"الحقوق هضمتوهوم والباطرونات علفتوهم"، "الحكومة مشات وجاتْ والحالة هي هي"، "هز وزير حط وزير..لا إصلاح لا تغيير"، "هذا المغرب الجديد.. مغرب القمع والتشريد"، "هذا عيب هذا جور.. والتمييز في الأجور"، "فوسفاط وجوج بحورا.. عايشين عيشة مقهورة"، شعارات ضمن أخرى رفعتها شغّيلة القطاع الفلاحي في إقليم اشتوكة آيت باها، أمس الإثنين، في احتفالها بالعيد الأممي للشغل. ومن الساحة المحاذية للمركب الثقافي سعيد أشتوك، وسط مدينة بيوكرى، استهلّت العاملات والعمال الزراعيون، المنضوون تحت لواء الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، احتفالاتهم التي أخذت شكلا احتجاجيا ضد ما تعيشه هذه الفئة من أوضاع وصفوها بالمتردّية، سواء في العمل أو خارجه. وانطلقت المسيرة العمّالية، التي جابت الشارع الرئيسي في مدينة بيوكرى، تحت مراقبة أمنية لصيقة، وكانت مناسبة صدحت خلالها حناجر العاملات والعمال في هذا القطاع الحيوي بإقليم اشتوكة آيت باها بشعارات اتخذت طابعا تنديديّا ب"استمرار هضم حقوق العاملات والعمال، والتضييق على العمل النقابي، وانحياز السلطات إلى الباطرونا". وكان لافتا الحضور الوازن والكثيف للنساء العاملات في قطاع الفلاحة العصرية ومحطّات تلفيف الخضر والفواكه بعدد من الشركات الاستثمارية المنتشرة بجل النفوذ الترابي لسهل شتوكة، اللواتي أثّثن المشهد الاحتفالي بمدينة بيوكرى، وجدّدن مطالبهن بتحسين الظروف العامة للشغل، ومنها الرفع من الحدّ الأدنى للأجور والعناية بظروفهن المعيشية. السلطات المحلية، مندوبية الشغل، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كان لها نصيب من الشعارات التي ردّدها العاملات والعمّال على امتداد فترة المسيرة، التي توقفت للحظات أمام مقر عمالة اشتوكة آيت باها؛ حيث اختار هؤلاء مرورهم من أمام مقرات هذه الإدارات ل"قذف" مسؤوليها، ومن الشعارات المرفوعة، "العمالة طالعة بالزّاجْ والعامِل باقي محتاج"، "مفتش يا ملعون.. شحال عطاوك من مليون"، "لاكّيس ها هو.. والتغطية فينا هي". الميلودي حمزازي، الكاتب العام للفرع المحلي باشتوكة آيت باها للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، اعتبر أن العاملات والعمال الزاعيّين بالإقليم خرجوا اليوم من أجل الاحتفال بالعيد الأممي للشغل، وأن هذا الاحتفال يتخذ طابعا احتجاجيا، ويشكل استمرارا لنضالات هذه الفئة من أجل تحسين ظروف العمل والمطالبة بتوحيد الحدّ الأدنى للأجور بين القطاعين الفلاحي والصناعي. وأضاف المسؤول النقابي أن "عيد الشغل مناسبة لاستنكار تردّي ظروف نقل العمال والعاملات التي يذهب ضحيتها عدد منهم سنويا، بالإضافة إلى أضرار استعمال المبيدات الكيماوية داخل البيوت المغطاة، في غياب وسائل الوقاية والسلامة، وضعف عدد المصرح بهم للاستفادة من التغطية الصحية، زد على ذلك المعاناة في مقرات السّكن التي تتميّز بانعدام أبسط شروط العيش الكريم". وفي جانب آخر، انتقد المتحدّث بشدة "عدم تفعيل دور اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة، وجمود دور مفتش الشغل بالإقليم في حلحلة نزاعات الشغل المستفحلة بالإقليم، التي يقع على رأس قائمتها محاربة العمل النقابي المُفضي إلى مواصلة سياسة التسريحات الجماعية بوتيرة أكثر، مما يجعل الباطرونا تتجبّر على العاملات والعمال"، وفقا لتعبير المتحدّث. عتيقة، عاملة زراعية، قالت ضمن تصريح لجريدة هسبريس: "إن العاملات في هذا القطاع بإقليم اشتوكة آيت باها يُعانين من تحرشات واستغلال من قِبل مسؤولي العمل وأرباب العمل في أماكن معزولة داخل الضيعات ومحطات التلفيف، يصعب فيها إثبات واقعة التحرش، في ظلّ حيف قانوني"، وأضافت أن "القطاع الفلاحي أكثر تهميشا، وفي خضمه نجد العاملة الزراعية مهمّشة بشكل فضيع وحقوقها مهضومة، في غياب أية التفاتة". أما أمهدوك خديجة، وهي ضمن المحتجّات، فأوردت في تصريحها لهسبريس أن العاملات اليوم "خرجّن للتنديد والصراخ والتعبير عن المطالب المُلحّة لهذه الشريحة، ومنها الرفع من الأجور التي لا تكتفي لسدّ الحاجيات المعيشية اليومية وتربية الأبناء وتدريسهم، فضلا عن اهتراء أسطول النقل، والمخاطر الصحية الخطيرة داخل المحطات والضيعات"، ووصفت العاملات والعمال ب"أساس وعماد التنمية الاقتصادية، لكن رغم ذلك بقيت الباطرونا طاغية وتواصل هضم أبسط الحقوق". تجدر الإشارة إلى أن صناديق القمامة المنتشرة على طول الشارع الرئيسي بمدينة بيوكرى امتلأت عن آخرها بالأزبال والنفايات المنزلية، وانتشرت الروائح الكريهة المنبعثة منها بهذا الشارع. ورجّحت مصادر من عين المكان أن تكون مشاركة عمال الشركة في الاحتفال بعيد الشغل سببا في "غرق" جماعة بيوكرى صباح اليوم في الأزبال.