربة لاكتشاف الذات من خلال الأخر. واعتبر مدير المعهد الفرنسي بطنجة والمفتش العام لمعرض ربيع الكتاب والفنون، جيروم ميغايرو، أن هذه الدورة كانت مناسبة لدراسة “اللقاء” في مختلف تجلياته النابعة من الحقيقة الانسانية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، مع البقاء أوفياء للمقاربة المتعددة التخصصات التي تشكل منبع فرادة هذه التظاهرة. وأبرز أن المعرض قد شكل ملتقى لروافد فكرية بشرية واجتماعية مع مؤلفين وكتاب وصحافيين من خلال ست ندوات مستديرة ستمكن من استيعاب هذه الحقيقة الأساسية، أي “اللقاء”. كما تمت برمجة مواعيد كبرى ضمن المعرض، من بينها مجموعة من الندوات الحوارية التي شهدت مشاركة فؤاد العروي وسيلفي جيرمان وجيل لوروا ، بالإضافة إلى الثنائي المتخصص في القصص المصورة كاطيل وبوكيت. وهكذا تمكن الزوار من الاطلاع على جديد الكتب من خلال معرض شهد مشاركة أهم المكتبات ودور النشر والجمعيات الثقافية، كما كان الأطفال والشباب على موعد مع حوالي 35 نشاطا من بينها سهرات وعروض وحلقات الحكي وقرض الشعر وورشات الكتابة والرسم والألعاب البهلوانية. وتوج ربيع الكتاب والفنون، الذي كان يسمى في السابق، المعرض الدولي لطنجة للكتاب والفنون، مجموعة من الأنشطة التي انطلقت في السابق بعدد من الاعداديات والثانويات، حيث جرت المرحلة النهائية من مسابقة “متعة القراءة” المنظمة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. كما تواصل خلال هذه الدورة تنظيم عدد من الفنون الحية والبصرية، حيث أتاح المسار الفني المنسق حول معرض الصور “العشب آخر ملاذ” للفنان هشام كرداف الفرصة للزوار لاكتشاف اثنا عشر رواقا في طنجة مخصصا للإبداع المعاصر. وخلال الأمسيات، تم تنظيم عرض بعنوان “غرفة الأزواج” الذي كتبه وأداه إيريكي رينهاردت الحائز على جائزة رينودو لطلاب الثانويات لعام 2014، برفقة الممثلة ميلودي ريشارد، في حين قدم عبد اللطيف اللعبي عرضا شعريا، وماريك هالتر لقاء موسيقيا. وأخيرا حظى الفن السابع بنصيبه في فعاليات المعرض من خلال ليلة جديدة خاصة بالسينما، بشراكة مع المكتبة السينمائية بطنجة، فيما أحيى كل من “مسلم” وحميد الحضري ومجموعة “كناوة ديفيزيون” حفلات فنية بقصر المؤسسات الإيطالية على إيقاع الموسيقى الاندلسية والراب والشعبي والراي وكناوة. من بين الضيوف المرموقين خلال هذا الموعد، برز لور أدلير وعلي بن مخلوف وماحي بينبين وكاتيل مولير وجوزي بوكيت وفريديريك بوييه وسناء العاجي وسيلفي جيرمان وماريك هالتر ومحمد حمودان وعبد اللطيف اللعبي وجيل لوروا وعبد الله الترابي، وغيرهم.