استأثر اهتمام الصحف الاقتصادية هذا الأسبوع بثلاثة مواضيع رئيسية، هي الاستثمارات العربية بالمغرب في المجال الفلاحي، ووضعية سوق العقار، إلى جانب وضعية مبيعات السيارات الجديدة بالمغرب. وهكذا، كتبت أسبوعية "تشالنج" أن المغرب يعتبر "الالدورادو الجديد" للمستثمرين العرب، "فبعد البنى التحتية، باتت الأرض قبلة رئيسية للمستثمرين العرب بالمغرب". وأضافت أنه إذا كان المغرب قد شهد عددا هاما من الاستثمارات القادمة من الشرق الأوسط خلال العشرية 2005 - 2015 في مجال الإنعاش العقاري على الخصوص، فقد أضحت الفلاحة القطاع المفضل أكثر فأكثر بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة التي يستقبلها المغرب من باقي الدول العربية. وحسب الجريدة، فلم يسبق للاستثمارات الأجنبية في المجال الفلاحي "أن توقفت على العموم خلال السنوات الثلاثة الأخيرة". وتابعت أنه " بفضل تموقع المغرب كأول بلد عربي من حيث توفر الأراضي الصالحة للزراعة، وثاني منتج للفواكه والخضر والقمح في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، فإنه يتعين عليه أن يواصل اهتمامه بالمجموعات الشرق أوسطية العاملة في مجال الصناعة الغذائية، والراغبة في تنويع مصادر التزود بالمواد الأولية". وعلى صعيد آخر، كتبت "لافي إيكو" أن سوق العقار يظهر مؤشرات انتعاش بعد سنوات صعبة، مضيفة أن انخفاض معدلات الفائدة وتصحيح الأسعار ساهما في إنعاش المعاملات ،"لكن العرض يجب أن يتلاءم أكثر مع الطلب". وأبرزت الأسبوعية، نقلا عن المدير المنتدب للفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين إقبال كتاني، أن هذه السنة شهدت بدايات انتعاش، مضيفة أنه رغم استقرار الأسعار في الآونة الأخيرة، فقد شهدت بالفعل تصحيحا قويا نوعا ما مقارنة مع السنوات الماضية، من حيث نوع العقار وموقعه الجغرافي. واعتبر المسؤول، حسب الجريدة، أن "اقتراح منتوج ينسجم مع الطلب، سواء في ما يتعلق بالفئات أو الخدمات أو الجودة، وضمان المواكبة المالية المناسبة، عوامل رئيسية من أجل إعطاء دفعة لسوق العقار". وأشارت "فينونس نيوز إيبدو" إلى أن القروض الخاصة بالإنعاش العقاري شهدت بدورها انتعاشا بعد سنوات من التراجع، بتسجيل ارتفاع "مفاجئ" ب2,4 في المائة في متم مارس 2017، مبرزة أن الأمر يتعلق بأول ارتفاع تسجله هذه الفئة من القروض منذ يناير 2014. وإذا كانت الوقت ما يزال مبكرا للحديث عن تحول في الوتيرة، فإن هذا التحسن الطفيف يأتي في وقته "بالنسبة لقطاع في حاجة لدفعة تسريع جادة، بالنظر للتحديات التي تنتظره في السنوات المقبلة، بما فيها بناء 800 ألف سكن بحلول 2021"، حسب الصحيفة. من جهتها، نقلت (فينانس نيوز) أن مبيعات السيارات الجديدة، كما أعلنت عنها جمعية مستوردي العربات الجديدة بالمغرب، ما تزال "قوية" وأن ديناميكية سوق السيارات تتواصل. ففي نهاية الأشهر الأربعة الأولى من السنة، يسجل صنف السيارات الخاصة، الذي يمثل 92,34 في المئة من حصص السوق، أداء جيدا، بحجم إجمالي يبلغ 50 ألف و961 وحدة، أي بزيادة نسبتها 14,45 في المئة، في حين يعرف صنف السيارات النفعية الخفيفة ديناميكية أكبر ب4226 وحدة، بارتفاع نسبته 24,55 في المئة، تضيف الأسبوعية. وأبرزت الصحيفة أن السيارات الفارهة تظل الصنف الأكثر استفادة من ازدهار السوق، وفي مقدمتها الثلاثي الألماني ميرسيديس و(بي إم دوبلفي) و(أودي)، موضحة أن هذه العلامات باعت على التوالي 942 سيارة (زائد 28,69 في المئة)، و896 سيارة (زائد 27,45 في المئة)، و375 سيارة (زائد 36,36 في المئة). وفي سياق متصل، أشارت (لافي إيكو) إلى أن أنظمة المعلومات والترفيه تعرف إقبالا متزايدا وأن جميع مصنعي السيارات، بمن فيهم مصنعو الصنف المنخفض التكلفة، يقترحون هذه الأنظمة أحيانا حتى في الصيغة الأولية للعربات. وسجلت أن المغاربة معروفون ب"ولعهم الكبير" بالتكنولوجيات، وقد أدرك الفاعلون، في جميع الأصناف، هذا الأمر حيث يقوم جزء كبير من المصنعين بشراء الرخص من المؤسسات العملاقة التي تطور حلولا كغوغل وآبل وميكروسوفت، في حين أن آخرين، وهم أقل عددا، يطورون أنظمتهم الخاصة مثل تويوتا وفولفو. وبالنسبة للمهنيين، تضيف الصحيفة فإن آخر المستجدات في صناعة السيارات العالمية تعتمد أنظمة الربط والمعلومات والترفيه ضمن أولويات المصنعين، قصد إعطاء التميز لعرباتهم.