احتفاء بالعيد الأممي للطبقة العاملة، اختارت العاملات والعمال الزراعيون بإقليم اشتوكة آيت باها تنظيم مسيرة طافت الشارع الرئيسي لمدينة بيوكرى، رفع خلالها المتظاهرون شعارات ولافتات تستنكر ما تعيشه هذه الفئة من هضم لحقوقها في الضيعات الفلاحية وفي محطات التلفيف، بالإضافة إلى التنديد بالظروف التي يعيشونها وسط هذه الضيعات، وما تشكله من تهديد لسلامة صحتهم، مع غياب أبسط شروط العمل وأدنى الحقوق في المجال الزراعي، ومحاربة العمل النقابي. المسيرة التي دعا إليها فرع اشتوكة آيت باها للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي توقفت عند مقر مفتشية الشغل ببيوكرى، حيث نال المدير الإقليمي لهذا القطاع قسطا وافرا من الاتهامات من طرف المتظاهرين، عبر شعارات أشارت إلى انحياز مكشوف للمسؤول ذاته إلى الباطرونا في تعاطيه مع عدة نزاعات للشغل شهدتها وتشهدها اشتوكة آيت باها، رافعين شعار "ارحل" في وجهه، لاسيما بعد شهادات لبعض العمال المطرودين من إحدى الضيعات بخميس آيت اعميرة، التي أثارت "استقواء المشغل بالسلطات المحلية والإقليمية، واقتراح مدير التشغيل تعويضات هزيلة لفائدة المسرَّحين في تواطؤ واضح معه". التوقف الثاني للمتظاهرين كان أمام عمالة الإقليم، حيث أشارت كلمات ممثلي العمال المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي والنقابة الوطنية للعمال الزراعيين إلى "تقاعس السلطات الإقليمية والمحلية في تفعيل أدوار اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة". ومن الشعارات المرفوعة "يا عامل يا مسؤول، هادشي ماشي معقول"، "كولو لوزير الفلاحة، المطالب قانونية، لا تماطل لا حلول ترقيعية". وفي محطة ثالثة، توقفت العاملات والعمال عند مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث اعتبروا أن مسؤوليه لازالوا غافلين عن تفعيل دور مفتشياته في رصد العدد الهائل من العاملات والعمال الزراعيين غير المصرح بهم في نظام الحماية الاجتماعية، كما أشاروا إلى غياب تمتيع عدد ممن وصلوا سن التقاعد بمعاشاتهم، ولازالوا يشتغلون رغم ظروفهم الصحية المزرية وتقدمهم في السن، مطالبين بتدخل مسؤولي الصندوق لتفعيل المراقبة في اتجاه استفادة جميع العاملات والعمال من خدماته. ميلود الحمزاوي، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، أورد في تصريح لهسبريس أن فاتح ماي لهذه السنة "تميز بالظروف الاجتماعية الكارثية التي تعيشها الطبقة العاملة"، وزاد: "نتائج الحوار الاجتماعي "زيرو"، لذلك نعتبر فاتح ماي مناسبة احتجاجية أكثر منه احتفالا، فالأسعار ملتهبة والأجور مجمدة، وعلى صعيد اشتوكة يسود غياب شروط السلامة الصحية في الشركات الفلاحية والضيعات ومحطات التلفيف، بالإضافة إلى نقل العمال في وسائل مميتة، وتعريضهم للاستغلال البشع وحرمانهم من التنظيم النقابي، مع عدم احترام عدد ساعات العمل وغيرها من المشاكل". أما الحسين أولحوس، عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي شاركت في هذه التظاهرة الاحتجاجية، فاعتبر أن الجمعية "تخلد هذه السنة العيد الأممي للعمال تحت شعار "كل الدعم للحركة النقابية والحراك الشعبي وكافة الحركات الاحتجاجية"، وكذلك من منطلق كون الحقوق الشغلية تُعدّ جزءا مهما من الحقوق في شموليتها، إذ ظل فرع اشتوكة يُندّد بما تجابهه الطبقة العاملة في القطاع الزراعي من هضم للحقوق، من حيث التمييز في الأجر، وضرب الاستقرار، وظروف النقل، وغياب احترام قانون الشغل على علاته، وغياب العناية بالجانب الاجتماعي لأسر العاملات والعمال، وغير ذلك"، خاتما: "على الجهات المعنية التدخل لفرض احترام قانون الشغل".