اسمها إسلام مطاط، 23 ربيعا وأمّ لطفلين اثنين، تزوجت من ثلاثة مقاتلين أجانب في صفوف تنظيم "داعش"؛ بعد ثلاث سنوات مما تصفه معيشة الجحيم في حضن "أرض الخلافة المزعومة"، ووعد بقضاء شهر العسل في تركيا. توجد الشابة المغربية الآن لاجئة في ضيافة رجال وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقاتل "داعش" بعد هروبها من الرقة، أبرز معاقل التنظيم الجهادي، رفقة طفليها، حيث تناشد الملك محمدا السادس التدخل لترحيلها إلى المغرب، بعد محاولات من لدن نشطاء أكراد "YPG"، راسلوا وزارة الخارجية المغربية؛ "لكن دون أي ردّ"، تقول إسلام. تبدأ مغامرة الشابة المغربية، عام 2014، بعدما تعرفت على شاب بريطاني الجنسية وأفغاني الأصل، على موقع للتواصل الاجتماعي لما يسمى "الزواج الإسلامي"، تقول، في تصريح لقناة CNN الأمريكية من داخل مكان للاجئين السوريين، إن زوج المستقبل، ويدعى أحمد خليل ومزداد في كابول عام 1988، "وعدني بقضاء شهر العسل في تركيا لاعتبار أنه يشتغل هناك.. قبل أن أتفاجأ بدعوته إلي من أجل دخول الأراضي السورية". صدمتها من طلب "زوجها الإسلامي"، وفق ما ترويها لوسائل إعلامية أخرى، عبّرت عنها في سؤال بسيط: "لماذا لم تخبرني بالقرار ولم تستشرني؟!"، ليجيبها الداعشي الأفغاني بالقول: "أنا زوجك ويجب عليك أن تطيعيني!"، ليقررا إثر ذلك دخول الأراضي السورية عبر غازي عنتاب الحدودية في غشت 2014، "دخلنا لمنبج واستقررنا في مضيف مخصص للمهاجرين". زواج إسلام الأول لن يدوم سوى شهرين، حيث سيُقتل خليل في إحدى معارك داعش بكوباني، "قضيت مدة أربعة أشهر في منبج داخل مضافة للنساء وأجبروني كباقي المهاجرات على الزواج، حيث تزوجت بصديق زوجي الأول وهو ألماني الجنسية.. فلم تمر من الفترة سوى شهرين حتى طلقني عام 2015"، مضيفا أن مغامرتها داخل الدواعش تكللت بزواج ثالث من هندي: "عشنا في الرقة، وقُتل في معركة بمنطقة طبقة". وعن مستوى الحياة في أكناف تنظيم "داعش" وسط الأماكن التي يسيطر عليها في سوريا، تقول إسلام مطاط إن الظروف المعيشية في مدينة الرقة تبقى كارثية وسيئة "عشنا مفزوعين على وقع قنابل التحالف الدولي لمحاربة داعش. كما أن الماء والكهرباء والغذاء تنعدم في بعض الأوقات"، فيما قالت إنها تعرفت على نساء من جنسيات مختلفة، كالمغرب وتونس والجزائر والسعودية وبريطانيا وكندا وبلجيكا وفرنسا، وغيرها. منذ عام، لجأت إسلام إلى وسيلة السكايب، بعد ابتعادها عن مراكز الضيافة الداعشية الخاصة بالمقاتلين وأسرهم مفضلة المراكز المدنية، من أجل بث نداءاتها المتكررة لإنقاذها وتهريبها خارج الرقة، حيث تمكنت هناك من استغلال بعض العلاقات، "كان غالب من يستجيب لندائي يطلب مقابلا ماديا بمئات الدولارات.. إلى أن استجاب لي رجال وحدات "YPG"، الذين ساعدوني على الهروب وأنا موجودة الآن في مخيمات اللاجئين التابعة لهم". وتناشد إسلام مطاط الملك محمدا السادس، من أجل التدخل المباشر لترحيلها إلى المغرب "أريد العودة إلى بلدي!"، تضيف الشابة المغربية التي أكدت أن أسرتها ونشطاء من المقاتلين الأكراد راسلوا في شهر مارس الماضي السلطات المغربية من أجل النظر في إجراءات إخراجها من الأراضي السورية إلى المملكة، مشيرة إلى أن الصمت ظل سيد الموقف.