بعد قرابة أربعة أشهر من مكوثها في مدينة "القامشلي" السورية، تحت رعاية أجهزة الإدارة الذاتية الديمقراطية الكردية، لا تزال الشابة المغربية إسلام معيطات، بمعية طفليها عبد الله (عامان) ومارية (سنة واحدة)، تناشد السلطات المغربية للتدخل من أجل إعادتها إلى أرض الوطن، بعد قصة فرار مثيرة من بين أحضان تنظيم "داعش" بدأت بتغرير من زوجها البريطاني وزواجها "المُبرّر" من "داعشيين" يحملان الجنسية الألمانية والأسترالية، بحثا عن الخروج من "الجحيم السوري". هسبريس تواصلت مع أمينة مراد عمر، رئيسة وزارة المرأة بمقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية شمال سوريا ذات الهيمنة الكردية، التي انتقدت عدم تحرك السلطات المغربية من أجل العمل على إعادة إسلام قائلة: "هي هنا تحت رعايتنا، لكن سلطات الرباط لم تتحرك، وإن كان يكفيها التواصل مع تمثيلياتنا الدبلوماسية في عدد من بلدان العالم". وأضافت أمينة، المسؤولة في الهيئة النسائية المنتمية للمجلس التشريعي للكيان الكردي الذاتي في الشمال السوري، أن إسلام، وفق المعطيات التي تتوفر عليها الهيئة، "امرأة مغربية تزوجت من بريطاني من أصل أفغاني جاء إلى سوريا للجهاد، وهو من تنظيم داعش ولا نعرف على أي أساس تزوجت به، وقتل وتزوجت إثر ذلك ثلاث مرات"، مبرزة أنه بعد هزيمة "داعش" في معارك بمنبج وانسحابه من الرقة "تحررت السيدة إسلام عبر وحدات فصيل المرأة الكردية المقاتلة YPG التابع لوحدات حماية الشعب الكردي". المحامية الكردية، وفي تصريحها لهسبريس، أوردت أن هيئة المرأة تسلمت إسلام من الجهات المعنية بعد تنفيذ إجراءات قانونية، وقالت: "تواصلنا مع عدد من الجهات المغربية بغية تسليم إسلام، من بينها السيد علي من هيئة شؤون اللاجئين المغاربة في لبنان، لكننا للأسف لم نستفد منه شيئا، وأحالنا إلى الجهات التركية والسفارة المغربية في تركيا، فاقترحنا التواصل عبر المعبر الحدودي في كردستان، لكنهم لم يردوا علينا إلى حدود الساعة". الإجراءات ذاتها قامت بها الهيئة الكردية مع وزارة الخارجية المغربية، عن طريق والد إسلام جمال الدين معيطات، لكن "للأسف لم نستفد شيئا"، مشيرة إلى أن مشكل إسلام هو طفلاها اللذان لا يتوفران على وثائق هوية وشهادات ميلاد، وقالت: "لا بد للسفارة المغربية في بغداد أو لبنان من التواصل لاستعادة المواطنة المغربية، ويمكنهم التواصل معنا في سوريا والدخول دون مشاكل فأرقامنا معروفة وتمثيليتنا متواجدة في أوروبا، كفرنسا". أمينة مراد عمر تحدثت عن إسلام معيطات باعتبارها حالة تم التغرير بها من طرف مقاتلي "داعش" الإرهابي، معتبرة أن "على المغاربة أن يعرفوا أن إسلام فتاة ومواطنة مغربية غرر بها عن طريق داعشيّ، وهي عبرة لغيرها وللعائلات بألا يزوجوا أبناءهم عبر الأنترنت ولأي شخص تشوبه شبهات"، مضيفة أن "الزواج المختلط المعروف في المغرب له نتائج كارثية"، لتبث نداء عبر هسبريس قالت فيه: "إسلام تناشد ملك المغرب والمنظمات للاستعجال في إعادتها إلى بلدها، وهي أمانة عندنا وتحت رعايتنا".